يعرض في الفاتح من نوفمبر

  « بومرداس حضن الحرية» يوثق للمرحلة الانتقالية من عمر الدولة الجزائرية
انتهى المخرج عبد الباقي صلاي  من فيلمه الوثائقي الجديد «بومرداس حضن الحرية» الذي برمج ، حسبما أكد المخرج للنصر،  عرضه الافتتاحي بمناسبة الاحتفال بالذكرى 63 لاندلاع ثورة التحرير ليلة الفاتح من نوفمبر 2017 بولاية بومرداس ( الروشي نوار قديما ) التي كانت مقرا للهيئة التنفيذية المؤقتة التي كان يترأسها عبد الرحمن فارس و التي أشرفت على تسيير المرحلة الانتقالية وتنظيم الاستفتاء المعلن لاستقلال الجزائر.
  صلاي يعود بنا في هذا الفيلم الموثق، لإحدى المحطات التاريخية في حياة الجزائر المستقلة، بالغوص في الأحداث اليومية التي عرفتها فترة تسيير المرحلة الانتقالية من قبل الهيئة التنفيذية المؤقتة،  بين إعلان وقف إطلاق النار بين الحكومة الجزائرية المؤقتة و فرنسا في 19 مارس 1962 ، إلى غاية إعلان الاستقلال في 5 جويلية من ذات السنة، مرورا بتنظيم الاستفتاء الذي خير الجزائريين بين الاستقلال عن فرنسا أو الاندماج فيها في الفاتح جويلية ،حيث تمت،  مثلما قال صلاي،  معالجة نقطتين هامتين صعبتين كانتا في أجندة عبد الرحمن فارس، أولهما العمل على كسر شوكة المنظمة السرية الخاصة  (os)و الثانية تعبئة الجزائريين لقول كلمة الفصل في الاستفتاء الذي كانت كاسحة، مؤكدة لاستقلال البلاد ، حيث رفع رسميا علم الجزائر لأول مرة بالموقع  الذي شيدت فوقه جامعة بومرداس حاليا .
    عن المواقع الطبيعية التي تم بها تصوير لقطات الفيلم الوثائقي بولاية بومرداس التي انطلقت بعد شهر رمضان الماضي إلى غاية شهر سبتمبر،  أوضح المخرج بأنها تمت بمدينة دلس ذات البعد الثقافي الحضاري و الجمالي وسبق لها احتضان الإخوة بربروس، وكذلك بمنطقة زموري، مشيرا إلى التقنية الحديثة «أولترا آ ش دي» (ultra HD) التي اعتمدت في التصوير وهو ما يجعل الصورة جد نقية تفوق بأكثر من 10 مرات الصور التي كان يتم بثها من قبل. أما عن  الوجوه التاريخية التي رصد العمل شهاداتها حول المرحلة الانتقالية التي عايشتها عن قرب، نجد عبد الكريم سرايدي و السعيد حمروش اللذين كان لهما شرف رفع علم الجزائر المستقلة في 3جويلية 6219 ، رفقة منسق الهيئة عبد الرحمن فارس والثالث هو الديبلوماسي الأسبق بغلي جلول الذي كان مدير مكتب و عضو الهيئة التنفيذية الشيخ بيوض،  ليأتي بعدهم الأكاديميون الذي أدلوا بدلوهم في الموضوع، أمثال الأساتذة الباحثين عامر رخيلة، محمد لحسن زغيدي،  مؤمن العمري، عمارة علاوة، الدكتور عبد العزيز فيلالي، المختص في الجرائم الفرنسية، خاصة الحيثية المتعلقة بجرائم المنظمة السرية الخاصة  (os)، ناهيك عن وزير المجاهدين الحالي الطيب زيتوني الذي لم يبخل بجهده وتشجيعه و دعمه اللوجيستيكي للعمل، وكذا والي بومرداس السيد عبد الرحمن مدني فواتيح الذي احتضن المشروع.
     الفيلم الذي يدوم عرضه 60 دقيقة، شكل مناسبة كبيرة لولاية بومرداس، فقد استغلته لإبراز مكنوناتها الثقافية الحضارية  و بالخصوص السياحية التي سيؤتى أكلها فيما بعد.أما عن الصعوبات التي اعترضت العمل، قال عبد الباقي صلاي،  بأنها تمثلت في الحصول على أرشيف تلك الفترة، مشيرا إلى أنه تمكن بطرقه و وسائله الخاصة من الحصول على الخطابات الرسمية لعبد الرحمن فارس ونائبه شكري مصطفاي، و كريستيان فوشي و توظيفها في الفيلم.         صلاي يؤكد بأن هذا الفيلم الذي يبرز مرحلة حساسة من الذاكرة الوطنية، سيعطى له بعده الدولي من خلال النسخ المترجمة التي سيعمل عليها لاحقا. وعن مشاريعه قال الإعلامي المخرج بأن لديه مشروع فيلم حظي بدعم وزير المجاهدين و يفترض أنه كان جاهزا،  لكنه تأخر لظروف قاهرة و يحمل عنوان « كيميائي الثورة «، و يتناول شخصية أول رئيس للحكومة المؤقتة و هو فرحات عباس و سيكون جاهزا للعرض بجيجل بمناسبة ذكرى وفاة هذا الأخير يوم 24 ديسمبر القادم . وهناك مشروع فيلم آخر تحت عنوان « من هنا مروا « و يتناول قادة الولاية الثانية و يوميات زيغود يوسف و لخضر بن طوبال في رحلتهما نحو مؤتمر الصومام، و سيكون جاهزا للعرض في 19 مارس من العام المقبل ،  وآخر مشروع هو فيلم بالشراكة مع أمريكيين، سينطلق العمل فيه خلال نوفمبر المقبل، ليكون جاهزا للعرض في العام القادم.                            إبراهيم شليغم