افتتح مساء أمس وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، فعاليات الأيام الوطنية للمسرح الشعبي بدار الثقافة محمد بوضياف بولاية البرج، و أبرز دور الفرق المسرحية و الشباب الشغوفين بهذا الفن في ايصاله إلى مختلف شرائح المجتمع، و إعطائه رسالة قوية من خلال مفهوم المسرح الشعبي الذي أخرج الفن الرابع من الأبواب المغلقة، و استغل الوزير الفرصة للترحم على فقيد السينما الجزائرية بن يوسف حطاب، الذي وصفه ببهجو السينما الجزائرية.
و قال الوزير أن الكثيرين أحبوا المسرح في عديد من المدن، لكن النكهة التي تقدمها الفرق المسرحية بالبرج مميزة، لكونها تتوفر على طاقات شابة تمتلك الجرأة في تناول مواضيع صعبة و معقدة، كما أنها أخرجت المسرح إلى الشارع، مشيرا إلى أن الولاية جديرة بأن تحتضن مثل هذه الأيام و بأن تعطي فسحة و فرصة لوجوه جديدة تدخل المسرح للأخذ بالتجربة و التوغل في هذا العالم الجميل حسب وصفه.و في التفاتة لتشجيع الفرق المسرحية، قدم الوزير شكره للناشطين، حيث وصفهم بالمواظبين و المصرين على مواصلة كفاحهم للحفاظ على هذا الفن رغم العقبات التي واجهتهم، مضيفا أنهم لم يفشلوا و قدموا الكثير من الأعمال الناجحة، التي يتنقلون بها من مدينة إلى أخرى، كما حيا فيهم روح المبادرة و إيصالهم لرسالة قوية من خلال مفهوم المسرح الشعبي، خاصة و أن الكثير من المسرحيين المعروفين –كما أضاف الوزير- خرجوا من المقاهي و الأسواق و هم يمتلكون الحس و الموهبة، مبديا تشجيعه للمبادرات التي يزيد فيها التفاعل بين عموم الناس و الفاعلين في مجال المسرح، متسائلا عن الجدوى من بقاء الفن الجميل بين أبواب مغلقة.
و قال ميهوبي أن هذه المبادرة هي خطوة متقدمة في سبيل تقريب المسرح كذوق وكفن رابع من عموم الناس خاصة الأطفال، مؤكدا أن مشروع وزارته المستقبلي بولاية البرج و غيرها من الولايات هو تمكين المبدعين من مسرح جهوي يتيح الفرصة أمام المشتغلين في هذا المجال لتطوير أدائهم و تحسين انتاجهم .و أبدى وزير الثقافة تأثره بفقدان الساحة الفنية للفنان بن يوسف حطاب الذي وري الثرى يوم أمس، عن عمر يناهز 86 عاما، و أبرز خصال الفقيد الذي يعد من بين الأسماء الكبيرة التي صنعت بهجة السينما الجزائرية، مضيفا أن الفقيد معروف بهدوئه و طيبته، مذكرا بتكريمه قبل ثلاثة أسابيع بولاية البويرة، و أشار ميهوبي إلى أن الكثير من الفنانين يرحلون في صمت لأن الفنان كالشمعة التي تحترق لا تشعر بها إلا عندما تنطفئ.
وزير الثقافة تحدث عن تحسن واقع الفنان الجزائري، و عن التكفل بعديد الأسماء الثقافية و الفنية من ناحية العلاج، بالإضافة إلى إبرازه لجهود وزارة الثقافة و الديوان الوطني لحقوق المؤلف الذي يقف بحسبه مع جميع الفنانين، حتى الذين لا ينتسبون لهذه الهيئة، مؤكدا أن الجزائر تعتبر من بين البلدان القليلة التي تتوفر على نصوص قانونية و تشريع يحمي الفنانين و يمنحهم الحق في التقاعد و في الرعاية الصحية.
تجدر الإشارة أن فعاليات الأيام الوطنية للمسرح الشعبي التي انطلقت يوم أمس بولاية البرج، ستدوم إلى غاية السابع من أفريل الجاري، بمشاركة عديد الفرق المسرحية على غرار فرقة مسرح التاج المنظمة للتظاهرة و فرقة المسرح الجهوي بعنابة و فرقة البليري من قسنطينة و فرقة الحلقة من سيدي بلعباس و فرقة الأمل سيدي أمبارك و تعاونية «كانفا» و فرقة الموجة بمستغانم و فرق مسرحية من ولايات سطيف بجاية عين الدفلى تيبازة و العاصمة .
و ستتخلل هذه التظاهرة فتح ورشات للتكوين في فن التمثيل مع الأستاذين أمبارك شمالي و جمال قرمي، و إقامة ملتقى حول المسرح الشعبي على مدار يومين كاملين بقاعة المركب الثقافي عائشة حداد.
ع/بوعبدالله
