أمر والي ولاية تبسة بالانطلاق رسميا في أشغال تهيئة بيت المفكر الجزائري مالك بن نبي، خلال اجتماعه أول أمس مع مختلف الهيئات و المؤسسات و القطاعات، استعدادا لتحويله إلى متحف يضم كل أعماله و مقتنياته.
مسؤول الجهاز التنفيذي أمر خلال اجتماع حول المشاريع التنموية بالولاية أمس الأول بالانطلاق في تهيئة بيت ابن نبي و تحويله إلى متحف، مع إدراج البيت كوقف من الأوقاف التابعة لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف، و كانت شخصيات وطنية ودولية أكاديمية وفكرية وعلمية وسياسية، إلى جانب الباحثين والمبدعين و رجال الأعمال في شتى الميادين بولاية تبسة، قد طالبت السلطات بالتدخل لإيقاف عملية الاعتداء التي يتعرض لها منزل المفكر مالك بن نبي، و بتحويله إلى معلم ثقافي حضاري، بدلا من تدنيسه والتعدي عليه من طرف منحرفين حولوه إلى وكر ، فيما أكد الكثير من أهل تبسة، أن تحركهم هذا لم يكن بهدف إنقاذ هياكل، بيت بن نبي فقط، بل للحفاظ على «الروح» المتمثلة في فكره.
يقع بيت المفكر مالك بن نبي في قلب مدينة تبسة، وبالتحديد في شارع بخوش محمد السدراتي، هذا الأثر المهمل المتهالك ليس ككل البيوت، لأنه شاهد على أحداث قرن حافلة، احتضن فلسفة الحضارة في العصر الحديث، كما ذكره صاحبه في كتابه «مذكرات شاهد القرن»، ليترك لعقود من الزمن بين يدي الإهمال، حيث تم سد نوافذه و أبوابه، لحمايته من استخدامه كمخمرة تمارس فيها أنواع الميسر والرذيلة، إكراما للقيم والتاريخ والمبادئ التي عاش لها مالك بن نبي ومات من أجل الدفاع عنها وتكريسها.
مالك بن نبي نشأ وترعرع بهذا المنزل لبضع سنوات، إلى غاية انتقاله من تبسة إلى فرنسا لمواصلة دراسته، وقد تحوّل الشارع الذي يتواجد فيه ، إلى مكان تنتشر به ظواهر مشبوهة ، الأمر الذي حز في نفوس الكثير من المواطنين في المدينة، فانتفضوا لمطالبة السلطات المحلية والوطنية وكل الجهات التي لها علاقة بالقضية، على تحويله إلى متحف جهوي أو وطني، وعلى الرغم من محاولات بعض الأشخاص من سكان مدينة تبسة و حتى من خارج الوطن شراء بيت مالك بن نبي، إلا أن هناك رفضا بالإجماع من طرف عائلته لبيع المنزل أو التنازل عنه حفاظا على أثر الرجل وفلسفته التي تدرس في كبرى جامعات العالم.
ع.نصيب