كشف مدرب منتخب أقل من 20 سنة، محمد لاسات أسباب استقالته، بعد الفشل في العودة بتأشيرة التأهل إلى «كان 2023»، موجها في حواره مع النصر، نصيحة إلى خليفته والقائمين على شؤون كرة القدم الجزائرية بضرورة البحث عن كيفية تشييد مراكز تكوين خاصة بالأندية.
إخفاق "الشبان" ليس الأول من نوعه
*في البداية، هل تؤكد خبر استقالتك من منصبك كمدرب لمنتخب أقل من 20 سنة؟
نعم، قررت الاستقالة من منصبي لأنه القرار المنطقي والمعقول، بعد الفشل في المهمة الموكلة إلي والمتمثلة في التأهل إلى «كان 2023»، إضافة إلى أن العقد الذي يربطني بالفاف لم يتبق فيه الكثير، وفضلت الانسحاب مباشرة بعد دورة شمال إفريقيا وإخطار المسؤولين، حتى يكونوا على دراية وبإمكانهم البحث عن مدرب جديد، كما أنه يجب أن لا نكون أنانيين، بل نجتهد للبحث عن المصلحة العامة.
*نفهم من كلامك، بأنك قررت الاستقالة بسبب الفشل في التأهل إلى «الكان» أم ماذا بالضبط؟
بطبيعة الحالة، يجب ترسيخ ثقافة الاعتراف وعندما تفشل في مهمة ما وجب عليك المغادرة، إضافة إلى أنني لم أعد مستعدا للمواصلة، ولا أملك القدرة من الناحية المعنوية، كما تعلمون أتواجد على رأس منتخب أقل من 20 سنة منذ ثلاث سنوات، في وقت لم يعمر مدربون لهذه الفترة، وحققت فيها نتائج مقبولة، لكن الإقصاء الأخير والذي كان من أبرز الأهداف المسطرة، عجل بإعلاني قرار الانسحاب.
*بالعودة إلى الإقصاء من «الكان»، إلى ماذا ترجع الأسباب، خاصة وأن الكثير يرى بأن التعادل المسجل أمام ليبيا أبرز العوامل، ما رأيك؟
لست من النوع الذي يبحث عن التبريرات، لكن الكثير لا يعلم بأنني وجدت نفسي مجبرا على عدم الاعتماد على خمسة عناصر أساسية في لقاء ليبيا، بسبب وصولهم المتأخر، كما تعلمون بدأنا التربص باللاعبين المحليين قبل التنقل إلى مصر، أين شرع اللاعبون المغتربون في الالتحاق بنا على دفعات، وآخر فوج مشكل من خمسة عناصر التحق يوم 18 أكتوبر على الساعة الثالثة صباحا في الوقت الذي تنطلق فيه المواجهة على الساعة السادسة، وهو ما أجبرني على إعفائهم من المواجهة الأولى، والتي مررنا فيها جانبا، ولم نقدم ما كان منتظرا منا، وهو ما انعكس علينا سلبا في بقية المشوار، أين زرع فينا التعادل أمام ليبيا الشك، لأن البدايات مهمة وفي هذا المستوى عندما يدخل اللاعبون لقاء وهم غير واثقين من الفوز، تكون هناك تأثيرات سلبية، رغم أننا عملنا على إعادة شحن معنويات المجموعة، لكننا لم نستطع التدارك، كما أريد أن أضيف نقطة مهمة.
حرمت من 5 لاعبين أمام ليبيا والتعادل بعثر الأوراق
*ماذا تريد أن تضيف؟
قبل انطلاق الدورة بأيام قليلة اعتذرت أربعة عناصر عن الحضور، ويتعلق الأمر بكل من ميسالي لاعب تولوز، وبن حامد الذي يمتلك مشكل إداري، وباباي الذي تمت ترقيته إلى فريق أكابر موناكو، دون نسيان المهاجم الهواري، وأردت الحديث عن هذه النقطة، لأن المشكل الكبير الموجود على مستوى منتخب أقل من 20 سنة، يتمثل في تواجد ثلاثة لاعبين محليين فقط يشاركون مع الأكابر، وهم شكال مع النادي الرياضي القسنطيني وتيطراوي وبولبينة مع بارادو.
*وما هي النصيحة التي تمررها إلى المدرب القادم إلى هذه الفئة؟
حتى نكون في الصورة، فإن إخفاق منتخب أقل من 20 سنة، لا يعتبر الأول من نوعه، بحكم أننا لم نتأهل منذ الاستقلال إلى «الكان» إلا في أربع مناسبات، دون الحديث عن الدورة التي نظمت في الجزائر في 2013، والتي أقصي فيها المنتخب من الدور الأول، وهل في تلك الفترة لم يكن المدرب أو رئيس الاتحادية في المستوى، بالطبع لا، بل وجب التركيز على التكوين، والبحث عن كيفية تقديم لاعبين جاهزين من الناحية البدنية وخاصة التكتيكية، ودائما ما أقول إن الأندية الكبيرة مطالبة بتشييد مراكز تكوين أو أكاديميات، لأن اللاعب في 20 سنة من المفروض يعتبر لاعب صنف أكابر، ومستوى كرة القدم في إفريقيا في تطور ملحوظ. حاوره: حمزة.س