السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

كتاب يتضمن عدة مقالات: "التّداوليّـــة وهندســــــة الخِطـــــاب.." جديـــد الباحث محمد بكــــــــاي


عن دار النُّهى للنشر والترجمة والتوزيع بالجزائر، صدر كِتاب جديد للباحث والأكاديمي الدكتور محمّد بكّاي، وحمل عنوان «التَّداوليّة وهندسة الخِطاب: قضايا ومُطارحات»، وجاء في 129 صفحة. واحتوى على مجموعة من الدراسات والأبحاث والمقالات، هي على التوالي: «التَّداوليّة والتباسات المصطلح». «إستراتيجية الخطاب في التَّداوليّة». «ميكانيزمات الاِشتغال الذهني في عملية التلقي: مقاربة تداوليّة في آليات الفهم والتأويل». «مبحث القصدية بين فلسفة اللّغة والتَّداوليّة». «إستراتيجية المقصدية في تحليل الخطاب الأدبي: قراءة في أعمال محمّد مفتاح النقدية». «مقاربة الخطاب الأدبي تداوليًا: بين الرّهانات والتحديات».
الكِتاب جاءَ ليُوضح أنّ التَّداوليَّة برزت بوصفها أحدث مقاربة معرفية في دوائر بحوث العلوم الإنسانية والاِجتماعية وعلوم اللسان، مُهتمة بعناصر التَّواصل والتفاعل والأداء الحواري والتَّماسك النَّصي. إضافةً لبحثها في الأغراض التَّفاعليّة والنَّفعية للخِطاب.
كما جاء من جهة أخرى، ليُؤكد -حسب المؤلف- أنّ التَّداوليّة تتجاوز محدّدات الدلالة إلى دراسة مدى إمكانية الكشف عن قصديّة المُتكلم من خلال إحالة الجُملة إلى السّياق التَّداولي لمعرفه مدى التطابق أو اللاتطابق بين دلالة الجُملة لسانياً وظروف السّياق، أو جعل هذه الإحالات والإشاريات وسيلة في يد المؤول لنسج شبكة تأويلية مُترامية الأطراف. وذلكَ ما ترومه القراءة التَّداوليّة وتعكف عليه مقالات هذا الكِتاب في ذكر أهمية المقاصد في فلسفة اللّغة والتَّداولية أو كيف تشتغل عمليتا الفهم والـتأويل من منظور العلوم المعرفية أو نظريات المُلاءمة.
تُـمثلُ فصول هذا الكِتاب اِسترجاعاً لاِهتمامات -المُؤلف بكّاي-، البحثيّة الجامعيّة الأولى، وهي سنوات تكوينه اللّساني في جامعة تلمسان (2005-2009)، وهي الفترة التي تزامنت معها بوادر شغفه بحقل التَّداوليّة بوصفها أحد أهم الأبواب الحسّاسة والضرورية في قراءة الخطاب في أيّامنا.
فالاِشتغال -حسب قوله- على خطاب يحكمه الوعي أو اللاوعي أو هما معًا يقتضي من المؤول أن يكون قادراً على فكّ وإعادة تركيب هياكل هذا الخطاب وفهم تضميناته وإشاراته؛ فالملفوظات الأدبيّة تُحوِّل فيها الأشكال الصوتية والتركيبية والمجازية والاستعارية إلى عناصر أساسية في بناء تداولية الخطاب، ليكون قادراً على إقناع العقول واستمالة النفوس.
و-حسب المُؤلف دائماً-: «يُمثّلُ هذا الاِسترجاع المعرفي اليوم، –على الرغم من بساطته بالنظر إلى كثافة وثراء البحوث في حقل التَّداوليّة- مساهمة متواضعة للخوض في بعض قضايا التَّداوليّة المُتنوعة بين العلوم المعرفيّة وفلسفة اللّغة والمقاصد وتأويل الخطاب الأدبي لإدراك العلاقات بين البشر وكلماتهم وعوالمهم».
كما يُلقي هذا الكِتاب نظرة فاحصة على الآليات التي توفّرها اللّغة لتحقيق هذا الإنتاج النصي وتشقّ طريقاً للكشف عن الجانب الجدلي للإنتاج الأدبي: أي النص بوصفه عملية صياغة يُنشئها المُؤلف ويُوجِّهها، ولكنها في الوقت نفسه بمثابة عملية صياغة مفعّلة وموجَّهة للقارئ الـمُكبَّل بقيود النّص؛ لكن النّص يُوفّر أيضًا درجات من الحرية اللازمة التي يُمكنُ للقارئ عبرها أن يتعاون مع المُؤلف لبناء عالم نصّي مُناسب، عالم يتوافق مع الظروف السّياقيّة الأوسع التي تُميّز العالم والظروف التي يعيشها القارئ.
الكِتاب -للإشارة-، قَدَمَ له البروفيسور محمّد شوقي الزّين، ومِمَّا ورد في نص المُقدمة، قوله: «باِنكبابه على دراسة إستراتيجيّات الخِطاب، يكون محمّد بكّاي قد قام بإضافة نوعية ستكون بلا شكّ أثراً جميلاً وجليلاً في مشهدنا النقدي والأدبي والفكري الجزائري. اِختصرت نباهة محمّد بكّاي الطريق لتذهب نحو ما هو (أساسي أو جوهري)، أي الفِعل البشري في بساطته واشتغاله، وخصوصاً الفِعل الخطابي والتداول اللغوي. ولا شكّ أنّ الخطابات عديدة بقدر ما هي مُتشابكة: الخطاب العلمي، الخطاب الأدبي، الخطاب الفلسفي، الخطاب السياسي، الخطاب الديني، الخطاب الإعلامي، إلخ. بل ولكلّ مؤسّسة أو واقعة بشرية خطابها يحتاج إلى الوقوف على نمط اشتغاله وملابسات تطوّره وأشكال تحوّله، ما يقوله وما يحجبه، الدَّلالات التي يحتملها في هذا السّياق وخلال هذا الظرف، الخطابات المُمكنة التي يُتيحها أو يختزلها، إلخ. لا شكّ أنّ التَّداوليّة تمنحُ مفاتيح نقدية ثرية في الوقوف على ظاهرة الخطاب، إستراتيجياته وتكتيكاته، مواطن صدوره وحقول تطبيقاته، أساليب توليده وأشكال إلغائه، إلخ».
للتذكير، محمّد بكّاي، باحث وأستاذ جامعي من مواليد 1986 في تلمسان، حاصل على دكتوراه في النقد الأدبي ما بعد البنيوية من «جامعة تلمسان» سنة 2016. صدر له: «أرخبيلات ما بعد الحداثة: رهانات الذَّات الإنسانية، من سطوة الاِنغلاق إلى إقرار الاِنعتاق» 2016، منشورات دار الرافدين بيروت لبنان، وOPUS أونتاريو، كندا. «التفكيك وفسيفساء المُعنى» 2018، «جدلُ النّسوية: فصول نقدية في إزاحة الدوغمائيات الأبوية» 2019. «مديحُ الاِختلاف: دراسات في فلسفة الكتابة وسياسات الهُويّة»، عن منشورات اِبن النديم للنشر والتوزيع ودار الروافد الثقافية/ناشرون، 2022. «في إزاحة التُّخوُم.. فصوصٌ في جماليّات التَّفكيك».
كما شارك في بعض الكُتُب الجماعية، من بينها كتاب بعنوان «جاك دريدا: فيلسوف الهوامش» 2017. و«أهواء بارت ومغامرات البارتية» 2017، و»حفريات الخطاب: مقالات في منطق المعنى وحدث القراءة»، عن دار الرافدين بيروت لبنان،2021.
أيضاً قام بترجمة وتقديم مجموعة من الكُتُب النقدية والفكرية، من بينها «قاموس النقد الأدبي»، من تأليف جويل جارد طامين وماري كلود هوبير.
نوّارة لحرش

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com