لهذه الأسباب يجب أن يكون الطالب متعدد اللغات
يؤكد مختصون أن تمكن الشباب لاسيما طلبة الجامعات، من لغة أجنبية على الأقل، يفتح أمامهم آفاقا عديدة في ظل التحديات والتطورات التي يشهدها العالم، بدءا من الأبحاث الجامعية، أين تتاح لهم فرصة الإطلاع على مراجع أجنبية وبذلك التنويع في المصادر، وصولا إلى فترة ما بعد التخرج حيث تسهّل لهم ولوج عالم الشغل، وفق ما أكده الأساتذة والباحثون في ندوة النصر على هامش لقاء علمي نُظم مؤخرا بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة.
أدارت الندوة :رميساء جبيل
مدير مخبر الدراسات اللغوية والقرآنية الدكتور رابح دوب
اللغـة الثانيــة مطلـب أساسي في البحث العلمي
أكد مدير مخبر الدراسات اللغوية والقرآنية بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، الدكتور رابح دوب للنصر، ضرورة اكتساب لغة ثانية إلى جانب اللغة الأم، مضيفا أن الطالب الجامعي اليوم يواجه تحديات عديدة يفرضها الانفتاح على الغرب، ما يجعله مطالبا بتعلم لغات أخرى سواء كانت إنجليزية أو فرنسية أو إسبانية أو إيطالية وحتى صينية.
ويضيف أن هذه اللغات تفتح آفاقا كبيرة، وتجعل حاملها أكثر تميزا وطلبا في سوق العمل، فالشخص الذي يجيد الصينية أو الإنجليزية مثلا، مطلوب بقوة لدى الشركات التكنولوجية الكبرى، مؤكدا أن استعمال اللغة الثانية لا ينحصر في مجال الأعمال بل يتيح لطالب الدكتوراه المقبل على إنجاز الأطروحة، الإبداع والتميز في الإنجاز وكذا الإبحار في شتى المعلومات والمعطيات التي تخدم موضوعه، من خلال الإطلاع على شتى المصادر والمراجع الأجنبية التي تحوي معلومات قيمة وثمينة.
وأشار دوب إلى ضعف مستوى العديد من طلبة الدكتوراه في اللغتين الفرنسية والإنجليزية، ما جعل المشرفين والمناقشين يقفون عند تقييم الأعمال المقدمة على أخطاء كارثية في ترجمة الملخصات من العربية إلى اللغة الثانية، قائلا إنه من المعيب أن شخصا يحمل رتبة دكتوراه لا يتقن لغة ثانية.
ودعا المتحدث، إلى اعتماد التواصل والتخاطب في التعليم من أجل تلقين اللغات للتلاميذ، كما تحدث عن تقصير الطلبة في تعلمها، لكنه قال بأن الحث على تعلم لغة أجنبية لا يعني بالضرورة إلغاء أهمية العربية التي تمثل هويتنا.
أستاذة الإعلام بجامعة الأمير عبد القادر مفيدة بلهامل
الإنجــــــــليزية تبــــــقى الأكثــــــر طلـــــبا
تقول مفيدة بلهامل الأستاذة بقسم الدعوة والإعلام والاتصال بجامعة الأمير عبد القادر بقسنطينة، إن الواقع الذي نعيشه اليوم يفرض على الراغبين في التوظيف بالقطاع العمومي أو الخاص، أن يدرجوا في سيرتهم الذاتية عدد اللغات التي يجيدونها، فالشركات في السنوات الأخيرة أضحت ترفض ملفات الأشخاص الذين يكتفون بلغتهم الأم، فيما تتنافس على جمع واستقطاب متعدد اللغات، لما تفرضه طبيعة سوق العمل من لقاءات مع الشركاء الاقتصاديين سواء بشكل مباشر من خلال الملتقيات والمحاضرات أو عن بعد، خصوصا مع الانفتاح الذي يشهده العالم على الأسواق.
وأوضحت المتحدثة، أن آخر الدراسات قد أجمعت بأن اللغة الإنجليزية هي الأكثر طلبا عند التوظيف كونها أكثر انفتاحا وحضورا في الأسواق العالمية والشركات الاقتصادية الكبرى، ما يجعل إتقانها أمرا حتميا وشرطا ضروريا في التوظيف، من شأنه أن يعزز مكانة الشركة ويساهم بشكل كبير في نجاحها وبروزها وفرض منطقها بسوق العمل.وأكدت بلهامل في حديثها للنصر، ضرورة الاهتمام بالانفتاح المزدوج الذي يدعو إلى معرفة الآخر بمختلف جوانبه من خلال إتقان لغته، في ظل السعي إلى تطويرها في شتى ميادين الحياة وفق المتطلبات الحالية، وإلا نقع، مثلما تابعت، في فخ الانفتاح الأحادي الذي يؤثر على استعمال اللغة العربية.
الباحث في الترجمة الدكتور أحسن دواس
ضـــــــــــــرورة ثقافيــــــــة وحــــضاريــــــــــــة
أكد الباحث في الترجمة بجامعة عشرين أوت 1955 بسكيكدة، الدكتور أحسن دواس، ضرورة تكوين الوعي لدى الشباب بضرورة تعلم لغة أخرى وقال إنها ضرورة علمية وسياسية وثقافية وحضارية، خصوصا الإنجليزية باعتبارها لغة عالمية تتيح لمن يجيدها فرصة التواصل مع الآخر ومخاطبته.
وأضاف المتحدث أن العالم أضحى عبارة عن قرية صغيرة يتم فيها تصدير الأفكار والإيديولوجيات والمعتقدات من خلال اللغة، وفي عصرنا الحالي، من لا يستطيع نشر ثقافته وحضارته للآخر سيذوب في ثقافة الآخر، لأنه يتأثر بها ولا يؤثر فيها، ليتابع أن كثيرين يتعلمون لغات أجنبية لترجمة أعمال الغرب إلى العربية، فنكتسب ثقافته وقيمه دون ترجمة أعمالنا العربية إلى لغات أخرى، فيبقى التأثير من جهة واحدة. ر.ج