احتضنت أمس جامعة 20 أوت 1955 بسكيكدة ، الملتقى الدولي 14 حول تاريخ الجزائر و ثورة التحرير الوطنية و تطرقت طبعة هذه السنة إلى موضوع «جزائر القرن التاسع عشر، الاحتلال والتوسع الاستعماري»، بمشاركة أربعة أساتذة من مصر و العراق و تونس، إلى جانب مشاركين من 14جامعة وطنية.
ويطرح الملتقى، الذي تتواصل فعالياته على مدار يومين، حسب رئيسه الدكتور عمر بولهواش، إشكالية كتابة تاريخ الجزائر خلال القرن التاسع عشر، من منطلق أن أغلب الكتابات الجزائرية، ركزت على دراسة مواضيع محددة، بصورة مكثفة، خاصة في ما يتعلق بتاريخ المقاومة والحركة الوطنية والثورة التحريرية، و أهملت ظاهرة العنف التي ميزت توسع الاحتلال بعد ذلك، وأثناء فرض النظام الكولونيالية على الأرض الجزائرية ومن ثم الإجابة على العديد من التساؤلات على غرار «ما هي صورة وأوجه العنف التي ميزت العلاقات الجزائرية الفرنسية قبل الاحتلال في السلم والحرب وخلال تجسيد المشروع الكولونيالي؟» و «ما هي الأدوات والوسائل المادية والمعرفية التي اعتمد عليها المشروع الكولونيالي الفرنسي في الجزائر و انعكاساته على الإنسان الجزائري ومجاله ؟».
وتكمن أهمية موضوع هذا الملتقى، حسب الدكتور بولهواش، في كونه يعطي فرصة للباحثين والدارسين لتاريخ الجزائر الحديث والمعاصر و في مختلف التخصصات العلمية الأخرى، كالأنتربولوجيا والجغرافيا وعلم الاجتماع وعلم الآثار والطب والزراعة وغيرها، لفتح نقاش علمي رصين، من أجل فهم وتحليل الظاهرة الكولونيالية ببلادنا، قبل الحملة وأثناء تجسيد مشاريع الاحتلال بمختلف أوجهها وأبعادها، مضيفا أن فعاليات الملتقى الدولي تندرج في إطار إثارة موضوع الاستعمار الفرنسي، وفق زوايا ورؤى متعددة، ة يتم يتناوله في جلسات علمية و ورشات تثير الكثير من الظواهر الكولونيالية، خاصة خلال القرن التاسع عشر، بهدف إبراز مختلف الاختلالات التي سجلت على مستوى البنى الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع الجزائري في تلك الحقبة من جهة، و إبراز مختلف مظاهر العنف الاستعماري المسلط على المجتمع الجزائري من جهة أخرى.
واعتبر المتحدث الملتقى، الذي نظم تزامنا مع الذكرى الستين لعيد الاستقلال، نافدة تاريخية وعلمية يقدم فيها مختلف الباحثين القادمين من 14 جامعة وطنية، إلى جانب أربع مشاركات دولية عن بعد، من مصر تونس والعراق، لإثارة هذا الموضوع، وفق زوايا وأبعاد متعددة، وهو نافدة معرفية تاريخية لتقديم الكثير من القراءات التشريحية للظاهرة الكولونيالية، خاصة في ظل ما نعيشه اليوم من تحديات، تفرض علينا تقديم إيجابيات علمية دقيقة و جوهرية صريحة، لمختلف الموضوعات المشكلة في الامتداد التاريخي للجزائر.
أما رئيس اللجنة العلمية للملتقى، الدكتور أحمد منغور، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة سكيكدة، فقال في مداخلته، أن الملتقى يناقش موضوع العلاقة بين الجزائر وفرنسا أثناء الاحتلال وقبلها وبعدها، وأوجه العنف و الطرق والوسائل والأدوات التي استعملها الاستعمار، من أجل تجسيد مشروعه الاستيطاني و الاحتلالي، وتجليات استخدام الأدوات والأساليب على الواقع المعيش، بالنسبة للجزائر أرضا وشعبا
ويهدف الملتقى، حسب المتحدث، إلى توسيع الدراسات والآفاق و المسارات البحثية أمام طلبة الماستر،في تخصص تاريخ المقاومة والحركة الوطنية والاستمرار في إحياء الدوريات الوطنية.
و أضاف بأنه يهدف أيضا إلى إعادة استنطاق الوثائق الأرشيفية و الكتابات الجزائرية والكتابات الفرنسية، خاصة التي تم الاعتماد عليها في كتابة تاريخ هذه الحقبة، أي كتابة تاريخ الأرض والمكان والإنسان في الجزائر، بمقاربات علمية ومنهجية جديدة، تلامس الواقع وتلامس الحقيقة، بعيدا عن التوجهات ومنطق المدرسة الكولونيالية الفرنسية، التي تعرف بأساليبها ونظرتها العنصرية، لما هو غير فرنسي.
كمال واسطة