افتتحت مساء أمس الأول، فعاليات الطبعة 18 للمهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي، بقاعة العروض الكبرى لدار الثقافة مولود معمري بمدينة تيزي وزو، بإشراف من السيدة حسيبة قاسي، مديرة تنظيم وتوزيع الإنتاج الثقافي والفني، كممثلة لوزيرة الثقافة والفنون الدكتورة صورية مولوجي، إلى جانب والي الولاية
و بحضورشخصيات فنية.
وأكدت وزيرة الثقافة والفنون، في كلمة قرأتها نيابة عنها السيدة حسيبة قاسي: "إن المهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي يعد من أهم المهرجانات على مستوى ولاية تيزي وزو، عرف نجاحا كبيرا منذ إنشائه، ويندرج ضمن المبادرات الهادفة إلى ترقية الموروث الثقافي وكذا النهوض بالسينما الجزائرية بالتعبير الأمازيغي، وتشجيع الإبداع الفني وإثراء المنتوج الثقافي".
وجاء في نص رسالة وزيرة القطاع «أن ما سيميز هذه التظاهرة الثقافية في طبعتها 18 تحت شعار الفيلم في صميم الثورة، هو تزامنها مع الحدث التاريخي الهام المتمثل في الاحتفالات بالذكرى 70 لاندلاع الثورة التحريرية المجيدة، والمصادفة للفاتح من شهر نوفمبر،وهو تاريخ لثورة مجيدة وشعب عظيم و تاريخ بطولة مفعم بدلالات الكفاح والنضال، ومعطر أيضا بروح التضحية والعطاء حيث قررت محافظة المهرجان أن تختار هذا الشعار الذي يليق بهذا الحدث المميز و يكون فرصة لتكريم أحد أسماء وعمالقة الإخراج السينمائي الجزائري المخرج الكبير والمنتج بلقاسم حجاج».
من جهته، أكد والي تيزي وزو السيد جيلالي دومي، أن المهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي الذي ستمتد فعالياته على مدار خمسة أيام كاملة، عاد بعد غياب طويل بحلة جديدة وفي مناسبة تاريخية ليعطي رسالة قوية تعكس الوحدة الوطنية وروح التآخي بين الشعب الجزائري وتثمين مكونات الهوية الوطنية.
كما أشار محافظ المهرجان المخرج عمار تريباش، إلى أن التظاهرة عادت بعد خمس سنوات من الانقطاع بفعل جائحة كوفيد19، والأحداث الأليمة التي عاشتها غزة، مؤكدا أنه مادام هناك مؤلفون وممثلون ومخرجون يعملون بكل صدق حتى ترتقي الثقافة الجزائرية، وما دام هناك من يحميها أيضا، فإن ثقافتنا ستتطور يوما بعد يوم كما عبّر.
وأكد تريباش، الطبعة التي اختير لها شعار «الفيلم في صميم الثورة»، ستهدى إلى روح كل الذين كافحوا وناضلوا وضحوا بحياتهم من أجل محاربة المستعمر الفرنسي الغاشم، لتبقى الجزائر حرة وسيدة للأبد، واعتبر المهرجان فرصة للقاء بين السينمائيين من مخرجين لممثلين وغيرهم، ومناسبة لتبادل الخبرات والتجارب، آملا أن يعرف نجاحا مثل الطبعات السابقة.
«فورولو» يفتتح برنامج العروض
وافتتحت الطبعة 18 للفيلم الأمازيغي، والتي ستتواصل إلى غاية 30 أكتوبر الجاري، بعرض الفيلم الطويل «فورولو» للمخرج علي بركنو، المقتبس عن رواية «ابن الفقير» الصادرة سنة 1950 للكاتب الجزائري مولود فرعون.
تحكي القصة، عن شخصية فورولو وطفولته القاسية التي عاشها بين أسرة فقيرة كراع في قريته الجبلية بأعالي تيزي هيبل، بمنطقة بني دوالة، قبل أن يصبح مدرسا.
وقد شهد افتتاح المهرجان تكريم المخرج السينمائي بلقاسم حجاج الذي أنتج العديد من الأفلام السينمائية الجزائرية، على غرار فيلم «لالة فاظمة انسومر»، و«ماشاهو» وغيرها من الأعمال الأخرى. المخرج من مواليد سنة 1950، سافر إلى أوروبا بداية السبعينيات واستقر في بلجيكا، أين درس السينما في معهد بروكسل وتخرج عام 1977، وتحصل على شهادة الإخراج، ثم عمل في الإذاعة والتلفزيون البلجيكي الناطق بالفرنسية حتى سنة 1978، وقبل عودته إلى الجزائر، أكمل أطروحة الدكتوراه في «الشفهية والصورة» تحت إشراف جان روش، وذلك بجامعة باريس العاشرة.
وبعد عودته إلى الجزائر، عمل في الإذاعة والتلفزيون الجزائري وأخرج فيلمه القصير الأول عام 1982،
"لا غوت" ونال عنه الجائزة الأولى في مهرجان أميان السينمائي الدولي، خلال نفس السنة، تلته أربعة أفلام تلفزيونية، «لو بوشون» ثم «بوزيان القلعي» عام 1983 الذي حصل بفضله على جائزة فينيسيا جينتي، في مهرجان البندقية السينمائي سنة 1984، كما أخرج فيلم «جيلالي القطاع» عام 1984 والخمسة عام 1988 .
ومن 1985 إلى 1991، قام بتدريس السينما في المعهد الوطني لعلوم الإعلام والاتصال بالجزائر العاصمة، وعاش في بروكسل لفترة (1994-2000) دون أن يتوقف عن التصوير، كما أنشأ شركته الخاصة «ماشاهو للإنتاج» في نهاية التسعينيات، مما أدى إلى توسيع نطاق أعماله، حيث يعتبر أيضا ممثلا وكاتب سيناريو.
في سنة 1995، أنتج وأخرج فيلمه الطويل الأول في منطقة القبائل، «مشاهو»، والذي أعقبه فيلمه الطويل الثاني «المنارة» (الذي تم اختياره في المنافسة الرسمية في مهرجان قرطاج الدولي 2004 وفيسباكو 2005). كما أنتج وأخرج فيلمين وثائقيين «انفجر قوس قزح» (فيلم روائي طويل، 1998) و«امرأة تاكسي إلى سيدي بلعباس» (فيلم وثائقي، 2001)، إلى جانب مسلسلين للتلفزيون الجزائري «طاكسي المجنون» (مسلسل كوميدي، تم بثه في رمضان 2005) و«هكدا ولا كتار».
في سنة 2007، تم انتخابه رئيسا للجمعية الجزائرية للمديرين المحترفين الجزائريين، وفي سنة 2014، أخرج فيلما روائيا عن واحدة من الشخصيات التاريخية في المقاومة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، لالة فاظمة نسومر (1830-1863)، التي لعبت دورها الممثلة الفرنسية اللبنانية ليتيتيا عيدو، ثم عمل كمنتج في أول فيلم كوميدي موسيقي في الجزائر مع المخرج دحمان أوزيد. سامية إخليف