الخميس 21 نوفمبر 2024 الموافق لـ 19 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

مهرجــان وهــــران جمــع العــــرب سينمـائيـــــا: الفيلم السعودي «مندوب الليل» يفتك الوهر الذهبي

اختتمت أول أمس بفندق الميريديان، فعاليات الطبعة 12 لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، في أجواء خيمت عليها الأوضاع التي تعيشها المنطقة وغزة على وجه التحديد، حيث توشح الكثير من الحضور الكوفية الفلسطينية وتعالت الهتافات المرددة «تحيا فلسطين»، كما تناولت عديد الأفلام التي عرضت قضايا الحرية والأرض والإنسان، وتطرقت إلى التوترات الحاصلة في بلدان عديدة، وكيف يتحلى البشر هناك بسلاح الأمل لأجل الاستمرار والانتصار.
عرفت سهرة ختام مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، تكريم الفنان المصري فتحي عبد الوهاب، الذي أشرف على تأطير ورشة للتمثيل بالمسرح الجهوي عبد القادر علولة، شاركت فيها مجموعة من الشباب الذين استفادوا من تجربته ومعارفه الفنية، كما تم تكريم الفنانة فضيلة حشماوي، صاحبة التجربة الكبيرة في المسرح، وهي فنانة رافقت علولة وسيراط وآخرين، ولها عدة أدوار في أعمال تلفزيونية.
وقال محافظ الطبعة 12 الفنان عبد القادر جريو في نهاية الحدث، إن إشرافه على مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، كان له وقع ومميز بالنسبة له كفنان وكإنسان، وإنه سعيد جدا لأن الفعاليات نجحت رغم كل الظروف الصعبة التي يعيشها الوطن العربي، حيث ساهم في ذلك إصرار ومحبة الجميع وراء هذا النجاح، معلقا بأنه سعيد بعودة التظاهرة التي يتمنى لها الاستمرارية.
وأردف، أن المهرجان منحه فرصة للقاء قامات سينمائية عربية مهمة، كانت له معها نقاشات حول الأحلام و الطموحات وواقع السينما والمشاكل التي تواجه هذه الصناعة، فالمهرجان حسبه، ليس فقط محطة لعرض الأفلام، بل موعدا للقاءات والصداقات والعلاقات الإنسانية.
تتويـــج ثلاثـــي للجزائــر
وكان للأعمال الجزائرية حظ وفير من جوائز المهرجان، حيث نال فيلم «أرض الانتقام» للمخرج أنيس جعاد، ثقة لجنة النقاد التي منحته جائزة أفضل فيلم ، كما تحصل الفنان سمير الحكيم وهو بطل العمل، على جائزة أحسن دور رجالي، علما أنه العرض العالمي الأول للفيلم الذي يتناول قصة جمال، رجل خرج من السجن بعدما عوقب على جريمة لم يرتكبها، فوجد المتاعب في انتظاره، ليقرر العودة إلى مسقط رأسه ويستصلح أرض أجداده لكن الرياح هبت بعكس التيار و جرفته المشاكل والصراعات القديمة بعيدا عن هدفه، فوجد نفسه يخوض معركة لم يحسب حسابها و يدفع ثمن ثأر قديم لا ناقة له فيه ولا جمل.
كما تحصلت الجزائر على جائزة ثانية ضمن فئة أفضل فيلم وثائقي قصير، عن فيلم «طحطوح» للمخرج محمد والي، الذي تسلم جائزته من الفنانين جميلة عراس ومصطفى لعريبي.
قصة الفيلم تتحدث عن سكان منطقة «أفيغو» بأعالي برج بوعريريج، وتعود بالزمن إلى 29 سنة ماضية، حيث قرر الناس مغادرة منازلهم وذكرياتهم بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة والخوف من الإرهاب، لكن عمي حسان البالغ 59 سنة رفض مغادرة القرية أين قضى كل حياته.
السينما السعودية تفتك الجائزة الكبرى
وعادت الجائزة الكبرى لمهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في طبعته 12، للفيلم السعودي الطويل «مندوب الليل» للمخرج علي الكلثمي، الذي افتك الوهر الذهبي.
قصة هذا العمل تعكس واقعا يعيشه كثيرون، حيث تدور الأحداث حول رجل ثلاثيني أعزب مضطرب وتائه في زحام مدينة الرياض، بعدما فقد وظيفته وأصبح يعمل في توصيل الطلبات للبيوت ليلا، ما أوصله إلى مرحلة نفسية جعلته يتخلى عن مبادئه في عالم لا يفقه فيه شيئا.
من جانبه، ظفر المخرج اليمني عمرو جمال، بجائزة الوهر الفضي، عن فيلمه الطويل «المرهقون»، وسبق للمخرج عقب عرض الفيلم، أن قال إن أحداث القصة واقعية و أثرت في نفسه فقرر نقلها إلى العالم، وهي قصة تصف المعاناة اليومية للمواطن اليمني بسبب الحرب والاضطرابات الأمنية مثلما أوضح عمرو جمال.
جائزة «الوهر البرونزي» سافرت بدورها إلى بغداد، حيث نال المخرج سهيم عمر خليفة، التقدير نظير فيلمه «ميسي بغداد» وهي قصة الطفل حمودي، الذي يعشق كرة القدم ويريد أن يصبح مثل ميسي اللاعب الشهير، فيجتهد لأجل تحقيق أمنيته رغم الحرب التي مزقت بغداد وبترت رجله، فيشحذ الطفل عزيمة ويصر على ممارسة الكرة ليبلغ مراده يوما.
وتحصل الفيلم الأردني «إن شاء الله ولد» للمخرج أمجد رشيد، على جائزة أحسن ممثلة والتي عادت للفنانة منى حوا، وأدت الممثلة المتوجة دور سيدة تفقد زوجها فجأة فتنقلب حياتها بعد تهديد أخ زوجها لها بأخذ المنزل، إلى أن اهتدت إلى حيلة التظاهر بالحمل لتكسب الوقت حتى تجد حلا.
أشرف على إعلان الجوائز الفنان المصري محمود حميدة، الذي حضر المهرجان منذ الافتتاح وكان من بين المكرمين، وقد صرح في كلمة ألقاها خلال السهرة النهائية، بأنه معجب بجمهور السينما في وهران، ووصفه بالرائح جدا، وذكر أنه لمس طيبة غير مسبوقة في أهل المدينة، فحتى من كانوا يجهلون اسمه وصفته كانوا يعاملونه بطيبة ولطف وعفوية وابتسامة عندما يخرج للتسوق رفقة ابنته، مضيفا أنه تفاجأ بذلك و قد كانت فرحته كبيرة عندما تعرف إليه شاب في الشارع وطلب أن يأخذ صورة معه، أما بخصوص المهرجان، فأكد أن له أهمية قصوى في السينما العربية، مثمنا عودته بعد سنوات من الانقطاع، مؤكدا أنه سوف يعود إلى وهران وإلى المهرجان.
جائزة صنف الأفلام القصيرة تذهب إلى تونس
توج الفيلم التونسي «ليني أفريكو» بالجائزة الكبرى للأفلام الروائية القصيرة، وهو عمل للمخرج مروان لبيب، يعالج قضية استغلال القصر في رحلات التهريب بالجنوب، واعتبر الفيلم رسالة للأولياء لحماية أطفالهم من قبضة عصابات التهريب. وقال المخرج عند استلامه للجائزة، إنه سعيد جدا بأول تتويج له في مسيرته الفنية التي تحصي ثلاثة أفلام، وأن للتتويج نكهة خاصة لأنه من الجزائر و في مهرجان وهران.
سوريا ومصر تفوزان بجائزتي الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة
كما كانت جائزة أحسن فيلم وثائقي طويل، من نصيب المخرج السوري ياسر كساب، عن فيلمه «مطاردة الضوء المبهر»، وتعذر على المخرج الحضور بسبب الظروف التي تعيشها بلاده. كما عاد التنويه الخاص في هذا الصنف، لفيلم «الكابيتانة» للمخرج التونسي سانسا حسام، فيما اختارت لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية القصيرة، أن تمنح جائزتها لفيلم «نحن بحاجة لمساعدات كونية» للمخرج أحمد عماد من مصر، و منحت ذات اللجنة تنويها خاصا لفيلم «ترانزيت» للمخرج العراقي باقر الربيعي، وتنويها خاصا للفيلم الموريتاني «والدك على الأرجح» للمخرجين الأخوين طلبة.
وشارك المتوجون فرحتهم مع الممثل الإيطالي «مارسيلو فونتي» صاحب السعفة الذهبية في مهرجان «كان» 2018 .
لجنة النقاد تنوه بـ «اختيار مريم»
منحت لجنة تحكيم النقاد كذلك، تنويها خاصا للفيلم المصري الطويل «اختيار مريم» للمخرج محمود يحيى، وهو عمل درامي من نوع الكوميديا السوداء، يحكي قصة أسرة تعاني من أزمة مالية شديدة، فتتلقى ابنتها مريم عرضا مغريا من شخص كانت تقوم بتمريضه يطلب منها أن تساعده على الموت الرحيم مقابل مليون جنيه، ووسط هذا الإغراء تدور أحداث تبرز أن مشكلة الأسرة ليس المال فقط وإنما أمور أخرى أكبر.
حسني يعود في سهرة الختام
وكانت سهرة اختتام الطبعة 12 لمهرجان وهران، قد استهلت بأغاني المرحوم الشاب حسني، رمز أغنية الراي الرومانسية وعندليب وهران الذي اغتالته أيادي الإرهاب قبل 30 سنة. وأعاده الشاب بلال الصغير سهرة الخميس، أداء مقتطفات من أشهر ما غنى حسني، كما أطرب الجمهور بإحدى أغانيه المشهورة «راني متوحشها» والتي تفاعل معها الجمهور كثيرا.
يذكر، أن سهرة الافتتاح كانت مختلفة وطربية نشطتها سلطانة الطرب الفنانة فلة عبابسة، بينما طاف هواري بن شنات بالحضور في شوارع الباهية من خلال أغنية «أرسام وهران» التي شاركه أداءها المايسترو قويدر بركان.
بن ودان خيرة

قالوا عن المهرجان

الناقد المصري طارق الشناوي
الجمهور الوهراني كان نجم التظاهرة


قال الناقد السينمائي طارق الشناوي، إن مهرجان وهران السينمائي كان متنوعا بفضل برمجة عدة تظاهرات لضمان استمرار الحركية طول عمر الفعالية، وأثنى كذلك على نوعية الأفلام المعروضة، مؤكدا بأن الجمهور كان بطل ونجم الطبعة بفضل وفائه للشاشة الفضية، وتوافده على قاعات السينما ومشاركته في النقاشات التي كانت تدار عقب عروض الأعمال السينمائية.
واعتبر المخرج، أن هذا التفاعل دليل على أن الجمهور لم ينقطع عن المهرجان في فترة الغياب، بل كان ينتظر الموعد بشغف، مضيفا أنه يتمنى أن تبادر محافظة التظاهرة إلى دعم بعض المشاريع السينمائية التي تحمل اسمها، وذلك اقتداء بتجارب ناجحة بعض المهرجانات الدولية التي وإن لم تكن كبيرة جدا، إلا أنها تمكنت من تمويل العديد من الأعمال السينمائية.

الممثل الإيطالي «مارسيلو فونتي»
أشعر بالرغبة في إنجاز عمل فني في الجزائر

أشاد الممثل الإيطالي «مارسيلو فونتي» بالجزائر وشبابها المفعم بالطاقة والحيوية، وقال إن هذا الحماس جعله يفكر في إنجاز عمل فني سينمائي في الجزائر.
وأكد الفنان، أنه وجد حفاوة كبيرة وحظي بتكفل جيد منذ وطأت قدماه هذه الأرض، حيث جاء بكل حب ليكون ضيف سهرة اختتام مهرجان وهران السينمائي، و قال إنه شعر بطاقة إيجابية كبيرة تغمره، لأن الجميع في وهران وفي المهرجان مفعمون بهذه الطاقة المبهرة التي أيقظت داخله شعلة منطفئة منذ مدة.

الناقد ابراهيم العريس
الورشات إضافة ثقافية وأكاديمية إيجابية للمهرجان


عبر الناقد السينمائي اللبناني إبراهيم العريس، عن سعادته بحضوره مهرجان وهران، وإشرافه على تأطير ورشة النقد السينمائي التي احتضنتها كلية الآداب والفنون بمجمع عبد المالك مرتاض، بجامعة وهران 1.
وأبرز، أن برمجة مثل هذه الورشات خلال فعاليات المهرجان تعطي إضافة إيجابية أكاديمية و ثقافية وهذا ما يحبذه هو شخصيا، لأنه من المهم أن يلتقي الأكاديميون مع المشاركين في المهرجانات وصناع السينما، وأضاف أنه يفكر دائما في ضم الأكاديميين إلى عالم السينما، لأن أفكارهم مهمة جدا للمشتغلين في الفن السابع مضيفا، أن الطلبة الذين حضروا الورشة هم مكسب للمهرجان وللأفلام والسينما، مشيرا إلى أن النقد السينمائي هو «ما يبقى في الذهن بعد أن ننسى ما شاهدناه».

المخرج الجزائري رشيد بوشارب
سعدت بالأجواء الحماسية التي سادت المهرجان


عبر المخرج رشيد بوشارب، عن فرحته بعودة مهرجان وهران الذي سبق له وأن حضر فعالياته في طبعات سابقة، وتحدث عن رضاه عن مشاركته في تأطير ورشة تمويل الأفلام على المستوى الدولي.
مشيدا، بالأجواء الحماسية التي طبعت فعاليات الدورة 12، ومعتبرا أنه على الشباب السينمائي أن يركز على الفكرة وأن تكون مقنعة وتحمل قصة قوية وأساسا متينا، وهذا ما يجذب انتباه الممولين خاصة وأن طرق الحصول على تمويل للأفلام متعددة اليوم، ومنها المنصات الرقمية، و المساعدات الحكومية، و الشراكات الدولية. من أشهر أعمال المخرج الجزائري رشيد بوشارب «أيام المجد» الذي حصل على جائزة أفضل تمثيل رجالي في مهرجان كان سنة 2006، «الخارجون عن القانون» و»لندن ريفر».

الممثل الجزائري نصر الدين جودي
نملك أفلاما ولكننا نفتقد لصناعة سينيماتوغرافية


أشاد الفنان الجزائري نصر الدين جودي، بعودة مهرجان وهران للسينما بقوة في الطبعة 12، خاصة وأنه عرض عدة أعمال تم إنتاجها خلال فترة الغياب، مما أثرى المشهد السينمائي الذي يعرف تطورا كبيرا في بلادنا بفضل المهرجانات المتعددة للسينما. وقال الفنان، إن هناك مخرجين ومنتجين جزائريين ينجزون أفلاما محترمة تعالج عدة قضايا، مع ذلك فإن هناك غيابا لصناعة سينيماتوغرافية بمعناها الحقيقي في بلادنا، إذ عرج للحديث عن الفيلم الثوري «حامي الصحراء» الخاص بالبطل الشهيد سي الحواس، والذي توقف تصويره منذ فبراير الماضي، داعيا إلى ضرورة بعثه لأنه لم يتبق من تصويره سوى 25 دقيقة ليكون جاهزا.
بن ودان خيرة

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com