غيّب الموت، أول أمس، أحد فرسان التعليم بالجامعة الجزائرية المجاهد والمؤرخ عبد الحميد حاجيات، عن عمر ناهز 92 سنة.
الفقيد يعتبر من أهم الباحثين المهتمين ليس فقط بالتاريخ الجزائري، بل بتاريخ العالم الإسلامي ككل، و يعد شمعة من شموع علماء الجزائر، بالنظر إلى مسيرته العلمية، إذ ركّز جل اهتمامه بالتاريخ السياسي و العسكري الاجتماعي و الثقافي للجزائر، خاصة ولاية تلمسان مسقط رأسه، ولم يتوقف حاجيات في بحوثه عند التاريخ الحديث للوطن العربي فحسب، بل تعداه إلى الخوض و الغوص في التاريخ القديم للمنطقة ككل. المرحوم، من مواليد مدينة بني زيان يوم 24 أكتوبر1929 بولاية تلمسان، تحصل على شهادة البكالوريا سنة 1950، و بعدها بـ 4 سنوات نال شهادة الليسانس، ثم شدّ الرحال للدراسة بالخارج و بالضبط بمدينة بوردو الفرنسية، فجامعة السوربون، أين تحصل على شهادة دكتوراه الدولة في التاريخ من جامعة إكس أون بروفانس، حول شخصية القائد أبو حمو موسى الثاني، ليلتحق بعدها بجامعتي الجزائر وتلمسان كأستاذ للتاريخ الوسيط ، له عدة كتب وبحوث باللغتين العربية والفرنسية تجاوزت 50 كتابا.
و برصيده مجموعة من المخطوطات، مثل «بغية الرواد في ذكر الملوك من بني عبد الواد» ليحيى بن خلدون، و عمل محاضرا بقسم الثقافة الشعبية بجامعة تلمسان، ويعود له الفضل في حصول هذه الجامعة على قسم للتاريخ. ع.نصيب