جسد طلاب جامعة النجاح الوطنية من نابلس التناقضات التي يعيشها الشعب الفلسطيني تحت مظلة الاحتلال والقصف عبر تقديم مسرحية أضغاث أحلام للمخرج سعيد سعادة و أداء طلاب جامعيون خلال فعاليات المهرجان الوطني للمسرح الجامعي في طبعته العربية بقسنطينة.
ينتمي العمل الفني الفلسطيني لمسرح العبث، حيث تدور أحداث المسرحية ضمن عيادة نفسية، تتفاعل الشخصيات داخل فضائها، لتسرد يوميات المعاناة التي تعيشها كل شخصية على حدى، فالشخصية الرئيسة التي ترفض أن يجرى لها غسيل مخ جراء معاناتها من أمراض نفسية حدثت لعدم تقبلها الحالة التي يعيشها الفلسطيني كل يوم من حروب وقصف ومشاهدة للدماء.
الاختلاف ما بين حالتي الحلم و اليقظة والوهم والحقيقة، ظهر في كل مراحل المسرحية، فرغم تمايز الأدوار الواضح ما بين المريض والمعالج وما بين المحقق والمتهم، إلا أن المسرحية حاولت إبراز التناقضات الكثيرة التي يصبح الفلسطيني مضطرا للقبول بها في أخر المطاف، و هو ما تعمّد المخرج إبرازه في آخر المسرحية، حيث تتبادل الشخصيات الأدوار فيصبح المتهم هو المحقق ويصبح المريض هو المعالج.
وقد طغت على السطح، رؤية فلسفية من خلال الحوارات التي تبدو غريبة للوهلة الأولى لكنها لا تلبث لتصبح مفهومة ضمن فلسفة حياة مبنية على ضرورة رؤية الأمور بالشكل المقلوب والمغاير، مما جعل جل شخصيات المسرحية تائهة وغارقة في التساؤلات حول الوضع القائم والمتجسد في عبثية الحياة التي انعكست على الوضع الفلسطيني بعبثية الاحتلال.
حمزة.د