توفي يوم أمس الجمعة، الروائي والقاص السوري المعروف حيدر حيدر، عن عمر ناهز ـ87 عاماً. و اشتهر الكاتب برواية «وليمة لأعشاب البحر» التي تتخذ من عنابة التي أقام فيها مسرحا لها، كما تتناول حقبة من تاريخ الجزائر.
الراحل من مواليد سنة 1936 في قرية حصين البحر بمحافظة طرطوس، حيثُ تلقى تعليمه الاِبتدائي فيها ثم اِنتسب إلى معهد المعلمين التربوي في مدينة حلب، وفيها أيضا واصل دراسته وتخرج في عام 1954, ثم اِنتقل إلى مدينة دمشق وهناك بدأ ينشر كتابته في الدوريات اليوميّة والشّهريّة.
في العام 1970 غادر دمشق إلى الجزائر، حيثُ اِشتغلَ مدرّساً في مدينة عنّابة، في الوقت الّذي كان يُواصل فيه الكتابة والنشر في الدوريّات والمجلات العربية. نشرَ روايته الأولى عن دار العودة في لبنان العام 1973، وحملت عنوان «الزمن المُوحش» وكانت عن تجربته في دمشق خلال سبعة أعوام، وانخراطه في المناخ الثقافي والسياسي. وفي العام 1974 عاد من الجزائر إلى دمشق. ليستقيل من التعليم ويُهاجر إلى لبنان. حيثُ عمل في إحدى دور النشر مُراجعاً ومُصحّحاً لغويّاً.
للراحل مجموعة من الأعمال الأدبية، من بينها مجموعات قصصية، أهمها: «الومض»، «الفيضان»، «كبوتشي» (سيرة حياة ونضال كبوتشي)، «الوعول»، «التموّجات»، «غسق الآلهة». و«حكايا النورس المُهاجر» التي أُخرجت كفيلم سينمائي عام 1972 ونال عدّة جوائز منها جائزة مهرجان لوكارنو، مهرجان كارلو فيفاري، مهرجان دمشق للسينما الجديدة.
وفي الرواية، صدرت له مجموعة أعمال، من بينها: «وليمة لأعشاب البحر: «نشيد الموت»، ، «مرايا النّار.. فصل الختام»،. «شموس الغجر»، «الفهد». كما صدر له كتاب وثائقي بعنوان «أوراق المنفى شهادات عن أحوال زماننا» ويضمّ العديد من المقالات التي نشرها في مجلات أدبيّة مختلفة (من 1974 إلى غاية 1987).
وفي العام 2016 أصدر رواية بعنوان «مفقود» وهي رواية وثائقية كما قال، والصوت فيها كان عالياً ضدّ الطائفية والإرهاب، والوطنية هي الأساس، وفق وصفه.
وفي عام 2022 نشر كتاباً يتحدث عن سيرته الذاتية بعنوان: «يوميات الضوء والمنفى» وفيها مسيرته منذ خروجه من القرية إلى طرطوس، وبعدها إلى حلب، ومنها إلى دمشق وبيروت، وصولاً إلى قبرص والجزائر وباريس.
نوّارة لحـرش
