بادرت مديرية الثقافة والفنون لولاية تبسة، بتكريم عدد من عمداء الأغنية الشعبية، بولاية تبسة، نظير ما بذلوه من جهود،و قدموه من أعمال، للحفاظ على هذا النوع من الغناء الأصيل من الاندثار.
المبادرة أدرجتها مديرية الثقافة والفنون، ضمن الأنشطة التي برمجتها، في إطار الاحتفال باليوم الوطني للفنان، المصادف للثامن من شهر جوان من كل عام، حيث تنقل مدير الثقافة جمال الدين عبادي، بمعية مدير دار الثقافة محمد الشبوكي، وعدد من إطارات قطاعه، إلى جانب عدد من رفقاء الفنانين المكرمين، يتقدمهم الفنان قدور الكويفي، إلى إقامات هؤلاء الفنانين ،بكل من تبسة والشريعة و بئر العاتر، لتكريمهم.
تركت المبادرة أثرا طيبا في نفوس عمداء الأغنية التراثية، و كذا عائلاتهم، و شكروا الإدارة المعنية على التقدير و العرفان و التكريم، بعد مسار فني طويل و شاق، قضوه في التعريف بالموروث الفني الأصيل للولاية و الحفاظ عليه، عن طريق مشاركاتهم في مختلف المناسبات الوطنية، و كذا المهرجانات الدولية بتونس.
تكريم صاحب الحنجرة الذهبية إبراهيم المسعودي
كرمت مديرية الثقافة والفنون لولاية تبسة، الفنان إبراهيم تريكي، المولود في 1929بالشريعة، عرفانا بما قدمه من أعمال خلال مسيرته الفنية التي امتدت لخمسة عقود، و مشاركاته بمختلف التظاهرات المحلية و الوطنية و الدولية، فقد شارك في المهرجانات المقامة بولاية تبسة في المناسبات الوطنية، و قام بإحياء حفلات بسكيكدة و تيبازة و البليدة و جميلة، فضلا عن مشاركاته في تظاهرات أخرى بتونس، على غرار مهرجان قرطاج، و الدوز ومهرجان النخلة بقفصة، وعدة حفلات بتونس العاصمة وسوسة وغيرها، كما قدمت أغانيه في مسلسلات و أفلام سينمائية، على غرار فيلم «طاحونة السيد فابر»، في 1973و فيلم «السيلان» في التسعينيات للمخرج أحمد راشدي، و الفيلم التلفزيوني «السخاب» للمخرج محمد حازورلي في منتصف السبعينيات.
و تعامل الفنان مع العديد من المنتجين بباتنة وقسنطينة وعنابة و الجزائر العاصمة و تونس، غير أن وضعه الصحي، و تقدمه في السن، جعلاه يتوقف عن الغناء بداية من عام 2005، و يبتعد عن الأضواء، لكن صدى صوته لا يزال يرن في آذان الكثيرين، خاصة من كبار السن و عشاق الفن الأصيل، وعرفانا بما قدم الفنان إبراهيم التريكي من أعمال تنقل مدير الثقافة بمعية بعض الوجوه الثقافية والفنية إلى بيته بأعالي مدينة تبسة، لتكريمه بمناسبة يوم الفنان، علما بأنه لا دخل له سوى منحة لا تتجاوز 3000 دينار جزائري.
الطاهر المسعودي ملك الغناء التبسي في السبعينيات والثمانينيات
لا تزال أغاني الطاهر تايب، المعروف باسم الطاهر المسعودي ، المولود في 1943 ، حاضرة في ذاكرة الكثير من محبي الأغاني الفلكلورية و التراثية، إذ يعد من باعثي هذا النوع من الفن، بل و أحد أعمدته، في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وقد واصل مسيرته الفنية إلى غاية الألفية الحالية، غير أن وضعه الصحي، لم يسمح له بالاستمرار.
ترك هذا الفنان، العديد من الروائع الفنية، خلال مسيرته الفنية التي انطلقت عام 1965، سجل خلالها حضور الأغنية التراثية والشعبية، في المحافل والمهرجانات، المقامة هنا وهناك، فأدى الطواحي والركروكي ومختلف المواويل، و تعدت شهرته حدود الوطن، و تلقى دعوات للمشاركة في مهرجانات بتونس. و سجل الفنان خلال مساره العديد من الألبومات الفنية، و له تسجيلات أخرى بإذاعة تبسة المحلية، ما دفع مدير الثقافة إلى التنقل إلى منزله بمدينة الشريعة، لتكريمه، و تركت هذه الالتفاتة أثرا طيبا لدى عائلته و كل محبيه.
عبد الله سلطاني الصوت الذي نقل الموال التبسي
إلى مختلف ولايات الوطن
يعد الفنان عبد الله سلطاني، المولود عام 1953 ببئر العاتر،أيضا من عمداء الأغنية الفلكلورية والتراثية التبسية، فقد بدأ مساره وعمره لا يتجاوز 13 عاما، انطلاقا من الأعراس، و وصولا إلى الحفلات.
بمرور السنوات، تطورت موهبته الفنية، وزاد احتكاكه بكبار الفنانين، فصنع اسما فنيا مرموقا بين فناني الأغنية الفلكلورية والشعبية، و له العديد من التسجيلات بإذاعة تبسة . و يذكر أنه خلال عام 1976 شارك في مسابقة ضمن فعاليات مهرجان بولاية ورقلة، و تمكنت فرقته، من الحصول على المركز الخامس بين 25 ولاية مشاركة، و في 1980 شارك بسينما المغرب بمدينة تبسة، في مسابقة لاختيار أفضل الفرق الغنائية، غير أن فرقته لم يحالفها الحظ، بسبب ضعف العازفين على القصبة. و في بداية الألفية الجديدة، شارك ضمن وفد ولاية تبسة الثقافي والفني والأدبي، في مختلف المهرجانات والأسابيع الثقافية، و أكد بهذا الخصوص بأن الفن مكنه من زيارة أغلب ولايات الوطن، و التعرف على تراثها و مخزونها الثقافي.و قد كان من بين الفنانين المكرمين بمناسبة يوم الفنان من قبل مديرية الثقافة و الفنون لولاية تبسة، نظير ما قدمه من أغان و حفاظه على التراث الفني لولايته. الجموعي ساكر