عادت جائزة نوبل للآداب لعام 2024، للكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ. لتُصبح بذلك أوّل كورية جنوبية وأوّل امرأة آسيوية تفوز بنوبل للأدب، وهي المرأة الثامنة عشرة التي تحصل على هذه الجائزة. وكانت الكاتبة السويدية سلمى لاغرلوف أوّل امرأة تفوز بالجائزة عام 1909. وتُمنح جائزة نوبل للأدب منذ عام 1901.
وقد أعلنت الأكاديمية الملكية السويدية في ستوكهولم أوّل أمس الخميس، فوز الكاتبة الكورية الجنوبية هان كانغ بجائزة نوبل للآداب لعام 2024، وذلك تقديرًا لـ»نثرها الشِّعري المُكثف الّذي يُواجه الصدمات التّاريخية ويُبرز هشاشة الحياة الإنسانية».
كما أشارت الأكاديمية السويدية في بيانها إلى أنّ «أعمال هان كانغ تتميز بهذا التعرض المزدوج للألم، والتوافق بين العذاب العقلي والعذاب الجسدي، في اِرتباط وثيق بالفكر الشرقي». وقال رئيس لجنة نوبل أندرس أولسون للصحافيين: «إنّ تعاطف الكاتبة هان كانغ مع حياة الضعفاء، والنساء في كثير من الأحيان، ملموس، ويُعزّزه نثرها المشحون بالاِستعارات، إنّها تمتلك وعيًا فريدًا بالعلاقة بين الجسد والرّوح، وبين الأحياء والأموات، ومن خلال أسلوبها الشِّعري والتجريبي، تُعتبر مبتكرة في مجال النثر المُعاصر».
من جانبها، قالت آنا كارين بالم، العضوة في لجنة نوبل للآداب: «إنّ القُرّاء الذين لا يعرفون هان كانغ عليهم أن يبدأوا بقراءة رواية (الأفعال البشرية) الصادرة عام 2014، فهي قصة مُؤثرة للغاية ومُروعة في بعض الأحيان، لأنّها تستندُ إلى حدث تاريخي يتعلق بمذبحة قتلَ فيها الجيش في كوريا الجنوبية عام 1980 أكثر من 100 طالب ومدني كانوا يُطالبون بالديمقراطية وحقوق الإنسان، وفيها اِستخدمت كانغ هذه القاعدة التّاريخية بطريقة خاصة جداً، حيثُ تُظهر كيف يتشابك الأحياء والأموات دائماً، وكيف تبقى هذه الأنواع من الصدمات في السكان لأجيال. إنّ ما كان فعّالاً بشكلٍ خاص في هذا الكِتاب هو نثرها الرقيق والدقيق للغاية، والّذي يُصبح في حد ذاته قوّة مُضادة لهذا الضجيج الوحشي للسلطة».
للإشارة، وُلدت هان كانغ في 27 نوفمبر عام 1970 في مدينة غوانغجو بكوريا الجنوبية، قبل أن تنتقل مع أسرتها إلى العاصمة سيول في سن التاسعة. تنحدر من أسرة أدبية، إذ كان والدها روائياً مشهوراً. إلى جانب الكتابة، اِهتمت هان كانغ بالفن والموسيقى، وهو ما اِنعكس على إنتاجها الأدبي. بدأت مسيرتها الأدبية في العام 1993 بنشر مجموعة من القصائد في مجلة «الأدب والمجتمع». وظهرت للمرة الأولى في النثر عام 1995 من خلال مجموعة قصص قصيرة بعنوان «حب يوسو»، لتواصل بعد ذلك تقديم العديد من الأعمال الأدبية، وأبرزها روايتها الشهيرة «النباتية» التي كُتِبَت في ثلاثة أجزاء، وصدرت عام 2007. وعن ذات الرواية أي «النباتية»، فازت العام 2016، بجائزة مان بوكر الدولية، وقد تُرجمت إلى الإنجليزية لأوّل مرة عام 2015 بواسطة ديبورا سميث. وتتناول «النباتية» الآثار العنيفة التي قد تواجهها امرأة تُقرر رفض الاِنصياع لمعايير تناول الطعام. من أبرز أعمال هان كانغ الأخرى: «الكِتاب الأبيض»، و»الأفعال البشرية»، و»الدروس اليونانية».
تمّ تحويل كتابين من كُتُب هان كانغ إلى فيلمين، وهما «النباتية» في عام 2009، من إخراج ليم وو سيونغ، و»الندوب» في عام 2011، من إخراج نفس المخرج. وتُعد روايتها «يداك الباردتان» التي صدرت عام 2002، والتي تحمل آثاراً واضحة لاِهتمامها بالفن، نتاج مخطوطة تركها نحات مفقود مهووس بصنع قوالب جبسية لأجساد النساء.
نوّارة/ل