- السوبيرات - أنعشت قطاع النشر عندما انسحبت المكتبات
يرى الكاتب و الناشر كمال قرور، بأن الحديث عن انحصار المقروئية في المجتمع الجزائري يتضمن الكثير من المغالطة، لأن الكتاب، كما قال ، لا يزال يملك جمهورا واسعا يتجدد و يتنوع في كل مرة، وذلك بتجدد الأزمنة واختلافها، لذلك يتوجب على الكتاب و دور النشر و الموزعين، التكيف مع التغيرات المجتمعية الحاصلة و مواكبتها لضمان الاستمرار، فالكتاب، حسبه، لا يحتاج لأكثر من وسيط جديد و مبتكر ينجح في ما عجز عنه الكتاب والموزعون و الناشرون التقليديون.
الناشر الذي حل ضيفا أمسية أمس، على نادي الكلمة التابع للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مصطفى نطور بقسنطينة ، قال، بأنه يتعين على الكتاب التواجد دائما في الواجهة و الترويج لأعمالهم بشكل مباشر، لأن المجتمع اليوم يبحث عن كاتب بصفة نجم، لا تختلف علاقته بجمهوره عن علاقة نجوم الفن و صناع المحتوى بمتابعيهم، أي أنه يتعين عليه، بصيغة أخرى، الانخراط أكثر في المجتمع و الكينونة كعنصر فاعل في ما يخص قضايا كالبيئة و غير ذلك، لكن دون التوغل لدرجة الانعزال عن الكتاب، خصوصا وأننا نعيش اليوم في زمن المعلوماتية بكل إيجابياتها .
إن الإنترنت ، كما قال الناشر، خدمت الكتب كثيرا عكس ما يعتقده الكثيرون، إذ ساهمت في دفع المقروئية و الترويج للعناوين و التعريف بالكتاب الشباب و صنعت للكثير منهم قاعدة جماهيرية كبيرة، في وقت انسحبت المكتبات من الواجهة تدريجيا، و لم تعد تساهم كما ينبغي في الترويج للإصدارات و التعاون المثمر مع الناشرين، وهو ما دفع بهم ، إلى البحث عن فضاءات أوسع و فتح أبواب أكبر تمكن من إيصال الكتاب إلى القارئ عبر أقصر الطرق، ما أدى إلى ظهور مكتبات فضاءات التسوق « سوبيرات « و نقاط البيع على مستوى المجمعات التجارية، و التي أثبتت نجاعتها و ساهمت في إنعاش مجال النشر .
صاحب رواية « حضرة الجنرال»، أوضح من جهة ثانية، بأن هناك توجهات جديدة في عالم الكتاب تحتم على الفاعلين فيه متابعتها و التكيف معها، كفكرة «الكاتب الماركة»، وهو كاتب يروج له في مجال إبداعي معين، مثل الرواية البوليسية على سبيل الحصر، و يكرس لصورته في أوساط القراء بشكل يساعد على استهداف شريحة القراء الذين يهتمون بهذا اللون الكتابي، فهناك سياسات ترويجية مستحدثة لابد من انتهاجها لإنقاذ الكتاب و إعطاء نفس أطول لدور النشر التي تعاني كثيرا.
أما عن توجهات سوق الكتاب الحديثة، فإن الاهتمام، حسبه، أصبح منصبا أكثر و بشكل كبير على كتب التنمية البشرية و الإصدارات الروائية التي تتناول الواقع الاجتماعي و تغوص في الخيال العلمي و العاطفة ، في حين يعرف الكتاب الديني تراجعا و انحصارا بعد تشبع سوقه.
كمال قرور، ذكر خلال اللقاء الذي حضره أساتذة و كتاب من قسنطينة، بأن دار نشر الوطن التي يديرها، دخلت مؤخرا تجربة الطبع وهو تحد، قال بأنه أخذ على عاتقه مهمة رفعه رغم عدائية المجال، و النظرة الضيقة للمشاريع الثقافية القومية، كما عبر ، كاشفا عن بعض العناوين الجديدة التي باشرت مطبعته العمل عليها و التي تصب عموما في مجالات الأنثروبولوجيا و الثقافة الشعبية و التاريخ، و عاد الكاتب للحديث عن بداياته كصحفي و كاتب كانت جريدة النصر، أول منبر تبنى كتاباته. هدى طابي