استعادت، مدينة مجانة في ولاية برج بوعريريج، وهجها المسرحي بعد انقطاع دام لسنوات، وذلك بعودة فرقها وجمعياتها الثقافية إلى الركح، مؤثثة المشهد الثقافي والفني لهذه المدينة، حيث صنعت جمعية النبراس الحدث مؤخرا، بعد نحاج عرضها «الوفد» في إعادة الجمهور إلى حضن المسرح.
استمتع عشاق الركح الأسبوع المنصرم، بعرض ضخ روحا جديدة في منصة العرض بمسرح مجانة، قدمته جمعية النبراس بالتنسيق مع جمعية أسطول الحياة، وكان الحضور غفيرا ومن مختلف الأعمار، حيث استمتع الجميع بأمسية فنية تميز خلالها الفنانون حسان خليف وسيطوف، ولحسن بن زمام، وتمكنوا من استعادة ذكريات الزمن الجميل حينما كانت المدينة تتنفس الفن ووفية لكل ما ينتجه المسرح من عروض.
وقد بصمت مسرحية «الوفد» على عودة قوية للحركية المسرحية هذا الموسم بمجانة، خصوصا وأنها من أنجح العناوين التي أنتجت سنة 2006، حيث حصدت عدة جوائز وطنية، من بينها جائزة أحسن نص، وجائزة أحسن عرض متكامل في مهرجان المسرح بوهران، وجائزة أحسن ممثل بولاية عنابة.
وتدور أحداث المسرحية في قالب كوميدي ساخر، لتحكي عن آمال وتطلعات الطبقة العاملة، وقد أوضح الممثل سيطوف، أن النص الأصلي للمسرحية يعود للراحل محمد بلجير، وتم تعديله ليتماشى مع المستجدات.
وتعد مسرحية الوفد، حسب الممثل لحسن بن زمام، شهادة على قوة المسرح الجزائري وقدرته على عكس قضايا المجتمع بأسلوب فني راق، معبرا عن اعتزازه بالمساهمة في إعادة بعث هذا العرض، وإثراء الساحة الفنية المحلية، والتأكيد على أن الفن والثقافة ليسا حكرا على المدن والعواصم الكبرى، لاسيما المسرح الذي يحمل رسائل فنية سامية كما عبر.
وعبر الحاضرون عن إعجابهم بالعرض، الذي أعاد البسمة إلى محبي المسرح في المنطقة، كما أشادوا بالجهد المتميز للممثلين وبإخراج العمل، الذي حمل بين طياته رسائل هامة حول قضايا المجتمع وهمومه، فضلا عن جانب الفرجة، إذ تخللت المسرحية فقرات موسيقية، أضفت جوا من البهجة والتفاعل بين الممثلين والجمهور.
و بخصوص استعادة جمهور الخشبة بهذه المدينة، أشار المربي حسان خليف، إلى أن العرض كان تكريسا لحب المسرح عند جمهور مجانة المتعطش للفن، مطمئنا بمواصلة النشاط من خلال ضبط برنامج متنوع يضم أعمالا مهمة، مع بعث العديد من العروض خلال شهر رمضان المبارك، استجابة لطلب الجمهور الذواق للفن المسرحي.
عثمان/ ب