دور عم ابن باديس انطلاقتي و مسرح قسنطينة يعاني
يرى الممثل الشاب سيف بوكرو أن تجسيده في مسلسل ابن باديس دور عم الإمام الشريف هو بمثابة نقلة وانطلاقة جديدة في مشواره بعد سنوات من العمل في المسرح بالإضافة لمشاركته في عملين سينمائيين، كما عبر أحد أبطال مسرحية «سلالم الظلمة» في حواره للنصر عن أسفه للوضعية التي وصفها بالكارثية و التي آل إليها مسرح قسنطينة.
في البداية نود أن تعطينا لمحة عن مشوارك الفني ؟
أنا من مواليد 23 أفريل 1984 بقسنطينة، علاقتي بالمسرح بدأت منذ بلوغي سن السابعة أين ارتبطت بالنشاطات المسرحية في المدرسة، وفي سنة 2006 التقيت بلخضر بوحفص الذي كان يملك جمعية مسرحية وهو من أمن بقدراتي وشجعني، أما دخولي لعالم الاحتراف من بوابة مسرح قسنطينة الجهوي كان بفضل محمد الطيب دهيمي الذي اقترحني للمخرج عز الدين عبار في مسرحية «الحوات والقصر» في إطار الجزائر عاصمة الثقافة العربية سنة 2007، ومن هنا كانت الانطلاقة وشاركت في 13 مسرحية اذكر منها اللعبة، العرضة، السلم، سباق الحرية، الأجواد، ليلة الليالي، الكلمة، صالح باي، سلالم الظلمة وغيرهم، وعملت كمساعد مخرج لكريم بودشيش في مسرحيتي النائب المحترم وليلة دم، وعملت بجانب نجوم كبار أمثال علاوة زرماني وعنتر هلال وأغلب نجوم الأجيال الثلاثة لمسرح قسنطينة، وشاركت في فيلمين سينمائيين الأول «وقائع قريتي» للمخرج محمد طرايدية و» لالة زبيدة» للمخرج يحيى مزاحم، وشاركت مؤخرا في مسلسل ابن باديس في دور الشريف عم العلامة ابن باديس.
بعد سنوات من العمل في المسرح، كيف توجهت للسينما ؟
للأسف في الجزائر نادرا ما نجد مخرجا تلفزيونيا أو سينمائيا يحضر إلى المسرح، مع أنهم دائما يشتكون من غياب المواهب ويجرون «كاستينغ» لانتقاء الشخصيات، مع العلم أن المسرح هو أبو الفنون وفيه مواهب عديدة، وتوجهي إلى السينما كان سنة 2013 مع المخرج كريم طرايدية في فيلم « وقائع قريتي» وشاركت في دور مناضل أيام الثورة، وفي فيلم»لالة زبيدة» ليحيى مزاحم نلت مساحة أكبر بدور شاب اسمه رفيق ابن لالة زبيدة.
دخولك للتلفزيون كان من بوابة مسلسل ابن باديس، كيف تم اختيارك لأداء دور عم العلامة؟
كان هناك إعلان عن إجراء المخرج عمار محسن كاستينغ لاختيار شخصيات المسلسل، وذهبت إلى دار الشباب في فيلالي أين شاركت ونلت إعجاب المخرج ويومها كنت بالذقن وطلب مني عدم نزعها لأنها تناسب الدور وتم اختياري لتجسيد شخصية الشريف ابن باديس عم العلامة ووالد زوجته يامنة، وهو قاضي وشخصية مثقفة.
بعد اختيارك هل اكتفيت بالسيناريو أم بحثت عن الجوانب الخفية للشخصية؟
الإشكال الأول الذي واجهنا هو شح المصادر حول العائلة الباديسية والدائرة المقربة من العلامة، ومن بين العوامل التي ساعدتني هي معرفتي المسبقة بعبد السلام ابن باديس أحد أحفاد العلامة، والتقيته بأحد مقاهي المدينة وأعطاني معلومات مهمة كما أخبرني بأن قامته مساوية لقامتي بالإضافة لتشابه ملامحي معه.
ما هو تقييمك لدورك في المسلسل وماذا أضافت لك هذه التجربة؟
كأول تجربة تلفزيونية أنا راض عن أدائي وحتى ردود الأفعال بعد عرض المسلسل كانت ايجابية، وبالنسبة للتجربة اعتبرها انطلاقة جديدة ونقلة في مشواري، وهي من تجعل المنتجين والمخرجين يعرفون أكثر سيف بوكرو لأنه كما قلت لك سابقا هم لا يذهبون إلى المسرح.
حدثنا عن تجربتك كمساعد مخرج رفقة كريم بودشيش؟
المسرحية الأولى»النائب المحترم» كانت مسرحية كوميدية وكنت فيها مساعد مخرج متربص، وفي المسرحية الثانية»ليلة دم» وهي تراجيدية كنت مساعد مخرج وكانت لها نظرة نقدية حول فترة مابعد العشرية السوداء و المصالحة الوطنية.
هل ترى أن مسرحية «ليلة دم» هي فاتحة لأعمال أخرى تخص فترة العشرية السوداء؟
مسرحية ليلة دم تحكي في بدايتها عن العشرية السوداء ثم فترة ما بعد المصالحة الوطنية وهو نص جرئ في الطرح وأشجع موقف الكاتب ، وأتمنى أن تكون هناك أعمال أكثر جرأة مستقبلا.
ماهي أبرز المشاكل التي يعاني منها مسرح قسنطينة الجهوي؟
للأسف مسرح قسنطينة يعاني، أيعقل أن تنتج مسرحية ولا تتمكن من عرضها في مناطق أخرى بحجة التقشف؟، أوضاع المسرح تتقهقر يوما بعد يوم وكل شيء يعلق على مشجب التقشف، والأدهى من هذا لا يوجد جيل صاعد يمكنه حمل المشعل مستقبلا، أيعقل هناك ممثلين يعملون لأكثر من 10 سنوات ولا يتم ترسيمهم؟، أنا لست ضد أي شخص لكن يجب أن تعود الكلمة الأخيرة في تسيير المسرح إلى أهل الاختصاص، كما لا توجد رؤية واضحة لبرنامج العمل.
ما هي اقتراحاتك لإعادة مسرح قسنطينة للريادة من جديد؟
يجب أولا أن يكون هناك مشروع مدروس لتسير المسرح، وثانيا يجب أن تكون هناك لجنة فنية على أعلى مستوى لانتقاء النصوص و المخرجين، كما يجب تكوين جيل جديد يحمل المشعل، والأهم من كل هذا أن يكون القرار بيد المسرحيين أصحاب الاختصاص، ومرة أخرى أؤكد أنا لست ضد الأشخاص أو المسيرين إنما ضد طريقة التسيير.
ماهي مشاريعك المستقبلية على المدى القريب؟
سأنتقل قريبا إلى مدينة أورليون الفرنسية لإجراء تربص إخراج في المركز الوطني للفنون الدرامية ، ولدي مشروع مع المخرج حسين ناصف للمشاركة في دور مهم في مسلسل درامي اجتماعي وسنباشر التصوير يوم 27 أكتوبر القادم، ولدي اتصالات متقدمة مع المنتج المصري عظمة الباشيشي منتج مسلسل»ملك روحي» للفنانة يسرا، وبنسبة كبيرة سأنتقل إلى مصر، ولدي أيضا مشروع كتابة رواية.
ماهي طموحاتك المستقبلية؟
طموحاتي كبيرة، أرغب في المشاركة في مسرحيات كبيرة، والسينما أيضا تستهويني بعد المسرح، وما يهمني هو صناعة اسم و الاحتكاك بممثلين كبار، ولدي أمنية أتمنى أن تتحقق وهي المشاركة في عمل مسرحي ضخم يظم الأجيال الثلاثة لمسرح قسنطينة الجهوي.
حاوره: فوغالي زين العابدين