نحو تحويل دار الثقافة إلى مسرح جهوي بالبرج
كشفت وزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي، عن التحضير لتحويل دار الثقافة محمد بوضياف بمدينة البرج إلى مسرح جهوي، لكون الركح المتواجد بها يستجيب لمقاييس وشروط إنجاز هذا النوع من المؤسسات، في حين سيتم تحويل نشاطات دار الثقافة إلى المركب الثقافي عائشة حداد.
وجاء تأكيد وزارة الثقافة والفنون، على استفادة ولاية برج بوعريريج، من مسرح جهوي وأحقيتها بذلك، في ردها على سؤال كتابي لأحد نواب البرلمان كمال بلخضر، و قبله الرسائل والمطالب الملحة لمثقفين وممثلين وفاعلين في الحركة المسرحية بالولاية، الذين كانوا قد أطلقوا حملة للمطالبة بمسرح جهوي وكثفوا مساعيهم على مدار العامين الفارطين .
و أوضحت الوزيرة، أن تحقيق هذا المطلب يحتاج إلى استكمال الإجراءات التقنية والقانونية، مجددة التأكيد أن مشروع المسرح ما يزال قائما وستسعى لتحقيقه في أقرب الأجال، كما أشارت إلى أن المشروع يعود إلى سنة 2013، أين تم طرح دراسة مشروع بناء مسرح جهوي ببرج بوعريريج، لكنه جمد سنة 2015، مشيرة في رد كتابي تحوز النصر على نسخة منه، إلى أن المشروع ما يزال مطروحا على مستوى الولاية، وقد تعذر بعثه بسبب غياب المساحة الملائمة والعقار الكافي لإنجازه، مضيفة أن هذا لا يمنع من التفكير في حل قريب يسمح للبرج بأن تستفيد من مسرحها الجهوي.
وأوضحت أن مصالحها تسعى في المرحلة الأولى للتأسيس لمسرح جهوي في دار الثقافة الحالية، التي تتوفر على ركح يستجيب لمتطلبات المسارح، وقاعة تتسع لـ 700 مقعد، في حين سيتم نقل دار الثقافة إلى المركز الثقافي عائشة حداد، و هو هيكل مجهز يلائم أنشطة دار الثقافة، حسب ما أفادت به الوصاية .
ونبهت وزارة الثقافة والفنون، إلى تسجيل أكثر من طلب لإنجاز مسارح جهوية عبر عديد الولايات والمدن، مذكرة أن المسارح الجهوية لا تعنى بالمشتغلين في حقل المسرح والفنون على مستوى ولايات إقاماتهم أو مدنهم فحسب، بل هي فضاءات مشتركة وبإمكان الفنانين الذين يؤدون أعمالا مسرحية اجتياز مسابقة (الكاستينع) فيها، وليس بالضرورة في مكان إقامتهم، مشيرة إلى إتاحة الفرصة لأي ممثل في أي مسرح جهوي عبر الوطن، وذلك في إطار تشجيع تنقل الفنانين والممثلين عبر المسارح وتبادل التجارب.
أما عن تلبية جميع المطالب، فذكرت بأن المقتضيات الفنية هي التي تحكم العملية، في ظل تعذر إقامة مسرح في كل مدينة في الوقت الراهن، إلا أن فضاءات الثقافة وغيرها يمكن أن توفر ركحا للعروض، مضيفة أن مصالحها ملتزمة باستحداث مسرح جهوي في ولاية برج بوعريريج، ليستضيف الحركة المسرحية والجمهور الذواق من المدينة و من خارجها.
ودعت، وزارة الثقافة والفنون، إلى عدم الاتكال على القطاع العمومي لوحده، في إثراء الحركية الثقافة والمسرحية، بل نبهت إلى ضرورة فتح الباب أمام مقاربة وصفتها بالمهمة، وهي التوجه نحو بعث مشاريع استثمارية ثقافية، وبالتحديد المسارح الخاصة التي من شأنها أن تساهم في الإنتاجات والعروض ودعم حركية المسرح عبر الوطن.
تجدر الاشارة، إلى أنه سبق وأن وجهت مجموعة من المثقفين والفنانين والممثلين والمشتغلين في الحقل المسرحي بعاصمة البيبان، رسالة ورفعت بيانا إلى الوزارة الوصية، وعلى رأسهم الممثل والمخرج المسرحي حليم زدام، للمطالبة بإنشاء مسرح جهوي، ورفع التجميد عن المشروع المسجل منذ ما يزيد عن 13 سنة، لأن الولاية كانت وما تزال واحدة من نقاط الضوء مسرحيا و ثقافيا، ولا يمكن الحديث عن تاريخ الحركة المسرحية الجزائرية من غير التطرق إليها، نظرا لما خلفته من تراكم فني معتبر، مثلته وتمثله عشرات الجمعيات والتعاونيات والشخصيات والتجارب والجوائز و التتويجات و التظاهرات المسرحية، مضيفين أن الحركة المسرحية بهذه الولاية عريقة تضرب بجذورها في تاريخ المسرح الجزائري، وقد أنجبت الكثير من الأسماء ذات الكفاءة.
ع/ بوعبدالله
