دعا أدباء و باحثون و أساتذة من عدة جامعات عالمية، إلى مزيد من الدراسات و البحوث التي تتناول ما وصفوه بالظاهرة الإبداعية التي أخرجت كاتب ياسين من الحيز الجغرافي المحدود إلى العالمية، و جعلت منه من بين كبار المؤسسين للأدب المغاربي المكتوب باللغة الفرنسية التي كانت الوسيلة الوحيدة التي مكنت الكاتب من الغوص في أعماق المجتمع الكولونيالي و التأثير فيه، و مواجهة الاستعمار بلغته، مستمدا إرادته من جذوره التاريخية و الشعبية المليئة بالأحداث و الثراء الثقافي و الأدبي، الذي حاول الاستعمار النيل منه و تحييد الأمة الجزائرية عنه في إطار خطة للتغريب و القضاء على الهوية العربية و الإسلامية و الأمازيغية لهذه الأمة التي أنجبت الكثير من الأدباء و الشعراء و الروائيين، الذين أسسوا للأدب المغاربي الذي ظل عرضة للنسيان و حتى الإنكار.
و قال محمد سعد برغل بأنه من المؤسف أن يبقى الأدب المغاربي محصورا في حيز جغرافي ضيق،
و عاجزا عن المنافسة على الصعيد العالمي بسبب هذا الإنكار و العزوف و حتى النسيان الذي طال كبار الأدباء الجزائريين من أمثال مالك حداد و كاتب ياسين الذي قال عنه بأنه كان متفردا في كل شيء، في المسرح و الرواية و الشعر و القصة و الحكاية الشعبية المليئة بالرمزية و التحدي.
و أوضح محمد سعد برغل و متدخلون آخرون في المنتدى، بأن رواية نجمة عمل إبداعي متفرد يرقى إلى العالمية و المنافسة على جائزة نوبل للآداب، إذا وجد هذا العمل الأدبي المميز من يأخذ به و يقدمه للمنافسة على الجائزة التي يحلم بها كل أديب و عالم و باحث في مختلف مجالات العلوم و الآداب.
و يرى المتدخلون في المنتدى بأنه يتعين على الهيئات الحكومية في الدول المغاربية تبني المسعى المشروع إلى جائزة نوبل، مؤكدين بأنه يوجد الكثير من الأدباء في المغرب العربي من يستحقون المزيد من الاهتمام
و الدعم لمواجهة المنافسة القوية التي يفرضها أدباء العالم على لجنة نوبل للآداب، معتبرين رواية نجمة لكاتب ياسين بمثابة مشروع واعد للمنافسة و إبراز مكانة الأدب الجزائري و المغاربي على الساحة العالمية.
و تميز اليوم الأخير من المنتدى بمداخلات مكثفة لأدباء و باحثين من تونس و الجزائر و فرنسا و إيطاليا، تناولوا كلهم بالدراسة و التحليل رحلة كاتب ياسين مع الإبداع و الترحال للقاء كبار زعماء العالم و أدبائه،
والدفاع عن الشعوب المضطهدة في آسيا و إفريقيا
و الوطن العربي، حيث التقى القائد الفيتنامي الثائر هو شي منه و كتب عن القضية الفلسطينية و رحلة الحج و عن المستضعفين و العمال و الحب و المأساة و الحرية، و تجسد ذلك بوضوح في رواية نجمة و الرجل ذو النعل المطاطي و مسرحية محمد خذ حقيبتك و مسحوق الذكاء و مناجاة. و قالت الباحثة الفرنسية «جوال ديليستوال» بأن كاتب ياسين عرف كيف يستخدم اللغة الفرنسية كأداة للتحرر من الاستعمار و من كل ما يراه قيدا، مضيفة بأن اختيار اللغة الفرنسية لا يعني الاغتراب عند كاتب ياسين، فقد عرف كيف يوظف هذه اللغة للغوص في أعماق الأسطورة الشعبية و حكايات الأجداد و مآسيهم و أحلامهم.
فريد.غ
