تخصيص فضاء ثقافي لجمع شمل مبدعي قسنطينة و إبراز مواهبهم
افتتح صباح أمس المدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة سامي بن الشيخ الحسين فضاء ثقافيا بقسنطينة يجمع شمل مبدعيها و يفسح لهم المجال لتبادل الآراء و الخبرات و إبراز إبداعاتهم في مختلف المجالات، إلى جانب تنظيم تظاهرات فنية و ثقافية و تراثية و علمية مختلفة، و استقطب حفل الافتتاح أعدادا كبيرة من الوجوه الفنية و الثقافية المغمورة و المشهورة بالمدينة.
الفضاء الثقافي الذي أطلق عليه اسم سليم مرابية ، المدير الأسبق لمسرح قسنطينة الجهوي، تكريما و تخليدا لهذه الشخصية التي قدمت الكثير للارتقاء بالفن و المسرح و الثقافة بالولاية ، تمت تهيئته مؤخرا بمقر المديرية الجهوية للديوان الوطني لحقوق المؤلف و الحقوق المجاورة للشرق، الكائن بحي جويلية بقسنطينة، ليضم إلى جانب قاعات للعروض الفنية و الثقافية الدائمة ، على غرار الفنون التشكيلية و الصور فوتوغرافية و العروض المسرحية ، و احتضان الملتقيات و الأيام الدراسية و غيرها، ساحة واسعة يمكن استثمارها في تنظيم الحفلات و الاستعراضات الفنية المتنوعة و مختلف التظاهرات في الهواء الطلق.
فرقة جيل الغيوان تدشن الفضاء غنائيا
و تميز حفل افتتاح الفضاء الثقافي الجديد بتوافد أعداد كبيرة من فناني و مثقفي قسنطينة من مختلف الأجيال، و تقديم عرض مسرحي و آخر غنائي من توقيع فرقة جيل الغيوان، و كذا إلقاء قصيدة من الشعر الملحون عنوانها «السعد» للكاتب و السيناريست السعيد بوالمرقة، إلى جانب عرض باقة من إبداعات طلبة مدرسة الفنون الجميلة بقسنطينة و أغلبها منمنمات و منحوتات، إلى جانب لوحات تشكيلية.
و التف عدد كبير من الممثلين و المطربين و الموسيقيين و المثقفين حول المدير العام ل»أوندا «، من أجل طرح انشغالاتهم و مشاكلهم المهنية، و التماس الدعم و المرافقة من أجل تجسيد مشاريعهم الإبداعية المعلقة، و رد الاعتبار للفنانين و المثقفين في مدينة الفن و الثقافة، و كان المسؤول يرد على الجميع بصدر رحب، و يعدهم بدراسة مشاكلهم و إيجاد الحل المناسب لها عن قريب.
و لاحظنا بالمناسبة حضور بعض الوجوه التي طال مكوثها في الظل، بسبب الإقصاء أو المرض، على غرار الفنان سليم روباش الذي يعاني من إعاقة بصرية و صعوبات في الحركة و الكلام، و كذا المطرب الشريف زعرور الذي يعاني أيضا من إعاقة بصرية، و عاد مؤخرا للوطن بعد سنوات طويلة من الغربة.
مركز إشعاع متعدد الخدمات
السيد بن الشيخ الحسين سامي، صرح خلال جولته عبر فضاء سليم مرابية الثقافي، أن افتتاحه، يتزامن مع الاحتفاء باليوم العالمي للملكية الفكرية، مشيرا إلى أن جميع بلدان العالم، بينها الجزائر، تهتم بالمبدعين و المبتكرين و تحرص على حماية إبداعاتهم و المحافظة عليها، لأنهم يساهمون في تحريك عجلة التنمية الاقتصادية و أسس الارتقاء بالثقافة و التراث في كل مجتمع.
و شدد أن دور الديوان هو حفظ الإبداع و التراث الفني و الذود عن حقوق المبدعين في كل المجالات، معربا عن استعداد الديوان لمرافقة أصحاب المشاريع الفنية و الثقافية، و دعم كل شرائح الفنانين و الإنصات لانشغالاتهم و دراستها، من أجل التوصل إلى حلول مناسبة.
و أضاف المسؤول الأول في «أوندا» أنه اتخذ بنفسه قرار تهيئة الفضاء المتعدد الخدمات و المجالات في مقر المديرية الجهوية بقسنطينة، وسط حي سكني كبير، ليحتضن العائلة الفنية القسنطينية و يكون تحت تصرفها، كمركز إشعاع فني و علمي دائم ، على حد تعبيره، مشيرا إلى أنه أمر أيضا بتهيئة محيط المقر، ليستغل في شهر رمضان و فصل الصيف، لتنظيم لقاءات و سهرات موسيقية أو عروض مسرحية ، و كذا ليتمكن الباحثون و المختصون من تقديم دراساتهم و أبحاثهم أمام الجمهور.
بعض الممثلين و المخرجين و المطربين الذين تحدثت إليهم النصر، أعربوا عن إعجابهم بمبادرة «أوندا» التي ستجمع شملهم بعد طول تشتت و ستساهم في التعريف بإبداعاتهم و انتشالهم من شبح الإقصاء و التهميش الذي طالما طارد العديد منهم.
إلهام طالب