الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

الكاتب والباحث في التاريخ حسني قيطوني


فرنسا أرادت تطبيق نموذج الاستيطان الأمريكي في الجزائر
نشط أمس الكاتب و الباحث في التاريخ حسني قيطوني ندوة تاريخية لتقديم آخر إصداراته « فوضى الاستعمار» و ذلك بدعوة من الجمعية الثقافية فضاءات سيرتا، حيث قدم قراءة في الكتاب الذي تطرق إلى مرحلة تاريخية هامة من مراحل حرب الجزائر، قال إن المؤرخين أغفلوها،  رغم تأثيرها على النسيج الاجتماعي العام .
و أشار إلى أن فهم ما حصل بين 1830 إلى غاية 1870، من شأنه أن يساعد على فهم  الحاضر، خصوصا وأن ما قامت بها فرنسا خلال هذه الحقبة يندرج في إطار مشروع استبدال الشعب الجزائري عن طريق الإبادة و الاستيطان ، تماما كما حصل بعد اكتشاف العالم الجديد أو أمريكا، وما انجر عن ذلك من تطهير عرقي للسكان الأصليين، لكن مع اختلافات بسيطة.
الكاتب أوضح بأن الهدف من عمله هو الإجابة عن أسئلة تتعلق بتأثير الممارسات الاستعمارية على الشعوب، من ناحية تركيبتها الاجتماعية و النفسية و الحضارية، و الأربعين سنة الأولى من تاريخ استعمار فرنسا للجزائر لم تدرس،  حسبه، بالشكل المطلوب إلى غاية الآن، رغم أنها تعد محورية بالنسبة لكتابة التاريخ، بالمقابل يتعدى عدد الأطروحات التي تطرقت لجزائر 1962 إلى غاية2012، 13أطروحة في فرنسا وحدها، والسبب،  كما قال، يمكن أن يستقى من رد المؤرخ الفرنسي بنيامين ستورا عن السؤال، حيث قال بأن النسخة التي يكتبها الفرنسيون هي جزء من كتاب كبير يؤرخ للأمة الفرنسية وبالتالي فإن التنكر للاستعمار هو تنكر لأحد مقومات هذه الأمة، و ذكر الفظائع التي عرفتها تلك المرحلة لا يخدم الطرح الفرنسي.
 وعليه  يقول الكاتب « لابد من توضيح طبيعة الاحتلال الفرنسي للجزائر، لأننا  لا نتحدث هنا عن  استعمار استكشافي كما حدث في الهند بل عن استيطان يشبه ما حدث في أمريكا، ولذلك فإن المرحلة من 1830حتى 1844 اتسمت بالعنف النابع من الهدف الذي دخلت فرنسا على أساسه وهو احتلال كلي للأرض، و استنزاف ثرواتها لتغطية  العجز الذي خلفته الأزمة الاقتصادية على المجتمع الفرنسي، إضافة إلى  غربلة ذات المجتمع طبقيا، حيث تبقى فرنسا برجوازية و يرحل الفقراء و المجرمون و البطالون نحو المستعمرة الجديدة.
 وهنا تجدر الإشارة، حسبه، إلى أن الحديث عن تردد فرنسا خلال السنوات الأولى في ما يخص احتلال الجزائر من عدمه، هو طرح خاطئ، لأن فكرة الاحتلال الاستيطاني كانت موجودة منذ البداية، لكن التردد أو الجدل كان حول طريقة تحقيق ذلك، فالفرنسيون ، كما أوضح، كانوا يدرسون فكرة إبادة الشعب، كما أكدته كتابات للفرنسي « كلوزيل»، وذلك في ظل وجود عائق السكان الأصليين، فالجزائر كانت مأهولة وسكانها مرتبطون بالأرض ومتراصون ضمن بنية اجتماعية تحكمها عادات و أعراف، وبالتالي فإن الحل الوحيد هو التطهير وقمع المقاومة بالتجويع والفقر و فرض العزلة، خصوصا وأن الظروف المناخية و الجغرافية ساعدت على إقناع المعمرين بقبول فكرة الانتقال إلى المستوطنة الجديدة، وعليه فقد تبنت الحكومة المشروع من خلال ترخيص القمع العسكري، و تمويل عملية ترحيل المعمرين نحو الجزائر و وضعت إستراتيجية إدارية طويلة المدى لضمان استقرارهم وهي سابقة أولى في العالم ككل.
مع ذلك، أضاف الباحث، فإن إدارة و تمويل عملية الاستيطان، ومحاولة استبدال الشعب بالمعمرين، لم تحقق النتائج المرجوة، وهي حقيقة وقفت عليها الحكومة الفرنسية سنة 1881، و تم الاعتراف بأن الجزائر كانت مستعمرة مكلفة جدا تصل أعباء تسييرها إلى 50 مليون فرنك في السنة، وهو ما دفع بذات الحكومة إلى إعادة النظر في طريقة التسيير و فرض نظام ضرائب على السكان الأصليين ، مقابل تقليص الإعانات المباشرة للمعمرين أو المستوطنين، وهو نظام قال باحثون فرنسيون بأنه ساهم في ازدهار حياة الكولون بشكل كبير، مقابل تفقير الشعب و تجويعه، أي أن فرنسا بنت مدن المعمرين بأموال الجزائريين.
 هدى طابي

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com