متـاحف الجزائر تجتمع بقسنطينة و تكرم التراث الحضاري الفلسطـيني
انطلقت أمس، بالمتحف العمومي الوطني للفنون والتعابير الثقافية التقليدية بقصر الحاج أحمد باي فعاليات الطبعة السادسة من لقاء «جسور التواصل لتراث الحواضر ، وقد استضاف بهو القصر عددا من المتاحف العمومية الوطنية، خلال معرض للتراث الجزائري المادي واللامادي، خصص جزء منه لتكريم الشعب الفلسطيني و التذكير بمعركته الثقافية أيضا ضد المحتل الذي يحاول سرقة الأرض والتراث وطمس الهوية.
حملت التظاهرة شعار متاحف من أجل الإنسانية، وعرفت مشاركة متحف سطيف، ومتحف باردو الوطني، فضلا عن مركز الفنون والثقافة قصر رؤساء البحر، وقالت مديرة المتحف العمومي الوطني للفنون والتعابير الثقافية التقليدية مريم قبايلية، بأن الطبعة جاءت تضامنا مع الشعب الفلسطيني، وتهدف لتسليط الضوء على جرائم من نوع آخر يقترفها الاحتلال ضد الهوية الوطنية الفلسطينية، بتدمير كل ما يرمز لها من تراث ومراكز ثقافية.
وأضافت، بأن الهدف من جمع المهنيين والأخصائيين في هذا المجال، منه هو تبادل الخبرات التي ترمي للتعريف بالموروث الثقافي الجزائري وبما تزخر به المتاحف الوطنية الجزائرية من مجموعات متحفية، فضلا عن تعزيز التواصل والتبادل المعرفي الثقافي من أجل الحفاظ على قيمة هذا الإرث واستمرارية ونقله إلى كل الأجيال، وبحسب قبايلية، فإن التقارب والالتفاف حول المتاحف للتعرف على مخلفات الإنسان التاريخية والحضارية، جعلها كمؤسسات تساير تطورات العصر وكل ما تعلق بتكنولوجيا الاتصال الحديثة.
من جانبه، وصف المستشار الثقافي الرئيسي في مركز الفنون والثقافة قصر رؤساء البحر، سعد دراجي، المبادرة بأنها نوع من المقاومة في سبيل الحفاظ على الهوية الأصيلة الخاصة بالشعب الجزائري، والتي تقع على عاتق المؤسسات الثقافية، ويرى دراجي، بأن المراكز الثقافية يجب أن توحد جهودها وتقف لحماية التراث أكثر من أي وقت مضى.
وأوضح المتحدث، بأن الرمزية التاريخية لقصر رؤساء البحر، تشير إلى ما عانته الهوية الوطنية الجزائرية خلال حقبة الاحتلال الفرنسي، عندما قامت فرقة الهندسة المدنية التابعة للاحتلال بمحاولة لتغيير هوية المدينة بتدمير البنايات، وغيرت أسماء القصور والفضاءات إلى أرقام من أجل هدمها.
وأضاف، بأن الحصن أصبح اليوم جزءا من الذاكرة الوطنية، ويستقطب الكثير من الزوار لا سيما الوفود العسكرية والسياسية، كما يوفر أنشطة مختلفة ووثائق بصيغ عديدة خصوصا لذوي الاحتياجات الخاصة، وذكر المستشار الثقافي تسجيلات وثائقية موجهة للأشخاص الذين يعانون من الصم، ناهيك عن وثائق مكتوبة بتقنية البرايل لصالح المصابين بإعاقة بصرية.
وذكر رئيس مصلحة الاتصال بالمتحف العمومي الوطني باردو، خليفة تيجدام، بأن مهمة حماية التراث تعرف الكثير من التحدياتفي ظل الحروب المتواصلة عليها، و التي تستهدف طمس كل ما يتعلق بتاريخ تواجد الشعوب على أرض معينة، وركز تيجدام على المشاكل التي تعاني منها المتاحف المتواجدة في الهواء الطلق والمناطق التراثية، التي تتعرض للنهب والتدمير، وأضاف بأن مشاركة متحف باردو في الفعالية، تهدف إلى السفر بضيوفها إلى مختلف المناطق الجزائرية، مثل القبائل الكبرى والأوراس والصحراء، لتعريفهم بالحلي والأدوات الخاصة بكل منطقة، كما تعرض مجموعات متحف باردو، طريقة صنع واستخدام الآلات الموسيقية والأسلحة القديمة وتبرز رمزيتها التراثية.
وأشار، إسماعيل مكيوي، المستشار الثقافي بالمتحف العمومي الوطني للفن الحديث والمعاصر ماما بالجزائر العاصمة، إلى اجتهادات الفنانين الجزائريين في تقديم لوحات فنية تعبر عن مقاومة الشعب الفلسطيني على غرار الرسام التشكيلي محمد إسياخم، والنحات الجزائري محمد خدة اللذين تحدث فنهما عن بطولات الشعوب الحرة لاسيما الشعب الجزائري خلال مقاومته للاستعمار، كما شارك المتحف بلوحات لفنانين فلسطينيين وأخرى تجمع بين الثورة الفلسطينية والجزائرية.حضر التظاهرة نشطاء ثقافيون، فضلا عن تواجد العائلات والأطفال الذين تجولوا في مختلف المعارض، وتلاميذ من متوسطات ومدارس خصصت لهم ورشة للرسم، للتعريف بالتراث الفلسطيني من تقديم المتاحف المشاركة. إيناس كبير