الخطاب عندما يكون خاطئا فإنّ نظرة الآخر لنا تكون نظرة سيئة
احتضنت قاعة «سيلا» بالجناح المركزي لصالون الجزائر الدولي للكتاب، أوّل أمس الجمعة ، ندوة بعنوان «الإسلام والغرب: نظرات متقاطعة»، في جلسة تحت مسمى «أضواء»، وهذا ضمن نشطات برنامج صالون الجزائر الدولي للكتاب في دورته الــ22. و قد قدم مداخلات الندوة كلّ من كمال شكات، مصطفى شريف، المونسنيور هنري تيسيي، وبوغوسلاف ر. زاغورسكي. و هي من تشيط وإدارة الكاتبة والإعلامية أسماء كوّار. وقد جاءت محاور الندوة لتؤكد أنّ العالم الإسلامي كان في الماضي و لعدة قرون خلت يعتبر الغرب منحصرا في أوروبا ، و كانا يتربصان ببعضهما البعض و يتبادلان ويتحاربان في علاقة كانت دائما مُعقدة. كما أن توسّع الإسلام منذ ظهوره، ثم الحروب الصليبية والإمبراطورية العثمانية... كانت الجوانب العدائية التي تطغى دائما على الإثراء المتبادل، فلا يزال القول على سبيل المثال، بأنّه لولا الحضارة الإسلامية، ما كان للإرث اليوناني أن يصل إلى أوروبا، وأنّ هذه الأخيرة أسسّت نهضتها على التراث المعرفي والعلمي الّذي تركته الأندلس الإسلامية، و يبدو ذلك أمرا مرفوضا ، رغم أن عددا لا يحصى من الباحثين الذين لا ينتمون إلى المنطقة الإسلامية أثبتوه.و أكد كلّ المتدخلين خلال هذه الندوة إلى أنّ الخلفية التاريخية والثقافية، ذات الكثافة التي لم تتضح بعد تماما، بنت العلاقات بين هاتين المجموعتين، مع كلّ ما تنطوي عليه من أحكام مسبقة متبادلة، يغذّيها الجهل ولعبة المصالح. واليوم، ونتيجة للماضي الاستعماري والاعتداءات الأخيرة، أصبح مفهوم الغرب ذاته يحمل دلالة سلبية في العالم الإسلامي، كما نشهد في الجهة المقابلة ظهور أشكال من الرفض والكراهية يصطلح عليها باسم «الإسلاموفوبيا» و تسعى لتبرير نفسها بأعمال إرهابية تدعّي الإسلام.الندوة، جاءت لتؤكد من جهة أخرى، أنّ هناك مشكلة عويصة، وهي مشكلة معرفة الآخر، وأنّ هناك فجوة كبيرة، بيننا وبين الآخر، فنظرة الآخر دائما هي كيف ينظر إلى العربي، وبالمقابل كيف ينظر العربي للآخر. السؤال الإشكالي الذي خرجت به الندوة مفاده ومؤداه «كيف يمكننا معالجة كلّ هذه القضايا الصعبة والشائكة بهدوء وعقل؟ هل يمكن لهذه النظرات المتقاطعة أن تسمح بالتبصّر في الأعماق؟، وكيف كان أثر التعايش». الندوة خلصت في الأخير إلى أنّ الخطاب أو الحوار عندما يكون خاطئا، فإنّه بطبيعة الحال، تكون نظرة الآخر إلينا ، نظرة سيئة. وأنّه من الضروري التوازن بين الثوابت والتحولات، بين الاختلاف واحترام الحق، من أجل فرصة التعايش بشكل جيّد ودون خلفيات تتصادم بيننا وبين الآخر، والعكس بين الآخر وبيننا.
نوّارة/ ل