وضعت اللجنة الطبية التابعة للاتحاد الجزائري لكرة القدم، طاقما متخصصا في الأشعة والتحاليل تحت تصرف الكاف، من أجل استكمال الإجراءات المقترنة ببرنامج الوقوف على الأعمار الحقيقية لجميع اللاعبين المعنيين بالمشاركة في دورة كأس أمم إفريقيا لفئة أقل من 17 سنة بالجزائر، لأن لوائح الفيفا تلزم الاتحادات القارية بإخضاع كل اللاعبين للتحاليل والكشوفات التي تسمح باكتشاف حالات التزوير،لا سيما وأن هذه الظاهرة، كانت مستفحلة في القارة السمراء بشكل كبير.
وفي هذا الإطار، قررت اللجنة الطبية الفيدرالية تسخير مركز واحد تحسبا لهذه العملية، من أجل إخضاع لاعبي 12 منتخبا معنيا بتنشيط هذه التظاهرة للتحاليل والكشوفات اللازمة (كشوفات الرنين المغناطيسي)، على أن تتكفل لجنة مختصة تابعة للاتحاد الإفريقي بمعاينة النتائج، وتقرير مصير كل عنصر في هذه المنافسة، وذلك إما بالترخيص له بالمشاركة أو اتخاذ قرار المنع، والعملية انطلقت أول أمس، على مستوى المركز الوطني للطب الرياضي بدرارية، وذلك بإخضاع لاعبي 3 منتخبات للكشوفات الخاصة بعظام المعصم، ويتعلق الأمر بكل من منتخبات الصومال، السنغال وجنوب إفريقيا، حتى يتسنى لكل منتخب التنقل إلى الولاية التي سينشط فيها خلال الدور الأول، كما كان عليه الحال بالنسبة لمنتخب "البافانا بافانا" الذي حط رحاله بقسنطينة، بعد خضوع عناصره للكشوفات الخاصة بتحديد السن، في الوقت الذي كان فيه منتخب بوركينافاسو أول من خضع لهذه الكشوفات، قبل 3 أيام، تزامنا مع التربص المغلق الذي أجراه بالجزائر العاصمة، قبل سفره مساء أول أمس إلى عنابة، حيث تم اختيار الفندق العسكري كمقر لإقامته، وقد حضر إلى بونة بكامل التعداد، بعدما رخصت اللجنة الطبية التابعة للكاف لجميع اللاعبين بالمشاركة، بحكم تطابق أعمارهم مع الفئة السنية المعنية بتنشيط هذه المنافسة.
إلى ذلك، فإن عملية إخضاع اللاعبين للتحاليل والكشوفات، الخاصة بعظام المعصم تواصلت أمس، والبرنامج المسطر من طرف اللجنة المختصة مس 3 منتخبات، انطلاقا من منتخب نيجيريا، مرورا بمنتخب الكونغو، وصولا إلى منتخب جنوب السودان، الذي وصل إلى الجزائر صبيحة أمس، وسفره إلى عنابة مبرمج يوم الجمعة المقبل، بينما سيكون الموعد صبيحة اليوم مع التحاليل والكشوفات التي ستجريها اللجنة الطبية للكاف يوم غد الخميس على لاعبي منتخبي الكاميرون، والمغرب، لتنهي الكاف برنامجها الخاص بهذه العملية صبيحة الجمعة، بإخضاع لاعبي المنتخب المالي للكشوفات، وبعد ذلك سيكون الدور على عناصر المنتخب الجزائري.
المعلومات التي استقتها النصر من مصدر من داخل اللجنة الطبية الفيدرالية، تفيد بأن الكشوفات المعمقة التي يخضع لها كل لاعب تكون على مستوى عظم المعصم، وتحديد السن الحقيقي يكون بمستويات، بحسب النتائج المسجلة، والترخيص لأي لاعب بالمشاركة يكون عند تسجيل نتيجة تتأرجح بين المستويين 1 و5 على أقصى تقدير، بينما يكون قرار المنع والشطب من القائمة عند تسجيل نتيجة من المستوى 6، لأن ذلك يعني بصورة أوتوماتيكية بأن اللاعب يتجاوز عمره 17 سنة، ولوائح الفيفا أجبرت الكاف على ضرورة التقيد بهذه العملية قبل انطلاق كل منافسة مخصصة للفئات الشبانية، لأن إشكالية التلاعب بأعمار اللاعبين، ظلت مطروحة بحدة في السنوات الفارطة، لأن هذه الظاهرة امتدت أثارها ومخلفاتها على تمثيل القارة الإفريقية في المونديال، بعد التشكيك في أعمار اللاعبين، خاصة وأن منتخبات القارة السمراء كانت قد بسطت سيطرتها على الساحة العالمية في المنافسات الخاصة بالشبان، بتتويج منتخبي غانا ونيجيريا باللقب العالمي.
ص / فرطاس