شهد اليوم السابع من صالون الجزائر الدولي للكتاب، أمس الأربعاء، على غرار الأيام السابقة، توافدا كبيرا للزوار، على مختلف أجنحة المعرض خصوصا الطلبة والباحثين الجامعيين القادمين من مختلف أنحاء الوطن للإطلاع و اقتناء آخر الإصدارات، في عديد التخصصات، وقد بدا لافتا أن الإقبال على كتب القانون وكتب علم النفس وتطوير الذات، وحتى الكتب التي تتناول قضايا التاريخ والذاكرة الوطنية، كان كبيرا، وهو ما أكده عدد من الناشرين الذين زارت النصر أجنحتهم.
وخلال جولة « النصر » بين دور النشر الجزائرية والعربية على وجه الخصوص في الصالون سجلنا، إقبالا لافتا من طرف الطلبة والباحثين والأساتذة على الكتب الجامعية والمتخصصة، وبشكل كبير على جناح دار ‹«عصير الكتب»لاسيما من طرف طلبة أقسام علم النفس.
وفي هذا الصدد ذكر أحمد فاروق المدير التنفيذي، لهذه الدار أن « عصير الكتب» و منذ تأسيسها قبل عشر سنوات، تشارك في صالون الجزائر الدولي للكتاب للمرة الخامسة على التوالي بتشكيلة متنوعة، من الإصدارات الجديدة العربية منها والمترجمة، والتي تتنوع بين كتب علم النفس و التربية وتطوير الذات، سعيا لتعزيز الثقة بالنفس، إضافة إلى الكتب التاريخية وكتب العلوم الاجتماعية والرواية العربية والمترجمة إلى اللغة العربية.
وأشار بالمناسبة إلى أن كتب علم النفس وتطوير الذات تعد من بين الكتب التي يتم الإقبال عليها بشكل «قوي» يوميا، مبرزا أن الدار تتوفر على جمهور كبير في الجزائر.
وخلال لقاء لنا بعدد من الزوار أكدت نوال وهي طالبة بقسم علم النفس بجامعة الجزائر 2 أنها تجد ما تريده من عناوين هذا الجناح، خاصة أن بعضها يعرف – كما ذكرت - ندرة في المكتبات الخارجية وحتى مكتبة الجامعة، إضافة إلى أن السعر غير مرتفع مقارنة ببعض الأجنحة الأخرى.من جهته أكد الكاتب الصحفي نجم الدين سيدي عثمان صاحب دار النشر « نسمة» أن كتب الصحة النفسية والغذائية وتلك التي تحث على التحول إلى ممارسة الرياضة والعادات المفيدة والإيجابية، تلقى رواجا كبيرا في طبعة هذا العام من صالون الكتاب، على غرار « تين شوكي » و ‹«حياة حلوة بلا سكر»، التي أصدرتها دار « نسمة » وهي دار جزائرية.
وخلال تنقلنا إلى جناح منشورات « أقلام هادفة» قال مسؤول المبيعات إن هذه الدار التي تشارك بسلسلة من الكتب و المؤلفات، لقي جناحها إقبالا كبيرا على الإصدارات المختلفة في مختلف التخصصات، لاسيما كتب علم النفس وعلوم التربية ، مبرزا في هذا الصدد أن إقبال الطلبة، على وجه الخصوص كان كبيرا لاسيما على الكتب المتعلقة بمشكلات الأطفال السلوكية والتربوية والتي استقطبت أيضا – كما ذكر - اهتمام الأساتذة وحتى الأولياء.
وأكد ممثل المبيعات في هذه الدار أن جميع الكتب في جميع المجالات متوفرة وتشهد إقبالا واسعا وسعرها في متناول جميع الطلبة، مقارنة بدور النشر الأخرى، حيث لا يتعدى سعر الكتاب الواحد ألف دينار.
وفي جناح « دار الجامعة الجديدة »، المصرية، أكد صاحب الدار عبد المنعم كامل أن إقبال طلبة الجامعات وخاصة طلبة الدراسات العليا والدكتوراه والأساتذة على جناحه «معتبر»، ويؤكد حرص القارئ الجزائري على الاطلاع واقتناء الإصدارات الجديدة، مهما كلفه السعر، مشيرا إلى أن الدار دخلت بحوالي 100 إصدار جديد، بينها إصدارات في مجال القانون لأساتذة جزائريين من جامعات الجزائر 1 و 2 وأيضا من جامعات البليدة وتيارت ومستغانم وتلمسان.
وأشار بذات المناسبة إلى أن الدار أصدرت إلى اليوم ما لا يقل عن 15 إصدارا متعلقا بشرح القانون الجزائري وأغلبها رسائل دكتوراه.من جهة أخرى أكد بهجت قاسم صالحة، مدير دار «هاتريك» للطباعة والنشر والتوزيع العراقية، التي تشارك للمرة الأولى في معرض الجزائر، أن إقبال الطلبة والباحثين وخاصة طلبة الدراسات والدكتوراه ، والأساتذة وحتى بعض المثقفين، على كتب القانون كان شديدا ومنذ افتتاح هذه التظاهرة.كما أكد بدوره أحد مسؤولي المبيعات في دار « بغدادي» الجزائرية أن إقبال الطلبة والباحثين والأساتذة وغيرهم على اقتناء كتب القانون « ملفتا»لا سيما الطبعات الجديدة المحيّنة والمتضمنة التشريعات القانونية الجديدة على غرار قانون العقوبات.
إقبال متزايد على الكتب التي تتناول قضايا التاريخ والذاكرة الوطنية
شكل كتاب التاريخ مطلبا للكثير من زوار الصالون الدولي الحالي للكتاب، والذي تتواصل فعالياته هذا الخميس في يومه الثامن، وخصوصا من طرف الباحثين وطلبة الجامعات والثانويات، والمهتمين بالتاريخ القادمين من مختلف أنواع الوطن.
وبدا واضحا أن الاهتمام كان حول الكتب التي تتحدث عن الثورة الجزائرية والحركة الوطنية، حيث أكد عديد أصحاب دور النشر التي شاركت بأعداد متفاوتة من الإصدارات في هذا التخصص أنهم لمسوا إقبالا كبيرا من القراء على الكتب التي تتناول تاريخ الحركة الشعبية وثورة أول نوفمبر وقضايا الذاكرة الوطنية وحتى على مذكرات وسير المجاهدين.
وفي هذا الصدد ذكر مستشار مديرية النشر للمؤسسة الوطنية للاتصال النشر والإشهار «أناب»، حسان غراب، للنصر أن القارئ الجزائري شغوف ومهتم كثيرا بالكتب التي تتمحور حول تاريخ الجزائر، مبرزا أن موضوع التاريخ والذاكرة يكتسي أهمية خاصة في بحث هذا القارئ عن جديد الكتب الصادرة كل سنة.
وبعد أن أشار إلى أن المؤسسة تحرص كل سنة على إصدار كتب تصدر متنوعة التخصصات والمجالات من أجل تلبية اهتمامات القراء تشمل أيضا التاريخ، لفت إلى حضور مؤلف تاريخي جديد بالجناح بمناسبة الصالون هو «جرائم فرنسا في الجزائر .. 1830- 1847» لكريمة آيت دحمان، تكشف فيه جرائم جديدة للاستعمار الفرنسي.كما حرص ديوان المطبوعات الجامعية بمناسبة صالون الكتاب على المشاركة بـ 160 عنوانا جديدا، بين ورقية وأيضا إلكترونية يمكن تحميلها من على منصة الديوان «اقرأ»، وهذا في شتى التخصصات من بينها التاريخ.
ومن بين العناوين التي تتناول قضايا التاريخ والحركة الوطنية في هذا الجناح نجد «أرز الونشريس، من ذكريات الحرب» لمحمد بوديبة، و«دراسات في الحركة الوطنية والثورة الجزائرية» لحميدي أبو بكر الصديق.من جهته، أفاد مدير منشورات «الحبر»، امحند اسماعيل، أن الجمهور الجزائري متعطش للاطلاع على الكتب التاريخية التي تتعلق بالذاكرة، ومذكرات الفاعلين التاريخيين، وموضوع الثورة التحريرية، مشيرا إلى أنه وحرصا منها على تلبية تطلعات القراء، تعمل دار الحبر على ترجمة نصوص تهتم بالتاريخ الجزائري، من بينها، مؤلفين للمؤرخ الراحل عبد المجيد مرداسي، من الفرنسية إلى العربية، هما «50 مفتاحا للخمسينية» و«الحكومة الجزائرية المؤقتة»، وكذا إصدار مؤلفات أخرى في هذا السياق، منها كتاب لعبد النور كرمان بعنوان «حفيظ كرمان (سي مالك) .. من حركة الطلبة إلى الثورة في ألمانيا الفيدرالية».
كما حرصت دار النشر « القصبة» على المشاركة في صالون الكتاب بـ 17 عنوانا جديدا وهي عناوين تتعلق أساسا بقضايا التاريخ الجزائري، باعتباره من الموضوعات التي ما تزال – كما ذكر ممثل الدار - سعيد سبعون، تثير اهتمام وانشغال القراء، خاصة منهم الشباب الذين أبدوا شغفا بهذا النوع من المؤلفات التي تتناول قضايا الذاكرة الوطنية
وفي جناح دار «الحكمة»، لصاحبها أحمد ماضي، ازدانت رفوف المعرض بإصدارات تاريخية بالعربية والفرنسية، من بينها «مواقف الدول العربية من القضية الجزائرية 1954- 1962» لمريم صغير، و«الحاج أحمد باي في الشرق الجزائري، رجل دولة ومقاوم 1830- 1848» لبوضرساية بوعزة، إلى جانب مؤلفات المؤرخ الراحل محمد العربي الزبيري.
كما أكد ممثل دار «المعرفة العالمية»، محمد لمين لولمي ، الكتب التي تشارك فيها الدار في مجال التاريخ تحظى بإقبال كبير من قبل الزوار، خاصة – كما ذكر - كتاب«آثار العلامة عبد الحميد بن باديس».
قصر المعارض: عبد الحكيم أسابع