نوبــــة قلبية تفتك بالكــــاتب الأمريكي جيم هاريســـــون رحل أول أمس الكاتب والشاعر
و الروائي الأميركي جيم هاريسون عن عمر ناهز 78 عاماً، إثر نوبة قلبية ألمت به في بيته بولاية أريزونا.
هاريسون الذي ولد في 11 ديسمبر 1937، في بلدة غرايلينغ بولاية ميشغان الأمريكية، كتب انطلاقا من تفاصيله اليومية و الحياتية، إذ انعكست حياته بشكل واضح وكبير على كتاباته، و أثّرت في مساراتها، خصوصاً حادثتي فقد مختلفتين، تمثلت الأولى في فقدانه و هو ابن السابعة لعينه اليسرى في حادث أثّر بشكل حاسم على مساره في الحياة و اتجاهه نحو القراءة و الكتابة، و قد قال عن هذا الأمر في برنامج تلفزيوني ذات يوم: «ربما ما كنت لأصبح شاعرا لو لم أفقد عيني اليسرى في صباي. رمتني بنت الجيران بزجاجة مكسورة في وجهي أثناء شجار، رجعت بعدها إلى العالم الحقيقي، و لم أعد».
أما الحادثة الأخرى، فتتعلّق بفقد أبيه و أخته الصغيرة في حادث سير و هو في مقتبل العمر. ما جعل هذه المعاناة تلازم هاريسون في حياته، كما في مشوار كتاباته، التي لم تتخلص من مسحة السوداوية التي ظللت نصوصه الشعرية و السردية في ذات الوقت، رغم أسلوبه الساخر أحيانا في الكتابة.
هذه السوداوية التي لازمت حياته، كما كتاباته، لم تسلبه حاسة الشغف بالجمال و الطبيعة، إذ كان هاريسون، يعشق الطبيعة و الغابات و الأنهار و الجبال، و انعكس ذلك بشكل واضح على معظم أعماله الروائية و الشعرية و القصصية، خصوصاً في رواياته التي ظهرت شخصياتها مسكونة بهاجس القرب من الطبيعة المتوحشة، و أيضاً بحب المخاطرة و شرب الكحول و معاشرة النساء. كما استلهم هاريسون من الهنود الحمر، أساطيرهم وطقوسهم في الصيد و العيش و وظفها في رواياته. و كان في الواقع يحب السكّان الأصليين «الهنود الحمر» الذين عاش بالقرب منهم.
اشتغل لفترة ككاتب سيناريو في هوليوود التي حوّلت روايته «أساطير الخريف» إلى فيلم حقّق نجاحاً عريضاً. بعدها تفرغ للإبداع الأدبي، إذ بدأ مشواره في الكتابة الأدبية و النشر في منتصف ستينيات القرن الماضي و أصدر خمس مجموعات شعرية قبل أن ينتقل إلى الرواية، و لاقت روايته الأولى «يوم جميل للموت» نجاحاً كبيراً. كما ترك بالمُجمل منجزاً إبداعياً كبيراً، ضمّ 14 رواية و 10مجموعات شعرية، إضافة إلى 5 مجموعات قصصية و عدّة مؤلفات في أدب الرحلة. و رغم أن الرواية هي التي كرّست نجاحه وشهرته، إلا أنه كان وفياً للشعر وظل يكتبه حتى السنوات الأخيرة من حياته، و قد قال بهذا الشأن في حوار له: «الشعر يسكنني من الرأس إلى القدمين، وسيظل يسكنني إلى الأبد».
نوّارة/ ل