السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق لـ 21 جمادى الأولى 1446
Accueil Top Pub

محامية ''سعادة عربان'' فــاطمة الزهراء بن براهم تكشف: رفـع دعوييــــن ضــد الكاتب كمـــال داود و زوجتــــه

* بن براهم: ماكــرون هو من ضغط لنشر رواية «حوريات»
أعلنت المحامية، فاطمة الزهراء بن براهم، أول أمس الخميس، عن رفع دعوى قضائية أمام محكمة وهران، ضد الكاتب كمال داود، وزوجته بسبب استغلاله في كتابه الأخير «حوريات»، قصة الحياة الشخصية لضحية الإرهاب، سعادة عربان، التي كانت تعالج لدى زوجته، دون إذن منها و تعديه الصارخ على قيم و ذاكرة الشعب الجزائري.

وفي ندوة صحفية، نشطتها بالجزائر العاصمة، أوضحت السيدة بن براهم، أن الكاتب كمال داود:»سرق شخصية موكلتها وقصتها وكلامها ونشر رواية «حوريات» دون أي اعتبار لمعاناتها و ما سببه لها ذلك من ألم، مؤكدة أنها أودعت شكوى ثانية لدى ذات المحكمة، باسم المنظمة الوطنية لضحايا الإرهاب، وجمعية المفقودين خلال العشرية السوداء، ، «لأن الكاتب حاول في عمله وبأسلوب دنيء تشويه صورة الجزائر و قيمها النبيلة، والمساس بتاريخ شعب كامل وبذاكرته» على حد تعبيرها.
وبعد أن أشارت إلى أن النجاح الأدبي الذي حققه المعني و فوزه مؤخرا بجائزة «غونكور» الفرنسية بعد أن ترشح لها بهذه الرواية، كان على حساب مأساة الكثيرين، أكدت السيدة بن براهم، أن محكمة وهران قد قبلت الدعوى المرفوعة ضد الكاتب المزدوج الجنسية كمال داود، وزوجته طبيبة الأعصاب، يوم 18 نوفمبر الجاري، وأن متابعتهما تمت بثلاث تهم وهي ‹› تناول قصة الضحية بدون إذن ‹› و›› انتهاك الحياة الشخصية ‹› و ‹› سرقة الملف الطبي لموكلتها››.
وأوضحت المحامية بهذا الصدد، أن قضية الحال المرفوعة بحر الأسبوع المنقضي لدى محكمة وهران، تخص أيضا زوجة الكاتب التي كانت الطبيبة المشرفة على الوضع النفسي للضحية عربان، مؤكدة أن المتهمة استغلت التفاصيل التي تحصلت عليها و وزودت بها زوجها، ليتم توظيفها في عمله الأدبي وهو ما يعد إفشاء للسر المهني.
وبعد أن كشفت بأن الملف الطبي الخاص بموكلتها الذي أودعته لدى طبيبتها - زوجة كمال داود - تم إخفاؤه بما يعني أنه «تعرض للسرقة بنية مبيتة»، مستنتجة بأن»داوود وزوجته وراء الجريمة»، أبرزت بن براهم، أن الإفشاء والكشف عن التفاصيل المتعلقة بالوضع الصحي للضحية، أمر يعاقب عليه القانون باعتباره سرا مهنيا، كما أنه يمس أيضا بأخلاقيات المهنة، مبرزة أن الضحية رفضت وبشكل قاطع في وقت سابق طلبا للمعنيين بنشر ما تعرضت له في مؤلف أدبي، أو بأي شكل من الأشكال الأخرى.
وبحسب عضوة هيئة الدفاع، فإن الدعوى التي تم رفعها لفائدة موكلتها سعادة عربان، ضد كمال داود وزوجته، تستند إلى «قانون العقوبات الذي يدين إفشاء السر المهني» بالنسبة للأطباء كما جاء في المادة 301 التي تنص على عقوبة تصل إلى الحبس ستة أشهر، وإلى المادة 46 من قانون المصالحة الوطنية، التي تنص على أن عقوبة السجن تصل إلى خمس سنوات ضد كل من يستعمل، من خلال تصريحاته أو كتاباته أو أي عمل آخر، جراح هذه المأساة الوطنية».
ملابـسات القضية
وحول ملابسات القضية، أشارت بن براهم خلال ذات الندوة التي حضرتها الضحية وزوجها، إلى جانب السيدتين فليسي وفحصي من جمعيتين لضحايا الإرهاب، إلى أن علاقة موكلتها بعائلة داود تعود لسنة 2015، عندما قررت سعادة، أن تستعين بأخصائي نفساني لمساعدتها على الخروج من أزمتها الناتجة عن التراجيديا التي عاشتها في طفولتها، بسبب المجزرة التي اقترفها الإرهاب في حق أفراد عائلتها في إحدى قرى ولاية تيارت.
وأشارت، إلى أن الضحية توجهت إلى طبيبة مختصة في الأمراض العقلية والنفسية بإحدى المؤسسات الصحية بولاية وهران، التي تبين فيما بعد أنها زوجة الروائي كمال داود، فقدمت لها ملفها الطبي، ووثائقها وكشفت لها عن جسدها وكل أسرارها ومواجعها.
وفي هذا الصدد، لم تتردد السيدة بن براهم، في أن تطلب من الضحية خلال الندوة الصحفية، الكشف عن وشم أسفل رقبتها من الخلف تكلم عنه كمال داود في روايته، وكذا عن الجروح وآثار تعرضها للذبح من الوريد إلى الوريد التي ذكرها الكاتب في مؤلفه، فضلا عن تقديم صور فوتوغرافية للعمليات الجراحية التي خضعت لها سعادة أثناء رحلة علاجها، وغيرها من الأدلة التي كشفتها أمام عدسات الكاميرا لتأكيد تطابق كل هذه الدلائل مع كل مع ما جاء في رواية ‹› حوريات››.
بن براهم، وخلال تطرقها لأدق التفاصيل في قصة سعادة عربان، منذ الاعتداء الإرهابي الجبان عليها وعلى أفراد عائلتها، ولم تكن تتجاوز ست سنوات من العمر، كشفت بأن الوزيرة السابقة للصحة زهية منتوري ( توفيت سنة 2022)، تكفلت بعلاج الضحية منذ أن تبنتها، وتابعت علاجها في أرقى المستشفيات خارج أرض الوطن، كما وفرت لها حياة كريمة.
وذكرت، بأن الوزيرة الراحلة رفضت طلبا تقدم به كمال داود من أجل نشر قصتها، أو أي تناول إعلامي لهذه القصة المأساوية.
غير أنه ومباشرة بعد وفاة الأم المتبنية السيدة منتوري، تلقت السيدة سعادة حسب بن براهم دعوة من طبيبتها زوجة كمال داود، في 2015، إلى منزلها لشرب القهوة بحكم علاقة الصداقة التي تجمع ابن الضحية بابن داود، الذي كانت سعادة تدربه على الفروسية، باعتبار أنها تمارس هذه الرياضة منذ صغرها ولديها عدة تتويجات في هذا النشاط الرياضي.
وأشارت المحامية، إلى أنه خلال هذه الدعوة التقت السيدة سعادة بكمال داود، وعرض عليها كتابة قصتها في رواية وتحويلها لعمل تلفزيوني مقابل حصولها على عائد مادي بالعملة الصعبة، يمكنها من شراء منزل في إسبانيا، ‘’إلا أن سعادة رفضت العرض’’.
وأعربت بن براهم، عن استنكارها لما روجه كمال داود من شائعات في روايته، مدعيا أن موكلتها (سعادة) أنجبت طفلها بطريقة غير شرعية، إلا أن المحامية أكدت أن موكلتها ارتبطت بزوجها بعقد زواج شرعي وحملت وأنجبت بطريقة شرعية مؤكدة، بأن زوجها الذي حضر معها الحصة التلفزيونية التي كشفت للرأي العام عن قصتها، هو اليوم لسانها الذي تنطق به، مشيرة في ذات الوقت إلى أن ابن الضحية تعرض بسبب افتراءات كمال داود «لهزة نفسية ووصل به الأمر إلى التشكيك في هويته’’.
محـامون من دول أخرى تطوعوا للــدفاع عن الضحية
وحول كيفية اكتشاف القضية، أوضحت السيدة بن براهم، أن ذلك حدث مباشرة بعد صدور الرواية مشيرة إلى أنها تعرضت لصدمة عند قراءة تفاصيلها، ومن هنا دخلت في رحلت بحث عن الضحية كما ذكرت، إلى أن تم التواصل معها.
كما أفادت أن موكلتها، وبمجرد صدور الرواية، علمت من مقربين منها أن مضمون الكتاب يحكي بالتفصيل قصة حياتها، فقامت بمراسلة زوجة كمال داود، غير أن هذه الأخيرة أخبرتها أن الرواية لا تتعلق بقصتها على الإطلاق وأحضرت لها نسخة منها بتوقيع الكاتب.
لكن الضحية قررت رفع قضية أمام المحكمة و أوكلت مهمة الدفاع عنها «لي شخصيا»، مؤكدة أن العديد من المحامين الفرنسيين ومن عدة دول حول العالم أبدوا استعدادهم لأن يتأسسوا للدفاع عن السيدة سعادة.
وفي ردها عن سؤال حول سبب رفع الدعوى القضائية في الجزائر وليس فرنسا، أكدت المحامية، أن الأمر يتعلق بوقائع حدثت في الجزائر، وأن الكاتب لا يزال يحمل الجنسية الجزائرية بالرغم من أنه اكتسب مؤخرا الجنسية الفرنسية رفقة زوجته.
وبخصوص القضية الثانية التي رفعتها لفائدة موكلتيها، السيدتين فليسي وفحصي في انتظار التحاق جمعيات وطنية أخرى لرفع دعوات مماثلة، ضد كمال داود، ذكرت «إن هذا الكاتب يريدنا أن ننسى حرب استعمارية شنيعة على بلادنا دامت 132 سنة، كما يريد في المقابل تسليط الضوء على العشرية السوداء وكل ما تحمله من آلام، من وجهة نظره التي يقدمها على أساس أنها حرب أهلية رغم كونها ليست كذلك، فقد كانت حربا ضد المؤسسة العسكرية وضد السلطة، استُخدم فيها الشعب كرهينة».
وتشتبه المحامية، في أن الروائي كمال داود، حصل على الجنسية الفرنسية وحتى في ضم اسم زوجته في صدارة قائمة للّاجئين حتى تتحصل على منصب عمل بسهولة، «بطريقة غير شرعية بمساعدة أطراف فرنسية نافذة»، معتبرة «أن ذلك جاء كمقابل لخيانته لوطنه الأم وبيعه له».

وقالت عضو الدفاع، إن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هو من ضغط على المؤلف لإصدار روايته، نقلا عما قالته لها صديقة مقربة من داود.
وأشارت، في ذات الوقت إلى أن أربعة من الأعضاء الذين يشكلون لجنة تحكيم جائزة «غونكور» الشهيرة التي تحصل عليها عن هذا العمل الأدبي، الذي يوجد في قلب فضيحة، هم أعضاء كانوا رفضوا منح كمال داود الجائزة، من أصل 10 أعضاء يطالبون اليوم بإعادة الاجتماع ومراجعة قرار اللجنة، بعد التصريحات التي أدلت بها سعادة، لأن أول شرط لجائزة «غونكور» أن تكون القصة وهمية وليست واقعية ولا تمس بكرامة وشرف الأشخاص أحياء كانوا أم أموات، وهذا ما لم يحترمه داود.
من هي "سعادة عربان "
السيدة سعادة عربان، هي ناجية من جريمة إرهابية قضى فيها كل أفراد أسرتها خلال العشرية السوداء، وتعرضت بدورها للذبح وكان عمرها لا يتجاوز ست سنوات، ما أفقدها صوتها، ودخلت في رحلة علاج لتجاوز الأهوال التي عاشتها ويبدو أنها تمكنت من ذلك إلى حد ما، وتزوجت عن حب من رجل عرفته خلال الدراسة في الثانوية، قبل أن تظهر قصتها في رواية استفاد كاتبها كمال داود من دعم لوبيات يمينية فرنسية، وظفته في هجومها على الجزائر.
وظهرت السيدة عربان، مؤخرا، في عدد خاص من برنامج ‹› كيما كان الحال ‹› للصحفي يونس صابر شريف، على شاشة القناة التلفزيونية ‹› وان تي في ‹› ، إلى جانب زوجها في بيتهما بوهران، وهو ما تناولته ‹› النصر ‹› في عدد الأحد 17 نوفمبر الحالي.
وقد فجرت السيدة عربان، هذه القضية للمرة الأولى عندما سردت قصتها بالفرنسية وهي تضع أنبوب تنفس، و كشفت أنها كانت تعالج لدى زوجة الكاتب كمال داود، التي هي طبيبة أعصاب وأن علاقتها توثقت بها، إلى درجة أن ابنيهما صارا صديقين.
وأظهرت خلال ذات البرنامج، رواية ‹›حوريات›› ممهورة بتوقيع الكاتب وهو يُحييها على شجاعتها، فيما يشبه اعتراف منه باستغلال قصتها في روايته.
وأشارت المتحدثة، إلى أن زوجة الكاتب هي التي حملت إليها الرواية، وعندما جرى بينهما الحديث عن عائداتها قالت أن زوجة داود، حاولت إغراءها بالعائدات المالية التي ستستفيد منها من تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي، وهو على ما يبدو مشروع قيد التنفيذ لكن الضحية قالت، إنها ترفض بيع القصة التي سبق لأهلها رفض استغلالها إعلاميا، مشدّدة على أن القصة قصتها والماضي ماضيها وأن داود استغل مأساتها للحصول على المال، وفوق ذلك يشوه سمعتها على حد تعبيرها.
وأظهرت، المتحدثة خلال ظهورها الأول أوجه التشابه بينها وبين بطلة الرواية، منها محاولة الإجهاض والأوشام على جسدها وإدارتها لصالون حلاقة وهوايتها للفروسية وعلاقتها الصعبة مع والدتها، مؤكدة أن الكاتب أخذ كل التفاصيل مما كانت تسرده على طبيبتها في جلسات العلاج، لأن الشخص الذي لم يعش التجربة لا يمكنه كما قالت، أن يكتب عنها بالطريقة التي كتب بها في الرواية ، وأنه ليس من حقه أن يفعل ذلك.
وقالت، إنها ستخوض معركتها حتى النهاية، وأنها سترد على داود بكتاب تسرد فيه قصتها الحقيقية، من أجل ابنها كي يعرف ما عاشته والدته، مشيرة من جهة أخرى أن الاضطرابات التي كانت تعاني منها عاودت الظهور منذ شروعها في قراءة الرواية، وهو ما أكده زوجها، الذي كشف بأنها فقدت الشهية وعانت من الأرق والصداع وهي تقرأ الرواية.
للإشارة، فإن بطلة رواية كمال داود، ناجية من مجزرة إرهابية، تعرضت فيها للذبح، وفقدت صوتها جراء تضرر حبالها الصوتية، تروي قصتها لجنينها، وحاول الكاتب في تصريحاته أن يربط بين فقدان صوت البطلة، ومحاولة الجزائر الرسمية فرض قانون الصمت على مرحلة الإرهاب، وأبعد من ذلك اعتبر مطالبة الجزائر فرنسا بالاعتذار عن جرائم الاستعمار محاولة للتغطية على هذه الفترة.
عبد الحكيم أسابع

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com