الاثنين 16 سبتمبر 2024 الموافق لـ 12 ربيع الأول 1446
Accueil Top Pub

أكاديميون و ناشرون للنصر

ترجمة الكتب العلمية الغائب الأكبر في نشاط الباحثين الجزائريين
يعرف نشاط الترجمة في الجزائر تأخرا كبيرا، على غرار ما هو مسجل بالعديد من دول العالم العربي بشكل متفاوت، حيث لا تزال رفوف المكتبات والمعارض تسجل سنويا عددا قليلا من العناوين العلمية المنقولة من لغات أجنبية إلى العربية على يد أساتذة أو باحثين جزائريين، بالرغم من إجماع أصحاب دور نشر و جامعيين على توفر الكفاءات القادرة على إنجاز ترجمات ذات جودة عالية، أما الطلبة و الباحثون، فلا يزالون يواجهون صعوبة مع الإنتاج العلمي المترجم ببلدان المشرق العربي، بسبب ضياعه بين متاهات الاختلاف في المصطلحات المتداولة من قطر عربي لآخر، جراء عدم الاتفاق على استخدام لغة موحدة بعد، في وقت يؤكد البعض، بأن الترجمة يجب أن تدرج في إطار إستراتيجية وطنية.
وقد نقلت النصر آراء بعض الناشرين المشاركين في معرض الكتاب التقني والعلمي بجامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة، بخصوص المشكلة المطروحة بشكل كبير في الوسط الجامعي.
إعداد : سامي حباطي
ممثل دار الكتاب الحديث للنشر
ترجمة الكتب التقنية في الجزائر أقل جودة
اعتبر ممثل دار الكتاب الحديث للنشر والتوزيع بالجزائر، بأن ترجمة الكتب التقنية التي يقوم بها جزائريون، أقل جودة مقارنة بالترجمات التي يجريها أساتذة بالمشرق العربي.
وذكر سيكفالي رشيد للنصر، بأن الجزائر تتوفر على أساتذة و باحثين يتقنون اللغات الأجنبية بشكل جيد، لكن ترجماتهم أقل جودة، مقارنة بالترجمات التي تتم على مستوى بلدان المشرق العربي، على غرار مصر و لبنان، حسبه، حيث أشار إلى أن السبب الرئيسي في تراجع نشاط الترجمة في الجزائر، يتمثل في تقصير دور النشر في تدعيم الباحثين ومنحهم الفرصة لاقتحام هذا المجال، موضحا بأنه يسجل نقصا كبيرا في بعض المؤلفات العلمية المكتوبة بلغات أجنبية، مثل الروسية و الألمانية، أين أكد لنا بأنه واجه في إحدى المرات صعوبة كبيرة في توفير طلبية لجامعة بولاية وهران، بسبب عدم توفر اللغتين المذكورتين في السوق الأوروبية التي يقتني منها الكتب.
وأضاف محدثنا بأن مستوردي الكتب يواجهون صعوبة في تلبية بعض الطلبيات، بسبب عدم استقرار الأسعار، في حين أن أغلب الكتب المتوفرة بالفرنسية والاسبانية، خصوصا بالأسواق الأوروبية، أما بخصوص الجانب العلمي، فقد أكد بأن دور النشر مطالبة بالمثابرة والعمل أكثر من أجل تنميته.
حسب صاحب دار بهاء الدين للنشر و التوزيع
ترجمة بعض الكتب تستغرق سنوات أحيانا
قال صاحب دار بهاء الدين للنشر والتوزيع بقسنطينة بأن الوقت الذي تستغرقه ترجمة بعض الكتب قد يصل إلى سنوات أحيانا، فيما أشار إلى أن المترجمين الجزائريين لا يتقنون جيدا نقل المادة المكتوبة بالعربية إلى لغات أخرى.
وذكر، عبد الحكيم بحري، بأن ترجمة بعض الكتب استغرقت من الدار أكثر من سنتين، على غرار كتاب “الرحلة في تراث المغرب العربي”، فضلا عن رواية أخرى كلفت الدار عمل 9 أشهر، بالرغم من أن حجمها لا يتعدى 160 صفحة، حيث اعتبر بأن عامل الوقت يعد مشكلة كبيرة، مشيرا إلى أن الناشرين اللبنانيين والمصريين أحسن حالا من نظرائهم الجزائريين، لما يملكونه من تقاليد في مجالات الترجمة والنشر، بينما لم يصل الجزائريون إلى إتقان فن التجليد إلا في السنوات الأخيرة، التي أصبح فيها الكتاب الورقي مهددا بالزوال.
وأضاف محدثنا بأن المترجمين الجزائريين يعانون من عجز كبير في الترجمة من العربية إلى اللغات الأخرى، على غرار الفرنسية، بالرغم من أنهم يترجمون بشكل أفضل بكثير نحو العربية، حيث غالبا ما يلاحظ استعمالهم لعبارات ركيكة وكلمات متكررة حسبه، ما دفع الناشرين إلى إضافة مرحلة مراجعة الترجمة إلى العملية، أما بخصوص الشروط القانونية للترجمة، فقد أكد محدثنا بأنه لا توجد عراقيل تستحق الذكر، إلا أن المشكلة تظل في البحث عن المترجمين، حيث يصعب حسبه العثور على أهل الاختصاص المؤهلين لترجمة الكتب العلمية في مختلف المجالات، مشيرا إلى أن الجزائر لديها كفاءات لكنها غير مستغلة، كما أنه توجد أحيانا بعض الصعوبات مع دور النشر التي تملك حقوق الترجمة.
رئيس جامعة عبد الحميد مهري
يجب إدراج الترجمة ضمن الإستراتيجيات الوطنية ذات الأولوية
أكد رئيس جامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة بأنه يجب إدراج نشاط الترجمة، ضمن الاستراتيجيات الوطنية ذات الأولوية، و أشار إلى أنها تشهد نقصا كبيرا في الجزائر.
وأوضح الأستاذ لطرش عبد الهادي، بأن مجموع الترجمات التي أنجزتها الدول العربية مجتمعة منذ سقوط الأندلس، يظل أقل مما تنتجه بعض الدول الأوروبية في هذا المجال، على غرار إسبانيا، حيث اعتبر بأن الترجمة موضوع كبير ويتطلب اهتماما مركزيا، كما يجب، حسبه، أن يدرج في إطار استراتيجيه وطنية تهدف بالدرجة الأولى إلى إيصال وتوفير المعلومة للمواطن، فضلا عن إثراء اللغة الوطنية.
وأضاف محدثنا، بأن المجال مفتوح أمام المترجمين، بالرغم من أن أهل الاختصاص يظلون المعنيون الأوائل بالترجمة العلمية، مشيرا إلى وجود بعض المحاولات في الوقت الحالي، لكنها تظل محدودة، حسبه، حيث تهدف الترجمة إلى المحافظة على ثقافة الأمة والمحافظة على حيويتها العلمية.
صاحبة دار النابلسية لتوزيع الكتاب الجامعي
الترجمــات المشرقيـــة تحتوي على الكثير من الاختلاف في المصطلحـــات
ذكرت صاحبة دار النابلسية لتوزيع الكتاب الجامعي و التقني بعين مليلة، بأن ترجمة الكتب العلمية الجارية بدول المشرق تحتوي على الكثير من الفروق في التسميات و المصطلحات، مقارنة بتلك المتداولة بالجزائر، مشيرة إلى أن أغلب الكتب التقنية المتوفرة باللغة الفرنسية.
و قالت عميرش سلمى بأن مشكلة الترجمة مطروحة منذ عدة سنوات، خصوصا في المجالات العلمية والتقنية، كالإعلام الآلي و الطب وغيرها، أين توجد أغلب الكتب الجامعية باللغة الفرنسية، ما يخلق صعوبة كبيرة لدى الطلبة، لكونهم تلقوا تكوينهم في مراحل التعليم الأولى باللغة العربية، كما أضافت بأن الترجمات العلمية التي يتم إعدادها بدول المشرق العربي، تضم كثيرا من المصطلحات والتسميات غير المعروفة في اللغة العربية المستعملة في الجزائر، و هو ما واجهته دار التوزيع مع بعض العناوين.
وأشارت محدثتنا إلى أن غالبية الكتب الأكاديمية المتوفرة في السوق حاليا، مستوردة من الخارج، مشيرة إلى أن الكتب المترجمة غير موجودة في جميع التخصصات، ولا من جميع اللغات، على حد تعبيرها، فيما يوجد عدد من الأساتذة الذين يحاولون دخول مجال نقل المادة العلمية من لغات أخرى يجب تشجيعهم، حسبها.              

آخر الأخبار

Articles Side Pub
Articles Bottom Pub
جريدة النصر الإلكترونية

تأسست جريدة "النصر" في 27 نوفمبر 1908م ، وأممت في 18 سبتمبر 1963م. 
عربت جزئيا في 5 يوليو 1971م (صفحتان)، ثم تعربت كليًا في 1 يناير 1972م. كانت النصر تمتلك مطبعة منذ 1928م حتى 1990م. أصبحت جريدة يومية توزع وتطبع في جميع أنحاء الوطن، من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب.

عن النصر  اتصل بنا 

 

اتصل بنا

المنطقة الصناعية "بالما" 24 فيفري 1956
قسنطينة - الجزائر
قسم التحرير
قسم الإشهار
(+213) (0) 31 60 70 78 (+213) (0) 31 60 70 82
(+213) (0) 31 60 70 77 (+213) (0) 6 60 37 60 00
annasr.journal@gmail.com pub@annasronline.com