تتواصل فعاليات المعرض الخيري الأول للصور الفوتوغرافية للمصور محمد عمري المدعو سفيان ،برواق دار الشباب - طريق الشريعة - بمدينة بئر العاتر ، تحت شعار « اقتن صورة ..ازرع بسمة « ، والذي سيستمر إلى غاية 15 جوان 2015 ،و يحتوي على أكثر من 60 لوحة فوتوغرافية متنوعة ، التقطها المصور خلال زياراته الكثيرة لعدة مناطق من الوطن (جيجل ، بجاية ،القالة ، تيميمون ، بني عباس ، تاغيت ، المدية ،الجلفة ، ثنية الحد ،- جميلة ، تيكجدة - تبسة ...).
الصور المعروضة ،كما كشف لنا عمري ،ستعرض للبيع لجمهور الزوار، حيث ستعود مداخيلها المادية لمساعدة بعض العائلات المعوزة في مدينة بئر العاتر بمناسبة شهر رمضان الكريم ، كما ستخصص على هامش هذا الأسبوع الأول من نوعه ، ورشة لتصوير البورتريه خلال الأيام الأخيرة للمعرض لكل المهتمين بالتقاط بعض الصور.
النصر واكبت فعاليات المعرض واقتربت من الفنان والمصور الفوتوغرافي سفيان وسألته عن لوحاته وما تمثله له ، وسبب تعلقه بالصورة الفوتوغرافية دون غيرها ، فرد بأن مجموع إبداعاته ولوحاته الفوتوغرافية،تشكل لغة صامتة ووسيلة تعبير جمالي مؤكدا:»إنها تحكي ذاتي ككائن متشبع بالقيم والمواقف الإنسانية» .
وأضاف محدثنا بأنه باعتباره فنانا فوتوغرافيا، لا يلتقط الواقع كما هو ،وإنما كما ينظر إليه ،كحقيقة قابلة للتعبير عنها بشتى ألوان الفنون٬ مبرزا بأن فن التصوير لديه، ليس ترجمة حرفية للواقع، وإنما هو إضفاء للمسات فنية وجمالية «وكل صورة تحكي قصة معينة كما تراها عينه الثالثة، وعن اشتغاله على سيميائية الصور واختلاف الألوان «.٬ و أشار سفيان إلى أن ذلك ينبع من حقيقة أن الدال والمدلول في العمل الإبداعي يشكلان وجهين لعملة واحدة٬ وأن الصور تخفي وراءها باطن الفنان و خوالجه كما تعكس ألوان مشاعره وأحاسيسه،ومعنى هذا٬ يضيف المتحدث٬ أن الفنان المرهف الحس، المتمتع بملكة الحدس٬ يكون ذاته و هو بالأساس موضوع صوره٬ وحتى إن لم يكن الإنسان موجودا في الصورة٬ فهناك الأثر الذي يدل عليه.
وأكد من جهة أخرى٬ بأنه ليس كل من حمل كاميرا يعتبر مصورا٬ ومن الطبيعي أن يكون لكل إنسان الحق في أن يصور٬ لكن الواضح بالتأكيد أن الصورة هي وسيلة تعبير٬ وهي عند المحترفين الوسيلة الأساسية للتعبير، ويعتبر الفنان سفيان التصوير الضوئي، فن التقاط اللحظة وتوظيفها٬ ويدخل ضمن إنتاج واقعية اللحظة في قالب جمالي وفني٬ كما أن الصورة باللونين الأبيض والأسود مميزة٬ لأنها تخلق إشكالية اللون.
إنها الصورة كما تراها العين البسيطة٬ جمالية الأبيض و الأسود هي هيكلة الصورة بدون تبرج الألوان٬ أما الصور الملونة٬ التي تؤمن ألوانها وخاماتها٬ فهي واقعية الأشياء أو الأشخاص، و هي أيضا تتميز بجماليتها .
يقول سفيان إن كل صورة معروضة لها تفصيل أو قصة ٬ ويوضح أن التقاط تفاصيل الوجوه٬ هو التقاط لأتعابها و سعادتها وحلمها٬ أو خوفها وتوترها٬ وهو يغني عن تفاصيل الكلام،إن الصورة تحكي بامتياز قصة صاحبها.
ويقدم هذا الفنان الذي يبرهن على تحكمه في العدسة و في حركاتها صورا التقطها عبر فضاءات وطننا المترامي الأطراف بأبعاد متنوعة، تمتزج فيها لحظات ومواقف إنسانية ذات مدلولات اجتماعية ونفسية عميقة (مشاهد ..و لقطات.. و حركات ..ومواقف إنسانية في أوضاع التأمل أو التفكر أو القلق أو الفرح أو الغضب...) ويسعى الفنان سفيان عبر فضائه الإبداعي إلى إثارة الأحاسيس بأمكنة وأزمنة وأشخاص التقطتهم عدسته التي تتحين الفرصة المناسبة لأخذ صور معبرة وذات مدلول بعيد الأهداف والمقاصد.
ع.نصيب