أعلن أمس مدير مسرح قسنطينة الجهوي الحاج محمد الطاهر الفرقاني بقسنطينة، بمناسبة اليوم الوطني للفنان، عن إطلاق مشروع تدوين و رقمنة ذاكرة مسرح قسنطينة، لتوثيق المسار الفني لكل فناني المدينة الذين اعتلوا الخشبة، بالصوت و الصورة، و ذلك بتخصيص شريط مصور لكل فنان، و تم اختيار الفنان عنتر هلال، لتسجيل أول شريط، باعتباره أحد رموز مسرح قسنطينة.
* أسماء بوقرن
احتضن أمس مسرح قسنطينة الجهوي، احتفالية اليوم الوطني للفنان المصادف لـ 8 جوان من كل سنة، فالتقى ببهوه ممثلون، إلى جانب فنانين تشكيليين، منهم من عرضوا إبداعاتهم، على غرار الفنانة التشكيلية الشابة ياسمين بن صيد التي عرضت مجموعة من لوحاتها التي تحاكي الواقع و تعكس خصوصية المدينة ثقافيا و فنيا، فيما تم تخصيص زاوية من البهو، لعرض كتب حول المسرح، من بينها كتب عبد سلام حداد، كاتب مسرحية «كاميكاز».
فيما استغل فنانون المناسبة لتجديد الدعوة إلى رد الاعتبار لمدينة قسنطينة فنيا، بعد التراجع الذي وصفوه بالرهيب خلال السنوات الماضية، بعد أن كانت رائدة خاصة في مجال المسرح، و هو ما تحدث عنه الكاتب و الناقد المسرحي جروة علاوة وهبي في الكلمة التي ألقاها خلال الاحتفالية، مبرزا مكانة المدينة فنيا في عقود مضت، بالقول بأنها كانت الأولى وطنيا في عدد الفرق الهاوية التي فاق عددها 12 ، و كذا في عدد الجوائز المتحصل عليها، نظير جودة عروضها المسرحية، مذكرا بمسيرته الفنية التي بلغ عمرها 60 سنة، استهلها بالانخراط في عديد الفرق المسرحية الهاوية، منها فرقة «الكراك»، داعيا الفنانين الشباب إلى إعادة مجد المدينة فنيا، و استغلال فضاءاتها الثقافية، لتقديم أعمال ترقى لمكانة عاصمة الشرق الجزائري.
فيما اعتبر الفنان عنتر هلال المناسبة ، فرصة لالتقاء الجيل القديم من الفنانين بالشباب، لنقل خبراتهم لهم و تشجيع الجيل الذي حمل المشعل، على المضي قدما في سبيل تقديم أعمال راقية على الركح.
و أعلن مدير المسرح أحمد ميرش، بالمناسبة، عن انطلاق تجسيد مشروع تدوين و رقمنة ذاكرة المسرح، بالصوت و الصورة، حيث تم تخصيص فضاء مجهز بأحدث وسائل التصوير و معدات الإضاءة و التقاط الصوت، لتسجيل مسيرة كل فنان، من عمالقة الفن المسرحي القسنطيني بالدرجة الأولى، و كذا الفنانين الشباب.
لقد سطرت إدارة المسرح برنامجا خاصا للعملية، حيث سيخصص أول شريط للفنان المسرحي عنتر هلال، و يليه محمد الطيب دهيمي، ثم نور الدين بشكري، الذين تركوا بصماتهم في ذاكرة المسرح، و يتضمن كل فيديو محطات الفنان الفنية و كل أعماله المسرحية و الجوائز التي حاز عليها، لتظل بذلك مسيرته خالدة تتناقلها الأجيال.
أوضح في هذا السياق مدير المسرح، بأن الساحة الفنية فقدت عديد أعمدتها و المؤسف أنه لم يتم تسجيل ما قدموه، ما حال دون تسليط الضوء على إنجازاتهم بعد وفاتهم، معتبرا هذا المشروع فرصة لتدارك الأمر. بمناسبة اليوم الوطني للفنان، فتح من جهته قصر الحاج أحمد باي أبوابه لعشاق الفن التشكيلي، فزينت لوحات الفنانة التشكيلية المبدعة رجاء صغير، أروقة القصر، و أبهرت الزوار بما أبدعته ريشتها من بورتريهات للمرأة القسنطينية و الشاوية و النايلية، و تجسد لوحات أخرى الخصوصية العمرانية لعدد من مناطق الوطن، و أوضحت الفنانة بأن تخصصها في مجال الهندسة المعمارية، و بالضبط التصميم الخارجي، ساعدها على تطوير موهبتها و صقلها، لتمارس الفن بدقة و احترافية عالية.
فيما تم تخصيص باقي أروقة المتحف، لفنانين تشكيليين هواة، أرادوا من خلال لوحاتهم التعبير عن الخصوصية الثقافية و المجتمعية لكل منطقة من مناطق الوطن، و رسم بورتريهات لشخصيات تاريخية تركت بصمتها في الذاكرة الجماعية، و دونت اسمها في سجل الأبطال.
و قد صرحت للنصر مديرة القصر مريم قبايلية، بأن المناسبة أتاحت الفرصة للتعريف بالشباب الهواة و عرض إبداعاتهم، لتشجيعهم على المواصلة و الاجتهاد لبلوغ مرحلة الاحترافية.
و بذات المناسبة افتتح أمس المتحف العمومي سيرتا، المعرض الجماعي لفن المنمنمات ببصمة قسنطينيات، و ستدوم فعاليته إلى غاية 15 جوان الجاري، و قام مدير الثقافة لولاية قسنطينة بتكريم الفنانات المشاركات في المعرض.
أ. ب
