الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

قدّم كتابه خلال جلسة ثقافية بالمكتبة العمومية: عبد المجيد صانع يستنطق ذاكرة قسنطينة ليروي قصة 12 ثوريا


قدم أمس، المجاهد والدبلوماسي عبد المجيد صانع، مؤلّفِه الموسوم « صرخات ألم من أعماق واد الرمال»، وهو مولود  تاريخي  يُضاف إلى قائمة الكتب التي تضيء عتمة بعض الأحداث الثورية بقسنطينة، حيث يجمع العمل ذكريات الكاتب بمجاهدين شاركوه أحداث عديدة خلال خمسينيات القرن الماضي.
استعرض المؤلف فصول الكتاب، خلال جلسة ثقافية بمنتدى الكتاب التابع للمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية « مصطفى نطور» بقسنطينة، وعاد من خلالها إلى ذكرياته مع إخوانه الثوار، خلال أحداث جرت بقسنطينة إبان الثورة التحريرية أعاد كتابتها على أوراق عمله الذي ترجمه الكاتب و الباحث في تاريخ قسنطينة هارون حمادو إلى العربية، وقد حضر اللقاء رفقة الكاتب وتشاركا في الحديث عن تلك الحقبة و ما خلفته من ألم للجزائريين عموما.
واختار عبد المجيد صانع، أن يعود بالزمن إلى الوراء، ليتذكر أيّام كان نشاط المنظمة المدنية لجبهة التحرير بقسنطينة سنة 1958، يسير على أحسن حال رغم المعوقات اليومية، و قال إنه خلال تلك الفترة علمت المنظمة بأمر عملية سرية شرع الجيش الفرنسي في تنفيذها، وأسفرت عن إيقاف كثير من المناضلين، وهي عملية ذكر كتابه، بعض تفاصيلها وكيف ترتبت عن مشاحنة بين مناضل شاب ومجموعة من الأشخاص بحضور أحد المخبرين، الذي توجه فورا نحو مصالح الأمن للوشاية، ليُلقى القبض على الشاب بعد بضع ساعات، أين أخضع للتعذيب، حتى يُفصح عن أسماء بقية الناشطين في التنظيم، وبذلك تمكن العدو من التعرف على عشرات المناضلين.
وإثر المستجدات الخطيرة، تم الاتصال بمراد وهو الاسم الحركي للمؤلف، ليلتحق بزملائه المناضلين الذين كانوا في انتظاره ببيت المناضل عمار زمورة الكائن بـ 304 طريق لاكوط بباب القنطرة، وحدد اجتماع على نحو مستعجل للنظر فيما يمكن فعله أمام الوضع، فاقترح صانع، على رفاقه وعددهم 12 مناضلا مغادرة المكان، لأنه لم يعد آمنا لهم خلال تلك الظروف الاستثنائية، وبعد ليلة بيضاء تقرر إخلاء المكان فجرا، بعد انقضاء حظر التجول و ببزوغ أولى أنوار الصباح استيقظ الجميع على ضجيج سيارات الجيب ووقع أحذية جنود العسكر الفرنسي وهم يقتربون من المكان، وفي غمرة الهلع والذعر الذي أصاب الجميع، طلب علي بسباس، وهو مناضل ضمن المجموعة من رفاقه المغادرة وتركه حتى يتمكن من تعطيل الجنود، و ارتأى أن يضحي بنفسه في سبيل الثورة خصوصا وأنه كان جريحا ولا يقوى على الحركة.
ووصف المجاهد، اللحظات بالفارقة التي ضاعت خلالها الكلمات، كونها مفاجئة وقبل أن يلتحق بزميله عمار قيقاية، استدركت فضيلة سعدان التي كانت معهم الموقف قائلة « إخواني نحن لا ندري إن كنا سنلتقي مجددا بعد الآن أم لا، ولذلك لنتعاهد على أمر خير، ضعوا أيديكم فوق بعض ولنتفق أن من ينجوا منا سيكتب تفاصيل القصة»، ليتعهد بذلك الثوار الذين تعلقت أرواحهم قبل أن تتشابك أيديهم  ومشوا تباعا باتجاه مخرج سري، وما إن ابتعد مراد بضع خطوات عن المنزل حتى وقع ناظره على رتل من سيارات الجيب المدججة بالعساكر، ليبدأ إطلاق نار كثيف واستمر الاشتباك مع علي بسباس بضع دقائق، قبل أن يعم الصمت بعدما لفظ الشهيد أنفاسه.  وذكر صانع، بأنه حاول في كتابه سرد الأحداث وفق تسلسل منظم، منذ تلك الفترة وكيف سار كل مناضل منهم في طريقه، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ظل على قيد الحياة، وبعد الاستقلال ومرور السنوات، قرر هو أن يحقق الوعد ويكتب القصة إكراما لذكرى من شاركوه النضال و من استشهدوا وضحوا في سبيل أن تستقل الجزائر، وذلك عاد إلى قسنطينة محاولا الاتصال بمن ظل على قيد الحياة من رفقائه، فلم يجد إلا المجاهدة فاطمة لويرة، التي لم تسمح لها حالتها الصحية بالمساهمة في العمل، فحمل قلمه مسؤولية استنطاق ذلك الألم الذي خلفته لحظات الخوف و التضحية و حولته الإرادة إلى وقود لمواصلة الكفاح للتحرر .                   رميساء جبيل

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com