دعا باحثون وأساتذة في ملتقى دولي بجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة أول أمس،إلى ضرورة الحد من فوضى الفتاوى الفضائية، ، داعين إلى وضع مواثيق يلتزم بها العلماء و كل من يتصدر للإفتاء عبر الفضائيات، كما انتقدوا نمطية الخطاب الديني و الاعتماد على الوعظ و الاكتفاء بالشيخ المدرس كقائم بالاتصال في غياب لغة الجسد ما أدى إلى ضعف في التأثير.
الملتقى الدولي حول «راهن الإعلام الديني و آفاقه» أول أمس ، أثارت خلاله الدكتورة سعاد رباح من جامعة الأمير عبد القادر ، موضوع الفتاوى الفضائية بين الانضباط و الفوضوية ، و تحدثت عن أهمية الإفتاء لدى المسلمين، لما له من تأثير بارز على سلوك الأفراد ، كما أشارت إلى دور القنوات الفضائية في شد انتباه المشاهد و مدى تأثيرها في الإنسان المعاصر .
المحاضرة أضافت بأن الناظر لظاهرة الفتاوى عبر الفضائيات و المتتبع لواقع حالها ، يجد أن رغم ما فيها من جدوى إلا أن لها الكثير من الإشكالات التي أدت إلى الفوضى ، و التي تستدعي التوقف عندها و إعادة النظر فيها و لتقييمها و وزنها بميزان الشرع، مشددة على ضرورة إصدار مواثيق يلتزم بها العلماء و كل من يتصدر للإفتاء عبر هذه الفضائيات .
من جهته الدكتور محمد قيراط من قسم الإعلام بكلية الآداب و العلوم من جامعة قطر، أوضح في مداخلته التي حملت عنوان «الحوار بين الإسلام و الغرب : الرهانات و التحديات»، أن حمى «الإسلاموفوبيا» زادت، و تضاعفت حملات التشويه و التضليل ضد الإسلام و المسلمين و العرب عن طريق الإعلام الغربي و الشركات الإعلامية و الثقافية العالمية العملاقة التي تمرر، على حد قوله، سمومها من خلال الأخبار و التحليلات و التقارير و الأفلام و المسلسلات و الإنترنت ، في المقابل نلاحظ إعلاما عربيا دون هوية و دون إستراتيجية محددة أو خطة عمل، لمواجهة الحملات الدعائية . و أشار المحاضر إلى أن موقف المسلمين من الغرب بحاجة لأن يتخلص من نظرية المؤامرة و من الأحكام المسبقة و الصور النمطية و فكرة أن الآخر لا نية له للتحاور و التفاهم ، فهم، حسبه، بحاجة إلى أن يهتموا بصناعة الصورة و الرأي العام .
في المقابل تحدث عميد كلية علوم الإعلام و الاتصال و السمعي البصري فضيل دليو ، عن العناصر التاريخية التي تساهم في فهم دور الدين في حياة الناس، إلى جانب العنصر السياسي الذي ارتبطت به في شكل تعزيزي أو تنافري، مؤكدا بأنه تم تفعيل هذا الدور بخطاب ديني عمل على نشر محتويات دينية محضة أو دنيوية في منظور ديني و باتجاهين أفقي و عمودي، و ذلك بالاعتماد على تقنيين في مجال الاتصال و خطباء .
الدكتور بدر الدين زواقة من جامعة باتنة 1 ، إلى موضوع الخطاب الديني و الإعلام « التكامل و التفاعل» ، حيث اعتبر الخطاب الديني أحد مخرجات العملية الدعوية المعاصرة ، وشخص واقعه المعاصر من خلال مجموعة من المستويات الموضوعية، التي ذكر منها الاضطراب في التعامل مع الغيب و الماضي و التراث ، و التركيز على الوعظ و المداخل العاطفية على حساب المداخل الحسية و العقلية، بالإضافة إلى التركيز على الشيخ المدرس كقائم بالاتصال، مما سبب نوعا من التشويش ، و على النمطية في العرض و الإلقاء و غياب لغة الجسد، مما أثر في مستويات التأثير .
أسماء بوقرن