قدم أمس، بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مصطفى نطور بقسنطينة، أساتذة وروائيون قراءة تحليلية في رواية «قناع بلون السماء» للروائي الفلسطيني الأسير باسم خندقجي، وفصلوا في ثنائية الكتابة كمرادف للحرية و تجربة الأسر، كما توقفوا عند نقاط جدلية متعلقة بالهوية ورمزية القناع الذي أشار إليه العنوان.
استهل الكاتب والروائي مراد بوكرزازة، الجلسة بالتعريف برواية الكاتب الأسير في السجون الإسرائيلية، منذ نحو عشرين عاما وقدم شخوصها بداية بشخصية نور المحورية، الذي يجد في جيب معطفه بطاقة هوية لصهيوني اسمه « أور» ومعناه «نور»، وهي مصادفة محيرة فضل بوكرزازة،عدم الغوص في تفاصيلها تاركا المجال للأساتذة المشاركين في الجلسة الثقافية للخوض فيها.
من جانبه قال الدكتور لونيس بن علي، بأن قراءته التحليلية لرواية «قناع بلون السماء» بدأت بتساؤل عن كيف لأسير أن يكتب عملا وينشره، ويعتبر هذا السؤال مدخلا لقراءة العمل، بتفكيك ثنائية الكتابة بوصفها مرادفة للحرية والمقاومة و بين تجربة الأسر، بعيدا عن القراءة التعاطفية، كما وصفها، حيث توقف عند ثلاث نقاط جدلية مرتبطة بسؤال الهوية وعلاقتها برمزية القناع، ووجد نوعا من الالتباس فيما يتعلق بمفهوم الهوية، وذلك وفقا لما طرحته شخصية نور في الرواية، منوها بأن باسم خندقجي لم يتقمص شخصية نور كما يعتقد البعض، وإنما أدى شخصية مراد التي حيدت حضوره في النص، وهي نقطة قوية في العمل حسبه، مضيفا بأن الرواية في مضمونها عالمة، وذلك لاشتغالها على الجانب المعرفي، قائلا: «ما أعجبني في الرواية هو الكتابة عن مريم المجدلية في نوع من استعادة ذاكرة القدس».
أما الكاتب جمال فوغالي، فقدم رؤيته النقدية من زوايا مختلفة تشمل التاريخ والذاكرة والكتابة الروائية والشخوص والمكان، مركزا في حديثه على شخصيات الرواية، بداية بشخصية نور أو «أور»، التي تدل على النور الذي يمكن أن يشع من مدينة القدس المقدسة، ومن خلاله يمكن للكاتب أن يسترجع ذاكرتها. والرواية بمضمونها تقول كل ذلك في شيء من الإرباك، كما علق، كما يطرح الروائي القابع في سجون المحتل عديد التساؤلات التي تستدعي قراءة معمقة.
وأضاف المتحدث، بأن الرواية قدمت صورة الإنسان الفلسطيني المعذب المقهور المستبد به، مبديا ملاحظة تدل على حضور الجزائر في كثير من الأسماء الإبداعية، حيث ذكر الروائي في المضمون، كاتب ياسين وفرانس فانون، اللذين كتبا عن الجزائر فنجد أرضنا حاضرة بكتابها ومبدعيها وجانب من تاريخها النضالي.
وخلال اللقاء حمل القاص والكاتب عبد الحميد إيزة الحضور إلى أجوائه الصوفية، في قراءات من كتابه «صعب تأويل الهديل»، وهو كتاب شذرات يجمع العوالم الصوفية بالشعر، وبخلاصات التأمل في الحياة والطبائع البشرية
أسماء- ب