الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

في مجموعة جديدة اختارت لها عنوان "تعالي الخط"

الفنانة التشكيلية صفية زوليد تستنطق جمال الحروف
عادت الفنانة التشكيلية صفية زوليد بعد انقطاع لفترة عن عالم الألوان بمجموعة جديدة مغايرة عن تلك التي تعوّد عليها متابعوها، حيث اختارت هذه المرة الخوض في عالم الحروف الأبجدية العربية التي ألبستها حلة تبعث على التأمل.
الفنانة تحدثت للنصر عن مجموعتها التي شاركت بها مؤخرا في معرض بقسنطينة و التي اختفت فيها النظرات الحائرة و صور الألم و عوضتها الحروف و سحر الخط لكن بدلالة معاصرة، مثلما قالت، مؤكدة بأن أعمالها الجديدة تعكس نضجا فنيا أكبر، نتاج تجربة طويلة في الحياة و في عالم الفن التشكيلي.
صفية زوليد التي تنتمي إلى الجيل الثاني من الفنانات التشكيليات اعتبرت تجربتها الجديدة بمثابة مرآة عاكسة لبحثها الدائم عن الذات الفنية المتجددة، و الطامحة لتجسيد إبداع أكثر نضج و عمق نظر و هو ما حاولت إبرازه في مجموعتها الموسومة"تعالي الخط"الذي أرادت التعبير من خلاله حسبها عن حاجة المرء في مرحلة معيّنة من حياته إلى السمو و الارتقاء بذاته، فيصبح أقرب من المتصوّف  المتأمل و الفيلسوف لأن نظرته للحياة تتغيّر مع تطوّره.
و في شرح سريع لبعض لوحاتها التي تألق فيها الحرف العربي، ذكرت بأنها اختيارها لم يكن اعتباطيا و إنما عن قناعة، فكل حرف مثلما قالت يحمل من الدلالة الفنية و الاجتماعية و النفسية ما يوحي بترجمات و تفسيرات عديدة.
زوليد قالت بأنها لم تكتف برسم الحروف و إنما دعمتها بأشكال هندسية و بشكل خاص المرّبع لمنحها فضاء تعبيريا أكبر لا تحدده الأطر، و شبهت حروفها المنسجمة و المتآلفة تارة و المتباعدة و المتحرّكة تارة أخرى بحركة النجوم و الكواكب حول الشمس "كأنها تبحث عن إله سماوي".   
و عن سر اختيارها للحرف العربي و هي التي يغلب على لسانها لغة موليير، أسرت بأنه كان بإمكانها اختيار الحرف اللاتيني، لكن وطنيتها و عشقها للغة القرآن حفزها على اختيار الأبجدية العربية، مؤكدة بأن الحرف أو الخط العربي كان مجرّد حجة لخلق عناصر هندسية  بطريقة معاصرة للتعبير عن الذات، لما تمنحه تلك الحروف من فرصة انتقاء أشكال ذات دلالة كبيرة تفضل في أغلب الأحيان ترك حرية قراءتها و تفسير معناها للمتلقي، رافضة فرض تفسير للوحاتها على أحد و مثلما ذكرت.
و بخصوص حرف الهاء الذي تكرّر في عديد اللوحات، علّقت بأن كل شكل له معنى و رسالة شخصية، مشيرة إلى أن الهاء مثلا قد يوحي للكثيرين بمعنى هو الآخر، لكن بالنسبة لها  الآخر هو الهل، غير أنها فضلت أن يبقى متخف و غير واضح للعيان في أول وهلة لترك مخيلة المتلقي تبحث عن المعنى الحقيقي و تحاول البلوغ إلى المعنى الرئيسي الذي قصدته في عنوان مجموعتها و هو "التسامي"، و ذلك من خلال إخفاء الواو بين باقي الحروف البارزة كلعبة تخفي و مطاردة بين خطوط و حروف اختارت لها ألوانا هادئة تعبّر عن السكون و الراحة و الأمل، ألوان شفافة و "باستيل" قالت أنها تشجع هي الأخرى على الارتقاء لأنها بعيدة عن التباين، إضافة إلى النسيج المتميّز و المرّكب المستوحى من تركيبة الورق القديم التي أضفت على الرسومات غموضا و سحرا، لا يستوعبه أي كان من المتلقين، لأنها تستدعي ذائقة و خبرة فنية معيّنة على حد تعبيرها، باعتبار أشكالها أقرب من طلاسم ليس من السهل فكها و إن كانت تبدو بسيطة و عادية في أول وهلة.
للإشارة فإن صفية زوليد متحصلة على شهادات من ثلاث مدارس متخصصة هي مؤسسة الفنون الجميلة و ورشة الرسم و الألوان و المدرسة الوطنية للفنون الجميلة تخصص ديكور داخلي و المدرسة الوطنية لفنون الديكور بباريس تخصص هندسة و تهيئة و ورشات اللون و الرسم و السيريغرافيا. و قد شاركت في العديد من المعارض الوطنية و الأجنبية و تحصلت على عديد الجوائز المهمة. .             

مريم/ب

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com