التحـام الـوحشـيـة بـالتجريـديـــة بريشـــة عتيقــة مـعـوش
تحت عنوان «إقلاع» افتتحت الفنانة العصامية عتيقة معوش» في نهاية الأسبوع ببهو دار الثقافة مالك حداد بقسنطينة المعرض الفردي الثاني في مشوارها الفني الفتي، بمجموعة متنوعة ضمت 47 لوحة برزت فيها أطياف من مختلف التيارات التشكيلية.
الفنانة و هي اليوم طالبة حرة بالمعهد الجهوي للفنون الجميلة بقسنطينة، تحدثت للنصر بإسهاب عن أعمالها، مؤكدة بأنها لا تزال في مرحلة البحث عن ذاتها الفنية، خاصة و أنها تمزج بين عدة تيارات اختارت التعبير عنها بقولها «أمزج بين العشوائية و الخيال، و بين الساذج و التجريدي»، مضيفة بأنها تريد الوصول إلى بصمتها الخاصة.
عتيقة معوش التي اكتشفت موهبتها في الرسم بعد وفاة والدها في نهاية 2005، توصلت إلى أسلوب تشكيلي خاص بها، لفت انتباه التشكيليين لقدراتها الفنية، فشجعوها على خوض التجربة بعمق أكبر و نصحوها بالالتحاق بمدرسة الفنون الجميلة، لصقل موهبتها لما بدا عليها من نضج فني واعد.
و سردت الفنانة بأن رغبتها في التعبير عن إحساسها ، حملتها نحو عالم الألوان بعد أن ظنت في البداية أنها مجرّد نزوة عابرة أو خربشات وقعتها تحت تأثير حالتها المزاجية، لكنها سرعان ما اكتشفت ولعها بالفن التشكيلي و تأثرها بأسماء فنية مشهورة و على رأسها الفنانة الجزائرية باية و الفنان محمد إسياخم و الأسطورة الهولندية فان غوخ. التشبث بطبقة واحدة من اللون الصارخ، يجعل أعمال الفنانة الشابة أقرب إلى المدرسة الوحشية و لا تنكر اعتمادها على الألوان القاتمة و استسلامها للأسود و الأحمر و الأزرق، قبل الانتقال إلى انتقاء ألوان أخرى متقاربة، تعبّر عن نفسيتها و أحاسيس اختارت التعبير عنها بالريشة قبل الكلمات و إن كانت قد خاضت مؤخرا تجربة جديدة من خلال كتابة خواطر أوجدت لها مكانا بين لوحاتها المفعمة بالألوان الحزينة.
و من بين أهم اللوحات التي فضلت الفنانة التحدث عنها في مجموعتها المتنوعة، تلك التي تجسدت فيها ملامح أنوثة أرادت التعبير بطريقتها عن رؤيتها الخاصة لواقع النساء بشكل عام، بالإضافة إلى ثلاثيتها التي اختارت لها عنوان «الثلاثية السريالية»، فضلا عن «بيت المروج» التي تظهر تأثرها بشكل واضح بفان غوخ.
أعمال الفنانة، بالإضافة إلى الأشكال الهندسية المتشابكة، تترك المجال للون أكثر للتعبير عن نفسها، فيما تستغل التركيبة التجريدية للتعبير عما يختلج بذهنها. عن تقنيتها، تقول الفنانة، بأنها تميل أكثر لاستعمال الألوان الزيتية و الأكريليك و الألوان الترابية، بشكل خاص لأنها سهلة التطويع، كما أكدت تفضيلها للأحجام الكبيرة، لأنها تمنحها مساحة أكبر للتعبير، و هو ما يعكسه ميلها لرسم الجداريات، و إن كانت معظم أعمالها في معرض «إقلاع» تتراوح بين الحجم الصغير و المتوّسط.
و رغم انطلاقتها المتأخرة، إلا أن الفنانة عتيقة معوش فرضت اسمها في قائمة التشكيليين الواعدين، و من المنتظر أن تشارك في عديد المعارض الجماعية و الفردية هذا العام، حيث سيتوّقع معرضها القادم بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمرأة في الثامن من مارس، بالإضافة إلى معرض آخر بجامعة منتوري و غيرها من المواعيد الفنية الأخرى.
مريم/ب