تابع أمس، جمهور السينما بوهران، أول العروض المبرمجة في إطار منافسات المهرجان الدولي للفيلم العربي، وكانت البداية بقاعة سينما المغرب مع " عين الحجر"، فيلم جزائري للمخرج لطفي بوشوشي، يحكي عن الصراع بين الخير و الشر وكيف يمكن للحب والالتزام الصادق أن يجتث جذور الفساد.
الفيلم جديد تم تصويره بمنطقة القنطرة بعاصمة الزيبان، ويصنف ضمن الأفلام الروائية الطويلة و الكوميديا الساخرة، يروي قصة قرية نائية يصل إليها القطار، ويأمل قاطنوها في مغادرتها هربا من العزلة التي يتخبطون فيها، لكن الفساد يعيق مسعاهم و يحبط آمالهم.
قصة العمل متشابكة تجري في منطقة ما، يعيش سكانها ظروفا مزرية، وفي يوم يتوقف قطار قادم من العاصمة في محطة جرفتها مياه أمطار غزيرة وشردت سكانها، فيجد هؤلاء في عرباته ملاذا لهم.
أمام الوضع الصعب، يلجأ الناس إلى بناية المحطة وعربات القطار المتوقفة لتأويهم، وهنا يبدأ التنافس بين رئيس المحطة "سي الطيب"، و"بطوش" العامل الماهر الذي يتولى تسيير كل شؤونها، والمثقف والكاتب العمومي والبراح "سي الشريف"، أين يسعى كل واحد لتولي مسؤولية المحطة طمعا في أموال يذرها ابتزاز الناس الباحثين عن مأوى.
شاركت في العمل مجموعة من الممثلين منهم نبيل عسلي، و مراد صاولي، وكمال رويني، وهو تركيب في المستوى بين أفكار مستوحاة من الخيال، يتم إسقاطها على واقع حقيقي في تلك الفترة أين كان المواطن يتخبط في عدة مشاكل حياتية بسيطة منها غلاء المنتجات وتلاعب الانتهازيين والمضاربين، ما يؤدي لانتفاضة السكان وانقسامهم بين "المترشحين الثلاثة" الذي يتنافسون بحدة لرئاسة المحطة، فيلجأ كل طرف لجمع مسانديه والخروج في احتجاجات عادة ما تنتهي بصدامات.
ووسط الأحداث تظهر عائشة، التي جاءت من العاصمة في القطار وتلعب دورا كبيرا في قلب موازين "الدوار وأهله"، قبل أن يتضح أنها ابنة عين الحجر، وقد خانت جارتها مع زوجها ثم اختفت قبل مدة، ثم عادت لتساهم في إصلاح أوضاع المنطقة.
عائشة لم تكن المرأة الوحيدة التي تثير الجدل في الدوار، فمليكة الفتاة الجميلة تكتب فصلا مختلفا في القصة، حيث تنجح في الهروب من المنطقة مع الخضار عمورة، الشاب الذي تحبه والذي اختارته دونا عن جميع الراغبين في الزواج منها، وذلك بمباركة أهل القرية الذين يدركون في النهاية أن الحب هو الخلاص الوحيد، مع ذلك تبقى النهاية مفتوحة ولا أحد من المتنافسين الثلاثة على رئاسة المحطة يصل إلى مراده.
حضر العرض مخرجه و عدد من الممثلين الرئيسيين، وأوضح المخرج لطفي بوشوشي، خلال ندوة صحفية أعقبت النشاط، أن "عين الحجر" عمل فني يستحضر الخيال ويسقطه على الواقع، معتبرا، بأن الفيلم بكل ما يحمله من قيم فنية وإنسانية جدير بالمنافسة في الفعاليات الدولية.
وفي رده على أسئلة الصحفيين، عقب انتهاء الفيلم الذي دام عرضه ما يقارب الساعتين، قال المخرج، إن اختيار منطقة "عين الحجر" ، النائية والمعزولة عن العالم، جاء لخدمة التصور العام للعمل الذي يروي قصة ويتناول أوضاعا حياتية لمجتمع، هو ليس بالضرورة واقع أهل القرية المتواجدة بسكرة.
موضحا، أن العنوان يحمل ترجمة لطبيعة المنطقة الصخرية، وأضاف أنه تحصل على رخصة التصوير في 2018، وبدأ العمل فعليا في 2019، ولكن الانطلاقة الحقيقة كانت في 2021، بسبب الصعوبات المالية التي حدت من الإسراع في إنجاز الفيلم.
بن ودان خيرة