ابن باديس كان معجبا بالأدب الفرنسي و يواظب على قراءة 37 جريدة عالمية
كشف الدكتور عبد العزيز فيلالي، أمس، عن محتوى وثائق لم تنشر سابقا للعلامة عبد الحميد بن باديس، و هي عبارة عن تقارير سرية للشرطة الفرنسية، التي كانت تدون كل ما يقوم به الشيخ من مراسلات و اتصالات، فقد كانت تصله 37 جريدة من مختلف أنحاء العالم، و كان يكتب للحكومة الفرنسية، و لشخصيات و مؤسسات عربية كجامع الأزهر.
و خلال يوم دراسي من تنظيم كلية العلوم الإنسانية و العلوم الاجتماعية، بجامعة قسنطينة 2، بمناسبة يوم العلم، قدم رئيس مؤسسة عبد الحميد بن باديس الدكتور عبد العزيز فيلالي، محاضرة بعنوان «إصلاحات الشيخ بن باديس التربوية و الدينية و نضاله السياسي على ضوء وثائق جديدة لم تنشر بعد».
و قال الدكتور فيلالي، بأن ابن باديس كان متعدد الجوانب و موسوعة متحركة، حيث عمل في كل الميادين، و كل ميدان طرقه، ترك فيه الكثير من التراث، موضحا بأنه كان صحفيا متميزا و مفسرا قديرا، و عالم فقه، و شاعرا و أديبا، و سياسيا محنكا، و كل هذه الخصال التي كانت موجودة لديه، نماها من خلال قراءاته و اتصالاته بمؤسسات و شخصيات في شتى أنحاء العالم.
و أكد المتدخل، بأن الإمام ابن باديس، كان معجبا بالأدب الفرنسي و بالصحافة الفرنسية التي كان مطلعا عليها و يقرؤها دائما، و هي الأمور التي اكتشفت مؤخرا، من خلال وثائق سرية فرنسية، دونها المكتب السياسي الأمني للشرطة الفرنسية، عرف من خلالها أيضا، أن الشيخ كانت تصله 37 مجلة و جريدة إلى بيته أو مكتبه، من القارتين الأمريكيتين الشمالية و الجنوبية، و من أوروبا و شمال إفريقيا، إضافة إلى الشرق الأوسط، و حتى من الهند.
فقد كان ابن باديس يطلع على ما يدور في العالم من خلال هذه الجرائد، و لذلك كانت ثقافته واسعة جدا، كما يؤكد الدكتور فيلالي، بأن الوثائق السرية الفرنسية، كشفت بأن الشرطة الفرنسية كانت تتبعه في كل ما يقوم به، و تسعى لمعرفة كل ما يأتيه من الخارج، و لذلك نجد كل أخباره و حياته الشخصية، مدونة في هذه الوثائق، التي توضح للسلطة الفرنسية، بأن ابن باديس كان يصنع جيلا يكره فرنسا، و سعت لأن تحذر منه، و تؤكد بأنه يشتغل في الدين، لكن باطن عمله سياسي.
هذه الوثائق التي نشر الدكتور فيلالي جزءا منها في كتاب جديد بعنوان «وثائق و صور للشيخ عبد الحميد بن باديس»، تكشف عن رسائل كتبها ابن باديس لأشخاص و زملاء، و أخرى أرسلها إلى رئيس الحكومة الفرنسية دفاعا عن فلسطين، و كذلك رسائل موجهة لجامع الأزهر بمصر و جامع الزيتونة بتونس.
كما تحدث الدكتور المحاضر، عن محاربة فرنسا لابن باديس، من خلال منع تدريس العربية و التاريخ و الحضارة الاسلامية، غير أن العلامة كان يدرس التاريخ الجزائري و الحضارة الإسلامية، قبل صلاة الفجر، و كان يقول لطلبته «أدرسكم في هذا الوقت المبكر لأن عيون الشياطين نائمة»، و خلال 27 سنة من نشاطه، تمكن من هدم ما بنته فرنسا خلال 100 سنة.
عبد الرزاق.م