الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

من إنتاج المسرح الجهوي لوهران "عبد القادر علولة "


مسرحية التفاح ترصد تغيرات المجتمع الجزائري بعد انهيار أسعار البترول
أعاد المسرح الجهوي لوهران، بعث نص عبد القادر علولة الموسوم ب”التفاح” المؤلف بداية التسعينات مسرحيا،  من خلال عرض احتضنه المسرح الجهوي بقسنطينة.
العمل الفني الذي يتناول وضعية المجتمع الجزائري بعد غلق مؤسسات الدولة وانهيار أسعار البترول، أنتج ضمن تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، و أخرجه سمير بوعنابي.
«التفاح» تطرقت إلى التغييرات الاجتماعية التي حدثت فجأة للجزائريين في فترة أواخر الثمانيات من انهيار أسعار البترول و طرد عمال من مناصبهم ومؤسساتهم و بداية  خوصصة الشركات العمومية، الذي ساهم في تزايد معاناة أفراد المجتمع، فراحوا يعتمدون حلولا غريبة من أجل معايشة الواقع، حيث تصبح فاكهة التفاح بمثابة حلم للجزائريين نظرا لغلائها الفاحش.
تدور أحداث المسرحية في مرحاض عمومي تابع لأملاك الدولة، أين يضطر مسيّر هذا المرفق إلى إسكان عائلة يستعد ابنها لاجتياز امتحان البكالوريا سرا في المرحاض، وذلك في مرحلة الليل فقط ، و هو المكان أيضا الذي يتحوّل إلى ملجأ للراغبين في الديمقراطية بعد أن تم طردهم من مناصب عملهم، بسبب إفلاس المؤسسات ليصبح المرحاض المكان الأمثل للتعبير عن مكنوناتهم بكلام بذيئ وقبيح.
  الشخصية الثالثة التي تبرز في العرض تخص الممثل المسرحي الذي يتم تهميشه من قبل إدارة المسرح فيكون المرحاض العمومي بمثابة مسرح بديل، ليتدرب فيه على أدوار مسرحيته المثالية.
المرحاض العمومي بدا من خلال المسرحية، كنقطة التقاء يجتمع، عندها  المثقفون و الراغبون في النجاح، تتمكن من خلالها الشخصيات الثلاث  من تطوير نفسها و تصبح ناجحة فيما بعد، بعد أن يتكلل كل ذلك بتفوّق ابن العائلة الذي يبيت في المرحاض في امتحان البكالوريا و يحصل على أفضل معدل في الجزائر، مما يحوّل ذلك المرحاض إلى مكان مبارك و تصبح مياهه القذرة سائلا لجلب النجاح، و عليه يبدأ توافد المتوافدين عليه بما فيهم المسؤول والوزير من أجل نيل بركات المرحاض، حتى البلدية اعتبرته من المنجزات الحضارية التي ساهمت بها.
 المسرحية حاولت برمزية المرحاض العمومي، إبراز كيف للتغيرات الاقتصادية والسياسية أن تؤثر على الوضع الثقافي بشكل عام، حيث استطاعت نماذج بشرية جزائرية، لا تملك من المؤهلات المالية الكثير، النجاح رغم الظروف القاسية، بفضل إيمانها بقدراتها و إصرارها على تحقيق مبتغاها، لكن المجتمع لم يعترف لهؤلاء الأفراد ولم يقر لهم بالتعب والجد و إنما اعترف للمرحاض العمومي بالقدرة على إنجاح ساكنيه بناءا على الخرافات التي سيطرت على الاعتقاد الجمعي لدى الجزائريين بعد أن فقدوا الأمل في الاقتصاد و بدءوا يبحثون عن حلول سحرية.
مساعد المخرج عبد القادر بلقايد، قال للنصر عقب العرض، بأن المسرحية جددت موضوع نص مسرحي  كتبه الراحل علولة، بداية التسعينات و أسقطته على أحداث المرحلة الراهنة، بإدخال إضافات جديدة، لكن في نفس السياق وفي نفس الطرح وذلك تفاديا للخروج من روح مسرح عبد القادر علولة.  
حمزة.د

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com