- مينا - مسرحية ثورية تحاكي الصراع بين الوطني و الحركي
شهد أول أمس، ركح مسرح دار الثقافة عمر أوصديق بجيجل، العرض الشرفي للمسرحية الثورية « مينا»، وسط إقبال كبير لعشاق أبي الفنون.
العرض عرف تفاعلا ملحوظا من قبل الجمهور الذي استمتع به طيلة ساعة كاملة، وهو عبارة عن عمل ذي أبعاد تاريخية ثورية، أبدع في وصفها الممثلان جموعي شوقي الذي أدى دور المجاهد الهاشمي، و طبيبل جمال في دور الحركي مطيش، حيث قدما سردا عميقا لحكايا تصف جوانب من حياة الأفراد خلال تلك المرحلة من تاريخ الجزائر، متعمقين في الجانب النفسي للإنسان الذي يختار التضحية من أجل الوطن، و الآخر الذي يفضل أن يبيع وطنه لحيا هو، إذ يدور الصراع بين الشخصيتين المسرحيتين داخل حقل ألغام قديم.
و حسب مخرج العمل، جموعي شوقي، فأن المسرحية التي كتبت نصها رنان سميحة، تعكس جوانب من مراحل الثورة التحريرية، و تحديدا في سنة 1959، عندما كانت معركة الجزائر في أوج عطائها بالجهة الشرقية من ولاية جيجل، إذ يعكس الحوار الصراع بين مجاهد محنك، و حركي، يتحدثان عن قناعتهما الشخصية، و يحاول كل واحد منهما أن يبن وجهة نظره بخصوص الثورة التحريرية و كيف يقيمها، وأشار المخرج الى أن المسرحية حققت القبول لأن المسرح الثوري يلقى كثيرا من الصدى عند الجمهور، كونه يحاكي محطة مهمة من محطات النضال من أجل التحرر، حيث حاول أن يمزج بين المسرح و السينما من خلال الاستعانة بشاشة خلفية و مؤثرات صوتية بصرية.
الجمهور الحاضر صفق مطولا عند نهاية المسرحية، ما يوحي بأن العرض كان في المستوى، و دخل قلوبهم، حاملا معه الرسالة الثورية، و قد عبر بعض الحضور عن سعادتهم بمشاهدة إنتاج مسرحي محلي جيد،خصوصا وانه العرض لم يكن متكلفا ولا مكلفا بل أنتج بإمكانيات بسيطة سخرتها الجمعية الثقافية « عبد الباقي صالح» بالتنسيق مع قطاع الثقافة لولاية جيجل.
كـ. طويل