استمتع إلى ساعة متأخرة من ليلة أول أمس، جمهور تيمقاد الذي توافد بالمئات على ركح تاموقادي لحضور فعاليات الطبعة 42 من المهرجان الثقافي الدولي تيمقاد، بكوكتال متنوع لفنانين جزائريين، وبمشاركة لبنانية لخريجة ستار أكاديمي ميرا ميخائيل، حيث استدرك المنظمون ما فات من سهرة الافتتاح، التي ألغيت بسبب عطب تقني كان قد أثار استياء الجمهور الذي توافد بقوة، وكانت وزارة الثقافة قد قررت فتح تحقيق معمق بشأنه.
سهرة ليلة أول أمس عرفت مشاركة عدة أسماء فنية جزائرية تؤدي طبوعا متنوعة استقطبت الجمهور، الذي غصت به مدرجات مسرح الهواء الطلق الجديد المحاذي للموقع الأثري بتيمقاد، وتم بالمناسبة قبل انطلاق الحفل تكريم عائلة المرحوم الفنان مؤدي الطابع الشعبي عمر الزاهي، ليتداول على المسرح فنانون يؤدون طبوعا وأغاني متنوعة، حيث ألهب كل من ياسمين عماري، وموح ميلانو ومغني الراب، رمزي أرتيزان المدرجات بعد أن تفاعل الحاضرون مع الأغاني بالرقص وترديد الأغاني التي يحفظونها عن ظهر قلب.
واستطاعت ياسمين عماري، التي اعتلت الركح بزيها المميز باللون الأحمر أن تحرك الجمهور بأغانيها الشبابية، وبحضورها البارز على المنصة، حيث تفاعل الجمهور مع أغنيتها «الراي» وأدت جديدها «خبرني» و»أموروز» ولم يختلف الحال بالنسبة للفنان موح ميلانو الذي بدوره ألهب وحرك الجمهور على المدرجات بأغانيه خاصة منها أغنية «ماشافوهاش» التي حققت رواجا كبيرا وأغنية «دغري دغري» و «السبع زهرتو واعرة»، واستمرت السهرة إلى ساعة متأخرة من الليل دون أن يبرح الجمهور المتعطش للاستماع بأغاني الفنانين مكانه.
وأمتعت الفنانة نعيمة دزيرية بأدائها الراقي جمهور تيمقاد بأغانيها المعروفة على غرار «المقنين الزين» و «العطار» وأضفت من جهتها فرقة العيساوة القسنطينية لمسة بطابعها الخاص في أولى السهرات، وكان فنان الأغنية الشاوية ماسينيسا بدوره قد أمتع الجمهور الذي ظل متعطشا منتظرا فنان الراب ابن سوق أهراس رمزي أرتيزان الذي أطال عمر السهرة وسط أجواء احتفالية تجاوب وتفاعل معها الشباب والعائلات، كما تجاوب الجمهور مع أداء الفنانة اللبنانية ميرا ميخائيل التي أمتعت بإيقاع الدبكة وأطربت بأغنية وردة الجزائرية «أنا بتونس بيك».
المحافظة تعتذر و وزارة الثقافة تحقق
تمديد الحفلات إلى الفاتح من أوت والدخول مجانـــــــــــي
و سجلت السهرة الافتتاحية لمهرجان تيمقاد الدولي، مطبا غير متوقع تمثل في عطب تقني أوقف كل أجهزة الصوت و تسبب في إلغاء الحفل، الأمر الذي استفز الجمهور و استدعى اعتذار المحافظة و تدخل وزارة الثقافة، التي أعلنت عن فتح تحقيق معمق حول خلفية ما حصل، مع تكليف الديوان الوطني للثقافة والإعلام بالتكفل التام بالجانب التقني للمهرجان ابتداء من أول أمس، وإلى غاية نهاية المهرجان الذي مدد عمره حتى الفاتح من شهر أوت، مع إعادة برمجة حفل الافتتاح وإقرار مجانية الدخول طيلة السهرات.
وكان خلل تقني مفاجئ وغير مسبوق، قد تسبب في توقف حفل الافتتاح الرسمي للطبعة 42 من المهرجان الدولي، الذي عرف حضور وزيرة الثقافة ووزير السياحة إلى جانب السلطات المحلية لولاية باتنة، إذ استهل الحفل بعرض فني للمخرج فوزي بن براهم، الذي كان قد كشف في وقت سابق، عن إعداد عرض بجماليات متعددة من حيث الإضاءة والموسيقى والمضمون و بلمسة شبابية خالصة، مدته 31 دقيقة، هي عبارة عن رحلة تعكس تنوع التراث الجزائري، غير أن جمهور الحفل، اصطدم بتوقف تقني حال دون مواصلة العرض خصوصا بعدما استمر لأزيد من ساعة كاملة، ليغادر الحضور وفي مقدمتهم الوفد الرسمي المدرجات وسط موجة من الاستياء، خاصة وأن المهرجان ذي الطابع الدولي لم يسبق وأن شهد مشكلة مماثلة، وقد أطل محافظ المهرجان في ندوة صحفية لاحقا، ليعتذر بسبب ما حدث، مرجعا العطب إلى خلل إلكتروتقني، وقال بأنه سيعمل على تحديد المسؤوليات.
قافلة فنية فلكلورية تجوب شوارع باتنة
يذكر أن هذه الطبعة، عرفت تنظيم قافلة فنية لفرق متنوعة جابت الشارع الرئيسي لوسط المدينة «طريق بسكرة»، من مسجد أول نوفمبر إلى غاية ساحة الشهداء، مرورا بتفرعات شارع مصطفى بن بولعيد، وهي المبادرة التي ارتأت محافظة المهرجان أن تكون فاتحة للتظاهرة، وقد ضمت القافلة فرقا فلكلورية قدمت عروضا على وقع طلقات البارود ونغمات الفرقة النحاسية للحماية المدنية التي تقدمت القافلة واستمتع المواطنون بأدائها ناهيك عن جمالية الفرق الأخرى التي ميزتها ألبسة تقليدية لمختلف مناطق الوطن على غرار الشاوي والقبائلي والنايلي والصحراوي، إلى جانب أزياء أرخت للفترتين الرومانية و النوميدية، مع استخدام نموذج فني عن منجنيق في العرض، أبدع في تصميمه الفنان النحات سعيد بركان، الذي وضع فيه سلة ترمي الجمهور بالحلوى، وقال بأن رمزية منجنيقه تعني السلام.
يـاسين عـبوبو