الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

الشاعر محمد بوطي من قسنطينة: التجديد في كتابة الشعر مواكبة لمقتضيات العصر


حل أمس، الشاعر محمد بوطي، ضيفا على نادي الكتاب بالمكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مصطفى نطور بقسنطينة، حاملا معه تجربة سنوات في الكتابة، وقصصا له مع كبار الشعراء الجزائريين، شارك بعض تفاصيلها مع مثقفين من المدينة، في جلسة من تنظيم مكتب بيت الشعر بالتنسيق مع المكتبة.

بلغة بسيطة راقية، لم تترك حديقة إلا واقتبست منها افتتح ابن الزيبان الجلسة الأدبية بإلقائه لقصيدة تتغنى بالمرأة، أهداها بوطي لنساء الجزائر ومثقفات المدينة اللواتي زيّن الأمسية الشعرية المنظمة من قبل المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية مصطفى نطور، وبيت الشعر مكتب قسنطينة.
وقد فصل بوطي، في الجدل القائم بين أوفياء القصيدة العمودية، والمعجبين بالنثرية، من خلال رده على الأسئلة المطروحة في النقاش موضحا بأن لكل لون أتباعه، لكن القصيدة النثرية اختارت التمرد على الأطر القديمة والخروج عن المألوف وتقديم اللغة في قالب حداثي، مؤكدا من جهة أخرى على المكانة السيادية لقصيدة التفعيلة، نافيا أن تسحب القصيدة النثرية البساط منها، لكنها تمشي بثقة كبيرة لتجد مكانتها بين ألوان الشعر.
الشعر يعبر عن روح الشاعـــر وليـــس علمـــــا مضبوطا بأطـر
واعتبر الشاعر محمد بوطي، بأنه لا يمكن وضع أطر وقوالب للشعر، فيمكن أن تختلف المسميات حسبه، لكن الجوهر يبقى نفسه، وعلق متسائلا عن السبب الذي يجعل كلمة «قصيدة» محصورة في شعر التفعيلة الخاضع لقواعد وضعت في زمن معين و نتاج لغة مرحلة بعينها، والشعر وفقا له هو القدرة على التعبير بطريقة مختصرة عما يريده الشاعر باللغة والأداة التي يريدها، كباقي الفنون من رسم وموسيقى.
وعن ميول الشعراء إلى القصيدة النثرية على حساب شعر التفعيلة، قال ضيف منتدى الكتاب، بأنه خاضع لتأثيرات العصر الجديد، الذي يختلف عما سبقه في اللغة والتصورات، مع تعدد مواضيعه، وكذا مغازلته للقارئ باتباع سلوكه الذي يميل إلى السرعة والاختصار في التعبير عن حالة معينة أو ظاهرة بعدد قليل من المصطلحات اللغوية.
وعن الرأي الذي يرجح ميول أغلبية الشعراء سهولة النظم في القصيدة النثرية، اعتبر المتحدث، بأنها تكون أحيانا أصعب بكثير من قصيدة التفعيلة.
ويوجد الجميل والقبيح في كلا النوعين وفقا للشاعر، الذي يرى بأن الفيصل في الأمر يأخذ بالذائقة الجمالية، والقدرة على إظهار جمال الموضوع، وعقب بأن هناك نصوصا نثرية لا تتجاوز مرحلة كتابة الخاطرة، في حين أن القصيدة النثرية لها أساسياتها وأطرها ومستوى من اللغة التي تحمل معانيَ كثيرة، كما استنكر إثقال أبياتها بالتضمين، والمبالغة في استخدام الغموض، وهو وفقا له تعجيز للقارئ عن فهم الفكرة التي تكون خفية لكنها ليست مستحيلة.
وقد استحسن الشاعر ما وصلت إليه الحركة الشعرية في الجزائر خصوصا مع وجود كثير من الشعراء المميزين، وقال إن من يعتبرون المشرق قلب مركزية الشعر هم على خطأ كبير، لأن الجزائر أيضا تضم أسماء كبيرة جدا يمكن لها أن تنافس.
حبي للتجديــــد دفعني إلى القصيدة النثريـــــة
وعن مصدر فصاحته وثرائه اللغوي، أفاد الشاعر بأنها مستمدة من سعة اطلاعه على مجالات عديدة، فضلا عن القراءة لأعمال عدة، مضيفا بأنه لا يكتب حتى يقرأ كثيرا، وهو المهتم بالجانب الفلسفي والفكري أكثر من الجانب الخيالي.
وعن تحوله إلى القصيدة النثرية رغم بداياته التي طبعها الشعر العمودي، قال الشاعر، إنه ينتمي إلى الجيل القديم، وهو متابع للحركة الشعرية منذ السبعينات، مضيفا بأن حبه للتجديد هو ما دفعه إلى التحول إلى القصيدة النثرية، فالعالم كله تطور حسبه، وكذا اللغة التي وصفها بالكائن المتطور.
وأردف بوطي، بأنه يحاول الكتابة بأسلوب بسيط مع توظيف إيحاءات ودلالات تساعد في صقل المعنى، وتثبيته على أن تكون الكلمات تحمل معانيها بداخلها متقاربة.
إيناس كبير

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com