عزالدين مجوبي ظاهرة مسرحية و موهبة نادرة لن تتكرر
أكدت الدكتورة عباسية مدوني، بأن الفنان الراحل عز الدين مجوبي، ظاهرة مسرحية وموهبة نادرة لن تتكرر، و صاحب طاقة تمثيلية لا حدود لها، وهو من القلة القليلة ببلادنا التي تمتعت بقدرات كبيرة في ميدان المسرح.
وأثنت الناقدة المسرحية، أثناء استضافتها في منتدى المسرح الوطني الجزائري الذي بثت فعالياته عبر قناته في يوتيوب، بمناسبة إحياء الذكرى 27 ، لرحيل فقيد المسرح الوطني على خصال عزالدين مجوبي، الذي تميز بصفات وخصال، قلما وجدت في غيره، حسبها.
و قالت الدكتورة مدوني أن الفقيد ظاهرة مسرحية في فن التمثيل و الإبداع، و هو مولع بسحر الخشبة، شغوف بأبي الفنون، و كان يؤمن بشدة بما يملك من قدرات و طاقة و كان يريد أن يفجرها، وأشارت إلى أن عزالدين مجوبي، كان خلال مساره الفني ممثلا من الدرجة الثانية، الأمر الذي لم يثنه بتاتا عن الاجتهاد و العطاء و تسخير كل ما يملك من ملكة إبداعية على الركح، صوتا و أداء وحضورا.
و أضافت المتحدثة بأن الكثير من العارفين بمسار المسرح في الجزائر، على دراية تامة ويقين، بأن عزالدين مجوبي كان من المتشبثين بالحب و بالحياة، ومن الحالمين بغد أفضل، ومن المناضلين من أجل وطن شامخ.
و أكدت بأن شهيد المسرح الجزائري عز الدين مجوبي، قدم الكثير من التضحيات للثقافة و الفن الجزائريين، و كان من ضمن الذين جمعوا بين ثنائية التمثيل و الإخراج، و من القلة القليلة التي نشرت قيم الحب والجمال و التضحية في ربوع الوطن، مشيرة إلى أن الأعمال التي خلفها في رصيده و مشواره الفني، قيمة تعكس بالدرجة الأولى روح الجمال التي كان يملكها بكل أناقة. الدكتورة عباسية مدوني، ترى بأن فقيد المسرح الجزائري مجوبي، حلقة مهمة قائمة بذاتها، ضمن مسار المسرح الجزائري و يستحق بأن يبقى أيقونة للأجيال، وهو من بين الكثير من الأوفياء لأبي الفنون، الذين ضحوا بالكثير لخدمته، وتضحياتهم كانت بالجهد والوقت والعائلة، مؤكدة بأن مجوبي من المواهب النادرة جدا، ممن أنجبت الجزائر مسرحيا و إبداعيا، من خلال إبداعه المسرحي تمثيلا و إخراجا، و وصفته بضمير الشعب و صوته الحامل لهمومه و المدافع دوما عن حقوقه.
و تابعت المتحدثة بأن العديد من الشهادات الحية التي جمعت حول شخصية الشهيد عزالدين مجوبي، أجمعت على أنه موهبة نادرة لن تتكرر، فهو صاحب طاقة تمثيلية لا حدود لها، و اعتبرت رائعة مجوبي» حافلة تسير» من روائع المسرح في الجزائر، على غرار « العيطة»، «الحوينتة»، «قالوا العرب قالوا»، «الشهداء يعودون هذا الأسبوع» ، مشيرة إلى أن هذه الأعمال أبانت عن قدرة تمثيلية و أداء رصين و قدرات صوتية عميقة.
من جهة أخرى قالت عباسية، بأن الأوراق البحثية التي جمعت هنا وهناك، أجمعت على أن الفنان المسرحي عزالدين مجوبي، لم ينل حقه من الدراسة والتحليل في ما يتعلق بأعماله المسرحية، وأكدت بأن أهم تكريم يناله المبدع هو إنارة مساره الإبداعي ومتابعة منجزه بالدراسات العميقة، ليكون مرجعا مهما.
و أضافت بأن عراب الفن و المسرح الجزائري، سيظل ب»عيطته» المدوية حيا يرزق بين كل من عرفه وبين أوساط جيل المسرحيين حاضرا ومستقبلا، وأن مساره الحافل سيظل يدق ناقوس الذاكرة الجماعية، و المسرح سيظل وفيا له و لذكراه و للكثير من الأوفياء.
وفي الأخير قالت الدكتورة عباسية مدوني، بأن كل ما جاء به عزالدين مجوبي ذاكرة للوطن وللفن و الخشبة، وهو في حاجة إلى جمع شتاته في باب الأرشفة والتوثيق، دحضا لثقافة النسيان، كما سيظل مجوبي، حسبها، حلقة متماسكة ضمن المشهد المسرحي للجيل الجديد من ركح المسرح، للحفاظ على «عيطته» المدوية.
نورالدين ع
