بمشاركة أدباء من قسنطينة

بيت الشعر يكرم الشاعر والتشكيلي ياسين بوذراع  نوري

كرم أمس، مكتب بيت الشعر بقسنطينة، الشاعر و الفنان التشكيلي ياسين بوذراع نوري، في جلسة أدبية بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية، حضرها أدباء على رأسهم الأستاذ يوسف و غليسي و الشاعر ندير طيار، اللذان تحدثا بإسهاب عن مسيرة الشاعر طيلة ثلاثة عقود، فيما ثمن هو المبادرة التي جمعت أدباء من المدينة.      

البداية كانت مع الأستاذ يوسف وغليسي،  الذي تحدث عن أول لقاء جمعه بالشاعر، قائلا، بأنه تعرف عليه منذ زهاء 33 عاما في «مقهى البوسفور» أين كان يجمع شعراء و أدباء قسنطينة، و ولدت صداقات متينة كثيرة فقد كان المقهى حسبه، فضاء للقراءة والشعر والنقد مردفا، بأنه كان دائما مهتما بإصدارات ياسين بوذراع نوري، الذي عرفه شاعرا موهوبا و فنانا تشكيليا، يكتب الشعر بعين رسام، و كانا يتبادلان قراءة أشعارهما، حيث قال، بأنه  كان يرى فيه المستقبل الشعري المثالي لمدينة قسنطينة، وأنه اليوم من  أهم الشعراء العرب.
و غليسي قال، بأن الشاعر نشر أربعة دواوين شعرية تأخر ظهور أولها إلى عام 2017، وهو يطفئ شمعته 48 سنة، أما آخرها فنشر تحت عنوان «ما تيسر من الموت»، و هي نصوص يميزها الإيقاع كما عبر، مضيفا، بأنه قام بعمل إحصائي على دواوينه الشعرية في إطار مشروع بحثي و وجد 118 قصيدة من بينها 19 قصيدة عمودية، فيما أخذ شعر التفعيلة حيزا أكبر من قصائده، و استعمل رصيدا عروضيا معتبرا، وذلك بمعدل  12 بحرا أما بحره المفضل فهو الكامل.  
أثنى من جهته، الشاعر ندير طيار على قصائد الفنان صاحب الكلمة، و قال بأنه يجد في إبداع ياسين الشعري و الفني كثير من الرياضيات، لأنه نجح و أبدع في الجمع بين التشكيل أو التصميم الفني والكتابة الشعرية مرفقا كلامه بمقولة فرنسية مفادها أنه « لو كانت الرياضيات فن لكانت هي التصميم ولو كانت جنسا أدبيا لكانت بالتأكيد هي الشعر».
وأوضح المتحدث، بأنه تعرف على ياسين كإنسان وشاعر سنة 2015، بمناسبة تظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية، خلال نشاط ثقافي شعري، مردفا بالقول « اكتشفت أن ياسين هو أحد أفراد «عصابة البوسفور» الشهيرة الخطيرة، وعندما قرأت له أول قصيدة شعرية تساءلت كثيرا كيف أجهل شاعرا بهذا المقام الإبداعي وأنا مقيم معه في البلدية نفسها منذ خمس عشرة سنة، ولماذا لا نلتقيه في نشاطاتنا الثقافية المختلفة؟»، كما تساءل عن سر « اغترار الجاهل و تواضع العالم قائلا لماذا يغتر الجاهل ويتواضع العالم؟ لماذا يتجرأ الشعر ويختفي الشاعر؟».
وفي ختام اللقاء، أعرب الشاعر ياسين بوذراع نوري   عن سعادته بالتكريم، موجها الشكر لمكتب بيت الشعر و للأدباء الذين حضروا الاحتفالية، و بالأخص الناقد يوسف وغليسي و ندير طيار، اللذان أثلجت كلماتهما صدره و بثت في روحه شعور لا يوصف كما عبر.
أسماء بوقرن