ينفض الكاتب الطيب ولد لعروسي الغبار عن المفكر الجزائري الكبير محمد تازروت، الذي خصه بآخر إصدار له، قدمه أمس بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية بقسنطينة. وأكد ولد العروسي بالمناسبة أن هذا المفكر الجزائري ترك بصمته في الساحة الفكرية و ترجم أمهات الكتب و كذا القرآن الكريم، غير أنه لم يلق حقه من الكتابات و الاهتمام.
وحرص الطيب ولد عروسي لدى عرض الكتاب الذي حمل اسم المفكر الراحل على تقديم سيرته الحافلة للجمهور، انطلاقا من ميلاده سنة 1893 بعزازقة بولاية تيزي وزو لعائلة محافظة حرصت على تعليمه القرآن، إلى التحاقه بمدرسة المعلمين ببوزريعة و تخرجه منها سنة 1913 واشتغاله بالتدريس، ثم انتقاله إلى باريس.
المفكر تازورت المتحصل على إجازة في الأدب و الفلسفة الألمانية، ترك 22 مؤلفا، قال بأنه يمكن تقسيمها إلى ثلاثة أقسام، منها الشق المتعلق باهتمامه بالأدب و الحضارة الألمانية، حيث دَرس المجتمع و الثقافة الألمانية و كتب و ترجم عديد المؤلفات الألمانية، أما الشق الثاني فيتعلق باهتمامه بالترجمة، رغم «الحصار الفرنسي» الذي ضرب حوله.
كما اشتغل، محمد تازروت، يردف ولد لعروسي في إطار الترجمة دائما على كتيب صغير اسمه المحادثة الألمانية الفرنسية، و الأهم في مسيرته هو ترجمته للقرآن التي كانت من أهم الترجمات، حيث أخذت منه 10 سنوات، أما القسم الثالث، فيتعلق بفكره الإندماجي، غير أن اندلاع الثورة سنة 1954 قلب فكرته و جعله مؤمنا بضرورة استقلال الجزائر، و في سنة 1961 بدأ يكتب عن الجزائر ، كما ألف كتابا مهما ضد العنصرية التي يقرنها بالاستعمار الفرنسي، و كل ما هو غير إنساني.
أسماء بوقرن