دعوة لإبعاد المسرح الأمازيغي عن المناسباتية
بدأ المسرح الأمازيغي اليوم يعلن نفسه في المسارح الوطنية، و رغم ارتباطه في الغالب بالمهرجانات و التظاهرات الثقافية، على غرار المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي الذي انطلق يوم 03 فيفري الجاري و اختتم يوم 11 منه، بمشاركة 16 فرقة من مختلف الولايات، إلا أنه يشهد تطورا ملحوظا، كما قالت المخرجة المسرحية تونس آيت علي، مشيرة إلى التحسن المسجل في النصوص، داعية إلى إبعاده عن الإنتاج المناسباتي، لتحقيق أهدافه و الارتقاء به، فيما يرى المخرج كريم بودشيش، بأن المسرح الأمازيغي يعيش حالة من الضعف و التقهقر، نظرا لغياب إستراتيجية واضحة يسطرها أهل الاختصاص من كتاب و نقاد و مخرجين و غيرهم.
المخرجة المسرحية تونس آيت علي
المسرح الأمازيغي يشهد تحسنا مستمرا
المخرجة المسرحية تونس آيت علي التي حصلت في العام الماضي على جائزة أحسن إخراج عن مسرحيتها « أنوا كدش» و معناها «من أنت» في المهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي، أكدت للنصر بأن مستوى العروض المسرحية في تحسن ملحوظ، حيث أصبح هناك استثمار حقيقي في هذا النوع من الإنتاج ، لمسناه من خلال العروض المقدمة ، كعرض «تينهينان» لكاتبته ليلى بن عائشة، و الذي يتناول موضوعا تراثيا، مشيدة بهذا الاختيار الموفق للنص، و متمنية أن يهتم المخرجون بهذا النوع من النصوص، كما تمت برمجة نصوص حديثة و اقتباسات من نصوص عربية ، كعرض « الشهداء يعودون هذا الأسبوع» عن رواية الطاهر وطار.
محدثتنا قالت أنه يجب عدم الفصل بين المسرح الأمازيغي و المسرح الجزائري عموما، و الابتعاد عن الإنتاج المناسباتي المرتبط بالمهرجان الثقافي الوطني للمسرح الأمازيغي، إلى جانب إعادة النظر في دور المسارح الجهوية التي يجب أن تعمل بالتعاون مع التعاونيات و الجمعيات و الفنانين الحاملين لمشاريع.
كما دعت المتحدثة إلى تغيير بين الحين و الآخر أعضاء الطاقم المشرف على محافظة مهرجان المسرح الأمازيغي، لضمان التجديد ، و حثت على إشراك نقاد و دكاترة و كذا فاعلين في المسرح، و تخصيص فضاءات للنقاش و ورشات، على أن تكون المنافسة على التجارب و ليس العروض في حد ذاتها، التي تختفي و توضع في درج النسيان، بمجرد انتهاء المهرجان.
المخرج كريم بودشيش
تغييب أهل الاختصاص أضعف المسرح الأمازيغي
انتقد المخرج كريم بودشيش المسرح الأمازيغي، و قال بأنه يعيش حالة ضعف و تقهقر، نظرا لغياب إستراتيجية واضحة يسطرها أهل الاختصاص من كتاب و نقاد و مخرجين و غيرهم، و ما يتم إنتاجه ، حسبه، عبارة عن عروض ناطقة بالأمازيغية و ليست أعمالا أمازيغية تعكس حقيقة ذلك الموروث الغني بالقصص و التراث المادي و اللامادي .
بخصوص المهرجان الثقافي للمسرح الأمازيغي الذي كان من بين المشاركين في طبعته 11 بمسرحية «تينهينان ، قال بودشيش بأنه أضعف من كل الطبعات السابقة، و يعتبره مجرد «كرنفال» طغى عليه الطابع السياحي، بعيدا عن العمل المسرحي.
أما العروض المشاركة فهي، كما قال، في مجملها هزيلة في الطرح و المحتوى، كما غيبت المحاضرات و المناقشات من البرنامج ، و حمل المسؤولية لمحافظة المهرجان التي لم تجتهد في البحث عن عروض قوية، من خلال انتقاء الأفضل من بين المشاركين و كانت حجتها في ذلك ضعف الميزانية المخصصة للمهرجان.
و أضاف أنه بدل تقليص عدد المشاركات و اختيار أحسنها، تم فتح باب المشاركة على مصراعيها و ترجيح عامل الكمية على النوعية ، و هو خطأ في حق المسرح الأمازيغي الذي جرد من مضمونه، رغم وجود الكثير من النصوص الجيدة غير مستغلة. و يرى كريم الذي كانت له مساهمة في المسرح الأمازيغي بعرضين هما «أمدوكال» و «تينهينان»، أن المسرح الأمازيغي بحاجة ماسة إلى إعادة النظر و التقييم، من خلال إشراك كل الفاعلين في المجال، خاصة النقاد و أهل الاختصاص.
فبعدما كان مهرجان المسرح الأمازيغي،حسبه، فرصة للباحثين لطرق أبواب البحث و التقصي عن بعض الحقائق التاريخية التي يزخر بها التراث الأمازيغي، تحول إلى مجرد لقاء شكلي و حضور رمزي للعروض المسرحية الناطقة بالأمازيغية.
و يرى أن العمل في المسرح الأمازيغي في حد ذاته، فكرة مهمة يجب الارتقاء و الإعتناء بها ، لأنها امتداد للهوية الوطنية ، و هنا يجب على القائمين على هذه الفعالية وضع شروط مضبوطة لتأهيل المشاركات، و تحسين مناخ المنافسة خلال العروض المقدمة التي ستتحول في ما بعد إلى قاعدة للنقاد للعمل و النقاش
هيبة عزيون