انطفأ أمس نجم الفنان السوري صباح فخري، أحد أعلام الموسيقى الشرقية، عن عمر ناهز 88 عاما، و قد نعته وزارة الإعلام و نقابة الموسيقيين بسوريا، و أعرب فنانون و مثقفون من مختلف البلدان العربية، عبر حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعي، عن حزنهم و تأثرهم برحيل آخر عمالقة زمن الفن الأصيل و الجميل.
الفقيد صباح الدين أبوقوس، اختار اسمه المستعار «صباح فخري»، تقديرا لأستاذه فخري البارودي، الذي رعى موهبته، و شجعه للمضي قدما في عالم الموسيقى و الغناء و الإبداع، فتألق بأداء الموشحات و القدود الحلبية العريقة، و من العلامات الفارقة في مساره الفني الطويل، أنه حقق رقما قياسيا في الغناء على المسرح لمدة عشر ساعات متواصلة، دون أن يأخذ قسطا من الراحة، و ذلك خلال حفل أحياه بمدينة كاراكاس الفنزويلية عام 1968.
الفنان حاصل على وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة عام 2007، تقديراً لإنجازاته الكبيرة و المتميزة في خدمة الفن العربي السوري الأصيل، كما شغل عدة مناصب، فتم انتخابه كنقيب للفنانين، و نائب لرئيس اتحاد الفنانين العرب و مديراً لمهرجان الأغنية السورية.
ولد صباح فخري في يوم 2 مارس عام 1933، في مدينة حلب السورية، إحدى أهمّ مراكز الموسيقى الشرقية العربية، و ظهرت موهبته الفنية في العقد الأول من عمره، ودرس الغناء و الموسيقى، بالموازاة مع دراسته العامة، بمعهد حلب للموسيقى، و انتقل بعد ذلك إلى معهد دمشق، و تخرّج عام 1948، بعد أن درس الموشّحات والإيقاعات والقصائد و الأدوار و السولفاج و العزف على العود.
أساتذته كانوا من أعلام الموسيقى العربية و كبار الموسيقيين السوريين على غرار الشيخ علي الدرويش والشيخ عمر البطش ومجدي العقيلي ونديم وإبراهيم الدرويش ومحمد رجب وعزيز غنّام، و اشتغل صباح في شبابه موظفاً بأوقاف حلب ومؤذناً في جامع الروضة بحلب.
بفضل موهبته الفذة و دراسته و تكوينه الموسيقي الثري، سطع نجم الفقيد و أصبح أحد أعلام الغناء العربي، و اشتهر في أنحاء الوطن العربي و العالم و كتب اسمه من ذهب في السجلات العالمية للمطربين، كواحد من أهم مطربي الشرق. قدم المطرب و الملحن صباح فخري، حفلات غنائية ناجحة في الكثير من البلدان العربية و الأجنبية، و تربّع على عرش الغناء و القدود الحلبية.أدى الفقيد القصائد العربية، لأبي الطيب المتنبي، أبو فراس الحمَداني، مسكين الدارمي، ابن الفارض و الروّاس، ابن زيدون، ابن زهر الأندلسي، ولسان الدين الخطيب.
كما لحّن وغنى لشعراء معاصرين مثل فؤاد اليازجي، أنطوان شعراوي، د.جلال الدهان، د. عبد العزيز محي الدين الخوجه، عبد الباسط الصوفي، عبد الرحيم محمود، فيض الله الغادري و عبد الكريم الحيدري.
كما تألق الفقيد في مجال التمثيل، حيث قام ببطولة عدة أعمال ناجحة، على غرار مسلسل « الوادي الكبير « مع الراحلة وردة الجزائرية، و «نغم الماضي» مع صباح الجزائري و رفيق سبيعي، حيث سجل 160 عملا بين أغنية و قصيدة و دور و موشح و موال، إلى جانب المسلسل الإذاعي «زرياب».
إ.ط
