دعا المشاركون في ندوة حول « صناعة الكتاب، ديناميكية المقاولة والحاجة الثقافية للجالية» التي نظّمتها النقابة الوطنية لناشري الكتب « سنال »، بقاعة المحاضرات الكبرى في إطار برنامج الدورة 27 من صالون الجزائر الدولي للكتاب، إلى ضرورة تشريح مكامن الخلل في عالم الكتاب بالجزائر، لبعث صناعة حقيقية للكتاب.
وفي هذا الصدد اعتبر رئيس النقابة الوطنية لناشري الكتب أحمد ماضي، أن الوقت قد حان، لفتح نقاش وطني حول صناعة الكتاب في الجزائر، بمشاركة الخبراء والمثقفين والفاعلين في المجتمع وكل القوى الحية، مبرزا بأن الناشرين يواجهون تحديات كبيرة منها التكنولوجيا الحديثة التي باتت تهدد دور النشر.
ويعتقد الخبير الاقتصادي عبد القادر بريش في مداخلته المعنونة بـ «الواقع الاقتصادي لصناعة الكتاب «، أن هذا الموضوع شائك ويندرج في الاقتصاد الثقافي والكل يتفق على أنه أصبح رافدا من روافد التنمية الاقتصادية، مضيفا أننا نجد أنفسنا أمام معادلة متعددة المتغيرات ولعل المحدد الرئيسي لها هو محدّد الهمّ الفكري.
كما أكد عمر هارون أثناء تدخله أن صناعة الكتاب، عملية متكاملة ويكفي أن نتخيّل تحويل الكتاب المطبوع إلى عمل سينمائي أو تلفزيوني، فكم سيجني الناشر من عائدات. وأوضح السيد هارون في تدخله حول « الابتكار في صناعة الكتاب »، أن أضعف حلقة في سلسلة صناعة الكتب هي الناشرون الذين يشتكون من غلاء أسعار الورق وعدم توفّرها، ناهيك عن ضعف الجودة في المنشورات، خاصة من ناحية الشكل، مضيفا أن المقروئية موجودة في الجزائر، والتحدي هو كيف نوصل الكتاب إلى القارئ وكيف نروّج لهذا المنتوج الأدبي، متسائلا « أين نحن من الكتب الصوتية وأين نحن من الكتب الرقمية؟ » لأنّها إشكاليات يجب أن تُطرح حتى نجد الحلول لها مستقبلا. أما السيد ياسر مزياني من المركز الوطني للكتاب، الذي أكد مداخلة حول «واقع صناعة الكتاب في الجزائر »، فاعتبر أن مشكلة الكتاب بالجزائر، تتمثل في غياب المكتبات، معتبرا أن هذه أكبر معضلة تواجهها الجزائر، ناهيك عن ارتفاع أسعار الورق التي باتت تؤرق الناشرين. وخلال لقاء مهني آخر حول «رهانات الكتاب العربي والإفريقي» دعا مهنيو النشر والكتاب، إلى دعم صناعة الكتاب وتشجيع الترجمة في البلدان الإفريقية والعربية بهدف مواجهة التحديات الكبرى للنشر في عصر الرقمنة.وفي هذا الصدد اعتبر رئيس اتحاد الناشرين العرب، محمد رشاد، أن النشر في الدول العربية «ضعيف» إذ يتراوح عدد إصداراته ما بين 75 ألف إلى 85 ألف عنوان جديد سنويا، حسب دراسة حديثة بذات الاتحاد، ما يعكس – كما قال - ديناميكية نشر «ضعيفة» في العديد من الدول العربية.وبعد أن أشار إلى أن ثمة تراجع واضح في إصدار كتب خاصة بالأطفال و القصص القصيرة و الكتاب الأكاديمي و العلمي، أبرز المتحدث وهو ناشر أيضا أن الحجم الإجمالي لصناعة النشر في البلدان العربية لا يتجاوز 4 مليار دولار.
من جهته، أكد رئيس المنظمة الوطنية لناشري الكتب، مهند الجهماني، أن «صناعة الكتاب تواجه العديد من التحديات، خاصة اللغوية، في البلدان الإفريقية».
كما دعا هذا الناشر الذي أشار إلى تراجع مكانة اللغة العربية في بعض البلدان الإفريقية إلى « تعزيز تدريس هذه اللغة و إلى تشجيع الترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الإفريقية».
من جانبها، دعت الكاتبة، سامية بوحراتي، إلى تشجيع ترجمة الأعمال المنشورة في أفريقيا و الدول العربية من أجل إعطاء رؤية واسعة لصناعة الكتاب في المجالات كافة، داعية إلى دعم الكتاب و النشر باعتبار أن الكتاب يمثل «محركا للانفتاح على الثقافات و المعرفة».
ع.أسابع