الجمعة 8 نوفمبر 2024 الموافق لـ 6 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

الملتقى الوطني الأول للتراث الشعبي بقالمة


دعوة للتوثيق و مواكبة التحولات الاجتماعية المتسارعة
وضع الأدباء و الشعراء و أساتذة الجامعات، التراث الشعبي الجزائري تحت مجهر الدراسة و النقد و التحليل، في ملتقى وطني هام انطلق بقالمة يوم السبت و يستمر يومين كاملين، داعين إلى بذل المزيد من الجهد للمحافظة على هذا الإرث التاريخي بالتوثيق و التبليغ إلى الأجيال القادمة، حتى لا يضيع هذا الكنز الثقافي الشعبي و يطاله النسيان، تحت تأثير التحولات الاجتماعية و الاقتصادية و التكنولوجية المتسارعة.
الملتقى الذي جمع الكثير من الباحثين و المهتمين بالتراث الشعبي الجزائري من مختلف مناطق الوطن، نظمته جمعية كتاب البديل لترقية الثقافة و الإبداع بقالمة بالتنسيق مع مديرية الثقافة، في محاولة لإحياء التقاليد الجزائرية العريقة و المحافظة على الذاكرة الشعبية، التي تعد جزءا لا يتجزأ من الذاكرة الوطنية التي تواجه تحديات كبيرة في السنوات الأخيرة، و تتعرض لمزيد من الوأد و التشويه و الطمس حتى لا تصل إلى الأجيال القادمة، و تصبح من الماضي المعرض للنسيان.

و قال الدكتور جلال خشاب من جامعة سوق أهراس بأن الأمة الجزائرية تتوفر على كنز ثري من التراث الشعبي المتنوع و المتعدد المصادر، كالتراث القبائلي و التراث الشاوي و التراث الميزابي، مؤكدا أن محاولات كثيرة تسعى لتغييب هذا الإرث التاريخي و الثقافي، بكل الوسائل الممكنة حتى ينسلخ من ماضي الأمة و حاضرها و مستقبلها، مضيفا أن البعض يعتقد أن التراث الشعبي الجزائري بكل مكوناته المتنوعة يؤثر على الوحدة بين الشعوب العربية، تماما كما حدث للتراث الشيوعي الذي يقابل بالإجحاف و الطمس و الخوف بالمجتمعات الأوربية كما الإسلام أيضا.
و تطرق المحاضر إلى اللباس التقليدي لمختلف مناطق الجزائر، و الغناء و الشعر الشعبي و الأمثال و الألغاز و الرقص، و قال إن كل هذا الإرث يعبر عن هوية الأمة الجزائرية على مر الزمن، و من غير الممكن التخلي عن هذا التراث لأنه من مكونات الذاكرة الوطنية.
و يرى جلال خشاب أن حفلات الأسرة الجزائرية بمختلف مناطق الوطن، و لباس المرأة و الأطباق الشعبية تعد بمثابة كنز سياحي و اقتصادي، لكنه غير مستغل في مجال الترويج و جلب السياح و التأثير في ثقافات العالم.
و دعا المتحدث إلى بذل المزيد من الجهد لتوثيق التراث الشعبي المادي و المعنوي، و إدراجه في المنظومة التربوية و الميديا الحديثة التي تعتمد على وسائط التواصل الجديدة، مشيرا إلى تميز المجتمع الجزائري عن بقية المجتمعات الأخرى بتراثه الغني و المتنوع.

و قال أستاذ التاريخ المهتم بتراث منطقة قالمة عبد الله بن الشيخ، أن حضارة الأمة الجزائرية غنية بالتنوع في مجال التراث و العادات و التقاليد و أساليب العيش، في بيئة صعبة و متعدد الخصائص الجغرافية و المناخية، مضيفا بان لجوء الأجداد القدامى إلى هندسة تخزين القمح و الشعير في المطمور و طرق تجفيف الخضر و الفواكه، هو عمل إبداعي لمواجهة موجات الجفاف و المجاعات التي تتعرض لها مختلف مناطق البلاد بين فترة و أخرى.
و تحدث عبد الله بن الشيخ عن ترجمة و نقل التراث الجزائري المادي و المعنوي إلى لغات و مجتمعات أخرى، تسعى إلى معرفة المزيد عن الجزائر و تراثها حقبها التاريخية المتعاقبة، للتأثير عليها ضمن التحولات العالمية المتسارعة، مؤكدا أن التراث الشعبي الجزائري حي و متجدد و مستمر، و على أجيال المستقبل أن تحافظ عليه، لأنها بذلك ستحافظ على اللسان و الدين و العادات و الذاكرة، و توظف كل هذا الموروث الغني في مجال التنمية السياحية و الاقتصادية و الاجتماعية، معتبرا التكنولوجيا الجديدة وسيلة مفيدة لدعم التراث و المحافظة عليه و الترويج له على نطاق واسع.
و ترى الكاتبة الصحفية وردة زرقين المتخصصة في التراث الشعبي الجزائري، أن المحافظة على هذا الإرث التاريخي العريق و حمايته من الضياع هي مهمة الباحث و الأديب و الصحفي و كل المجتمع، مضيفة أن الألغاز و القصص الشعبي و اللباس و الأطباق التقليدية و الشعر الشعبي، تعبر عن هوية و ذاكرة الجزائريين على مر الزمن.

و دعت وردة زرقين، التي شاركت في الملتقى بمجموعة من المؤلفات المتخصصة في التراث الشعبي، إلى ضرورة بذل المزيد من الجهد في مجال البحث و التأليف و الترويج لهذا الإرث التاريخي العريق، و حمايته من كل أشكال الطمس و الضياع.
فريد.غ                

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com