حظي أطفال مرضى سرطان بوهران، بفقرة خاصة ضمن فعاليات الطبعة 12 لمهرجان الفيلم العربي، حيث برمجت محافظة الحدث عرضا خاصا لصالحهم، بالتنسيق مع جمعية «إعانة الأطفال المصابين بالسرطان».
حضر الصغار العرض الخاص بفيلم التحريك أو «الأنيميشن» «سليم» للمخرجة الأردنية سينتيا مدانات شرايحة، وسط أجواء من الفرح، واستمتعوا بأحد أبرز الأعمال العربية في هذا الصنف السينمائي الذي تبدع فيه المخرجة وتشتهر به.وقد سمحت المبادرة التي جمعت بين محافظة المهرجان ورئيس الجمعية الناشط الخيري وحيد بن كينان، للعديد من الأطفال المرضى بحضور جانب من فعاليات التظاهرة و الاستمتاع بواحد من بين الأفلام العربية والأفريقية الأولى في مجال الأنيميشن حيث صنع الصغار أجواء جميلة و أظهروا اهتمام بالقصة التي تحكي عن فنان تشكيلي موهوب، فكانت فرحة هؤلاء الأطفال لا توصف رفقة أوليائهم وأنستهم معاناة وآلام المرض لساعات من الزمن ورفعت معنوياتهم كما عبروا عنه.وقد تم استقبال الأطفال قبل توجههم إلى قاعة السينما، في بهو فندق الروايال أين يقيم الفنانون والضيوف، و شارك بعضهم في الحدث و واستمتعوا رفقتهم بلحظات جميلة، ثم تنقل «الجمهور الصغير» في سيارات خاصة إلى قاعة السينما وتمت معاملتهم بنفس طريقة ضيوف الشرف.
عرض في إطار السينما العائلية
يشار إلى أن فيلم «سليم» يعد من بين أفلام التحريك الطويلة القليلة المنجزة في العالم العربي، ويشارك في مهرجان وهران ضمن صنف «سينما العائلة».
يحكي هذا العمل السينمائي، قصة طفل يدعى سليم عمره 9 سنوات فقد والده خلال الحرب ، يهرب مع والدته و شقيقه وأخته ليعيشوا في مكان آخر، ولكنه يعاني من كوابيس وأحلام مزعجة تسبب له الأرق وصعوبة النوم، فيحاول اتباع خريطة تقوده لاكتشاف الكنز كي يواجه مخاوفه من خلال المغامرة.
حاولت المخرجة في الفيلم، بعث بصيص من الأمل في مستقبل أفضل للناجين من الحروب والقصف والدمار، وشرح أفكار الطفل وفهم ما يدور في ذهنه، إلى جانب استخدام الرسوم المتحركة في علاج الأطفال المتضررين من الصراعات، ومنها الحرب في فلسطين وغزة تحديدا. أنجز العمل قبل طوفان الأقصى، وكان الهدف منه هو تسليط الضوء على تأثير الصراع في المنطقة على الأطفال، وكيف تسبب الغارات الحربية الصهيونية صدمات نفسية لهم، إذ يتناول موضوعه الأزمات النفسية المتفاوتة في نسبة الضرر التي يعاني منها الكثيرون، وقد استعانت المخرجة في إنجازه بمختصين نفسانيين.
بن ودان خيرة