استرجعت مسرحية «سقوط حصن وهران» حياة المتصوف الجزائري أمحمد بن عودة الذي قاد معركة تحرير المرسى الكبير من الإسبان، في عرضها الشرفي أول أمس بمسرح قسنطينة الجهوي، و هي من إنتاج المسرح الجهوي صراط بومدين، لولاية سعيدة.
تبدأ المسرحية برقصات كوريغرافية جميلة تعبر عن معاناة الفلاحين الجزائريين الذين يعملون برتبة «خماس»، في مزارع الأتراك ، فأزعجهم تغير حالهم بعد أن كانوا أصحاب الأراضي، فينقلون شكواهم المتضمنة الرغبة في التحرر من تسلط و تجبر ملاك الأراضي الأتراك، لشيخ القبائل الجزائرية المعروف باسم الشيخ البهلول، و الذي يطلب منهم الصبر لأن الأتراك مسلمين وليسوا مثل المحتلين الإسبان.
ديكور المسرحية الجميل والمليء بالألوان الزاهية التي تعبر عن حب الجزائريين للطرق الصوفية، انتقل ما بين قصر الحاكم التركي، و زاوية الشيخ البهلول. هذا الأخير الذي عين ابنه أحمد بن عودة من أجل جمع جيوش القبائل الجزائرية، بهدف تحرير وهران من الإسبان بعد أن عجز الأتراك عن دخولها.
يجند الإسبان جاسوسا يهوديا من أجل زرع الفتنة بين القبائل المتحاربة، ويحرضهم على ترك الأتراك يقاتلون الإسبان لوحدهم، بحجة أن الأتراك و الإسبان وجهان لعملة واحدة وهي الاحتلال، و استنزاف ثروات الجزائريين المختلفة من أراض و مواش ، و حرص الجاسوس على ترويج هذا الاقتراح بين القبائل الجزائرية من أجل إضعاف موقف الأتراك وتنازلهم عن حصار حصن وهران.
يرفض القائد أمحمد بن عودة الانجراف وراء الفتنة التي قتلت والده الشيخ البهلول، ويعقد العزم على التوجه بجيش القبائل الجزائرية لتحرير حصن وهران ، وهذا ما حصل في الأخير، حيث تحررت وهران من حكم الإسبان الذي دام أزيد من ثلاث قرون، و تم نيل وعد من طرف الباشا العثماني، برفع نظام الخماسين على الجزائريين، وبإرجاع أراضيهم المصادرة.
يعتزل سيدي أمحمد بن عودة قيادة جيش القبائل الجزائرية، و يذهب لنيل العلم الصوفي في الزوايا المتواجدة بالصحراء الجزائرية ،لكن الضباط الأتراك لا يلبثون و يعودون لعاداتهم الأولى من اضطهاد للجزائريين، ومصادرة أراضيهم. وتختتم المسرحية بفكرة مفادها بأن الاحتلال، احتلال حتى وإن كان من يحتلون من نفس
الديانة.
حمزة.د